حذرت مصادر طبية في مستشفيات قطاع غزة، اليوم الخميس، من تدهور خطير في خدمات المختبرات ونقل وحدات الدم ومكوناتها، ما يهدد حياة آلاف المرضى والجرحى، في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي واستمرار الحصار الخانق على القطاع.
وقالت المصادر الطبية إن النقص الحاد في المستلزمات الطبية والمواد المخبرية يعرقل قدرة المستشفيات على إجراء الفحوصات الأساسية والحرجة، ما يزيد من المخاطر الصحية على المرضى المصابين بأمراض مزمنة والحالات الطارئة والجرحى من جراء الاعتداءات المتكررة. وأشارت إلى أن هذا الوضع يضع الأطباء والعاملين في المجال الطبي تحت ضغط هائل، في ظل محدودية الإمكانيات وعدم توفر أدوات التشخيص والعلاج الأساسية.
وأضافت المصادر أن نقص كميات الدم ومكوناته الحيوية مثل الصفائح الدموية وبلازما الدم يعرقل قدرة المستشفيات على التعامل مع الإصابات الحرجة، خصوصًا تلك الناتجة عن العدوان العسكري المستمر. وأوضحت أن استمرار النقص في وحدات الدم يهدد حياة المرضى في أقسام الطوارئ وغرف العمليات والعناية المركزة، ويزيد من معدلات الوفيات بين المصابين والمرضى المحتاجين لنقل الدم بشكل عاجل.
وحذرت الجهات الطبية من أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية في القطاع، حيث يواجه آلاف المرضى نقصًا في الخدمات الطبية الحيوية الأساسية. كما شددت على أن استمرارية الحصار تحد من وصول الإمدادات الطبية من الخارج، مما يزيد من تفاقم الأزمة ويهدد الصحة العامة في غزة.
وأشار الأطباء إلى أن المستشفيات تعمل في ظروف صعبة جدًا، حيث تعتمد بشكل كبير على التبرعات المحلية والمساعدات المحدودة من بعض المنظمات الإنسانية، إلا أن هذه الجهود غير كافية لتلبية احتياجات جميع المرضى. وأكدوا على ضرورة تدخل المجتمع الدولي والهيئات الإنسانية العاجل لتأمين المستلزمات الطبية الأساسية وضمان استمرارية خدمات المختبرات ونقل الدم في القطاع، مشددين على أن أي تأخير في تقديم الدعم قد يكون له عواقب كارثية.
كما نبهت المصادر الطبية إلى أن النقص في الخدمات المخبرية يحد من قدرة الفرق الطبية على تشخيص الأمراض بشكل دقيق وسريع، ما قد يؤدي إلى تفاقم الحالات الصحية وزيادة خطر انتشار بعض الأمراض بين المرضى والمصابين، خصوصًا في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها سكان القطاع.
وفي الوقت نفسه، دعت المصادر المواطنين والمجتمع المدني في غزة إلى المشاركة في التبرع بالدم لتعويض النقص الحاد، معتبرة أن التبرع يشكل وسيلة حيوية للحفاظ على حياة المرضى والمصابين، خاصة في ظل استمرار العدوان والحصار.