لطالما ارتبط ارتفاع ضغط الدم بالإفراط في تناول الملح، لكن باحثين كشفوا عن "عدو خفي" لا يقل خطورة، وهو " السكر"، فالسكريات المضافة المنتشرة في الأطعمة والمشروبات اليومية، والتي قد تضاعف خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية والموت المبكر.
وحذّر خبراء صحيون من أن السكريات المضافة في الأطعمة والمشروبات فائقة التصنيع قد تشكّل خطرًا كبيرًا على صحة القلب والأوعية الدموية، إذ قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والموت المبكر.
وعلى الرغم من أن الإفراط في تناول الملح يُعرف منذ زمن كعامل رئيسي في ارتفاع ضغط الدم – حيث يستهلك البالغون في المتوسط ما يقارب عشرة أضعاف الكمية الموصى بها يوميًا – إلا أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن السكر قد يكون له تأثير مشابه وربما أخطر.
تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يحصلون على أكثر من 25% من سعراتهم الحرارية اليومية من السكريات المضافة يكونون أكثر عرضة للوفاة بأمراض القلب بثلاثة أضعاف مقارنة بغيرهم. كما أن تناول المشروبات الغازية المحلّاة أكثر من ثماني مرات أسبوعيًا قد يرفع خطر الإصابة بتمدد الأوعية الدموية في القلب بنحو الثلث، ويزيد احتمالية قصور القلب أو السكتة الدماغية بنسبة تقارب 20%.
يُعدّ ارتفاع ضغط الدم العامل الأساسي وراء تمدد الأوعية الدموية – وهو تضخم خطير في الشرايين الناقلة للدم من القلب إلى أنحاء الجسم – والذي قد يتطور ببطء دون أعراض لكنه في بعض الحالات يهدد الحياة.
ويرجّح بعض الباحثين أن السكريات المضافة ترفع مستويات حمض البوليك في الجسم، ما قد يعيق إنتاج أكسيد النيتريك الضروري لاسترخاء الأوعية الدموية. كما قد يؤدي هذا الخلل إلى تحفيز نظام "رينين–أنجيوتنسين–ألدوستيرون" المسؤول عن توازن الشوارد، وبالتالي رفع ضغط الدم.
دراسات أخرى أوضحت أن كل زيادة يومية بمقدار 100 غرام من الأطعمة فائقة المعالجة – الغنية عادة بالسكر والملح والمواد الحافظة – ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 6%، وبزيادة احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 14.5%.
يُطلق على هذه الأطعمة مصطلح الأغذية فائقة التصنيع (UPFs)، وتشمل كل منتج يحتوي على ألوان صناعية أو محليات أو مواد حافظة تهدف لإطالة عمره على الرفوف.
في المقابل، يترقب ملايين المرضى في بريطانيا دواءً جديدًا يوصف بأنه "اختراق علمي"، يُعرف باسم "باكدروستات"، ويُعتبر أول علاج يستهدف السبب الجذري لارتفاع ضغط الدم بدلًا من الاكتفاء بالسيطرة على أعراضه، ومن المتوقع أن يتوفر عبر هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية خلال العام المقبل، وفقا لـ "ديلي ميل".
ويأتي هذا التطور في وقت تسجل فيه معدلات ضغط الدم المرتفعة ارتفاعًا مقلقًا بين من هم دون الخمسين، وسط عوامل أخرى كقلة النوم، التوتر المزمن، النظام الغذائي غير الصحي.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.