انطلق برنامج "الملتقى التدريبي للقادة المنتخبين حديثًا" (RoNEL) الذي تنظمه الكنيسة اللوثرية العالمية (LWF) بالتعاون مع مركزها في المانيا، حيث يشارك في الملتقى 13 قائدًا كنسيًا جديدًا من مختلف دول العالم، بهدف تبادل الخبرات والتأمل في معاني القيادة داخل الشركة اللوثرية العالمية.
من جنيف إلى فيتنبرغ.. رحلة في جذور الإصلاح
بدأ اللقاء من مدينة جنيف بزيارة لمكتب الكنيسة اللوثرية، ثم انتقل المشاركون إلى مدينة فيتنبرج، حيث ساروا على خطى المصلح مارتن لوثر لاكتشاف تاريخ الإصلاح البروتستانتي.
وقالت القس كاتارينا كيلونين، المسؤولة عن بناء القدرات وتطوير القيادة في LWF: "هدفنا هو توفير مساحة لهؤلاء القادة للتأمل في القيم والرؤية التي يمكن أن توجه خدمتهم. نناقش أولوياتنا الاستراتيجية وخاصة مفهوم اللاهوت المسؤول والقيادة التحويلية، ونرى كيف تختلف تطبيقاتها تبعًا لسياقاتنا المتنوعة."
تحديات متنوعة بين الكنائس الكبيرة والصغيرة
من بين المشاركين القس كارلوس بونيا، رئيس الكنيسة اللوثرية في كوستاريكا، وهي واحدة من أصغر الكنائس الأعضاء حيث لا يتجاوز عدد أعضائها 500 شخص. وأكد بونيا أن كنيسته تركز على التبشير والشهادة لملكوت الله باعتباره مصدر الرجاء.
كما شارك أساقفة من أكبر الكنائس اللوثرية مثل: الأسقف أوسكار ليما من تنزانيا، حيث تضم كنيسته نحو 8.5 مليون عضو، الأسقف فيكتور تينامبونان من إندونيسيا، الذي يقود كنيسة باتاك البروتستانتية المسيحية (HKBP) بأكثر من 6.3 مليون عضو.
ورغم النمو المستمر للإيمان المسيحي في إندونيسيا، يظل اللوثريون أقلية في بلد يغلب عليه الطابع الإسلامي. وفي المقابل، أشارت الأسقفة تيريزيا بوستروم من كنيسة السويد إلى تحديات مختلفة، أبرزها نقص الكهنة في بعض الأبرشيات النائية وصعوبة توفير فرص عمل لعائلاتهم.
تنوع غني ودعم متبادل
أكدت القس سونيا سكوبش، الأمينة الإقليمية لـ LWF في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي وأمريكا الشمالية، أن قوة الكنيسة لا تُقاس بعدد أعضائها، بل في الشهادة التي تقدمها للمجتمع. وقالت: "كنائسنا ليست معزولة، بل مترابطة. نحن جميعًا في قارب واحد، سواء في أوقات العواصف أو في الطقس المشمس."
شبكة دعم للحاضر والمستقبل
اختُتم الملتقى بالتأكيد على أهمية بناء شبكة دعم متبادلة بين الأساقفة الجدد، تقوم على الحوار والاحترام، بما يعزز قدرتهم على مواجهة التحديات اليومية وتطوير القيادة الكنسية في مجتمعاتهم.