دعا الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، المسلمين إلى أن يجعلوا احتفالهم بمولد النبي صلى الله عليه وسلم احتفالًا عمليًا صادقًا من خلال تقديم "هدية" للنبي الكريم، مؤكدا أن هذه الهدية ليست مجرد الصلاة عليه، فالصلاة فريضة فرضها الله ويؤديها الجميع، وإنما المقصود هو التقرب إلى الله بعمل صالح تعلمناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال الجندي خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، إن : "يا أخي الفاضل، انظر في مولد النبي: ما الذي أهديته للنبي؟ إن كنا جادين في الاحتفال بمولده، فليقدم كل منا هدية لرسول الله؛ صِل رحمك الذين كنت تقاطعهم وقل: يا رب فعلت ذلك هدية لرسولك، تصدق بصدقة وقل: يا رب هذه الصدقة هدية لرسولك، اقرأ قرآنًا أو صلِّ ركعتين بنية أن تكون هدية لرسول الله صلى الله عليه وسلم"، مشددًا على أن الخير والمعروف والبر من أعظم ما يُهدى للنبي في ذكرى مولده.
وتابه الجندي: "اللهم احشرنا تحت لوائه يوم لا لواء إلا لواؤه، واسقنا من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدًا".
انطلقت بالأمانة العامة للدعوة والإعلام الديني أولى فعاليات المجالس العلمية لمناطق الوعظ على مستوى الجمهورية.
وقد جاءت البداية بقراءة كتاب (الشفا بتعريف حقوق المصطفى ﷺ) للإمام القاضي عياض، في جميع مناطق وعظ الجمهورية، على مدار شهر ربيع الأول؛ إحياءً لشمائل النبي ﷺ، وتأكيدًا على حقوقه، وربطًا للناس بسيرته العطرة وهديه الشريف.
وتأتي هذه الفعاليات في إطار حرص المجمع على بثِّ روح المحبة للنبي ﷺ في القلوب، وتعميق الوعي بحقوقه ومكانته، وإبراز رسالته الخالدة التي قامت على الرحمة والهداية ونشر القيم الإنسانية الرفيعة، ليظل قدوَةً للأمة في أخلاقها وسلوكها وحضارتها.
وعلى صعيد اخر، اختتم مجمع البحوث الإسلاميَّة، مساء اليوم، فعاليَّات الأسبوع الدَّعوي العاشر، الذي نظَّمته اللجنة العُليا للدعوة في مدينة البعوث الإسلاميَّة، بندوةٍ تحت عنوان: (بين يدَي المصطفى.. بشريَّة ترفَّعت وعصمة حفظت)، في إطار حملة فاتَّبِعوه التي أطلقها المجمع بمناسبة الذِّكرى العطرة لمولد النبي ﷺ.
جاء ذلك برعاية كريمة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبإشراف الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، والدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة.
وحاضر في الندوة كلٌّ مِن: الدكتور عبد الفتَّاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلاميَّة، والدكتور محمود الهوَّاري، الأمين العام المساعد للدَّعوة والإعلام الدِّيني بالمجمع، فيما أدار الندوةَ الشيخ يوسف المنسي، عضو أمانة اللجنة العُليا لشئون الدعوة.
وفي كلمته أكَّد الدكتور عبد الفتَّاح العواري أنَّ النبي ﷺ جسَّد كمال القدوة في صورة بشرٍ اصطفاه الله برسالته، فكان يعيش بين الناس حياةً طبيعيَّةً؛ يأكل الطَّعام ويمشي في الأسواق، ويتزوَّج النساء، ويُخالِط النَّاس في أفراحهم وأحزانهم، ويعتريه ما يعتري البشرَ مِنْ صفات الخَلْق والجِبِلَّة، غير أنَّ الله -تعالى- قد أكرمه بنورٍ في بصره وبصيرته، وحَفِظَه بعصمته في الوحي والتبليغ، فارتفع بمكانته عن حدود البشر العاديين؛ ليكون القدوةَ والمَثَلَ الأعلى، ويقدِّمَ للبشريَّة نموذجًا فريدًا يجمع بين صفاء الرُّوح وكمال الرسالة.