ألقي القبض على الممثل التلفزيوني الهندي أشيش كابور في تطور دراماتيكي يتعلق باتهامات بالاغتصاب الجماعي خلال حفل استضافه منزل في منطقة سيفيل لاينز الراقية في نيودلهي في أغسطس الماضي.
وفقاً لتصريحات نائب مفوض الشرطة راجا بانتيا، تم إلقاء القبض على كابور في مدينة بوني التابعة لولاية مهاراشترا، حيث كان يختبئ من الملاحقة القضائية.
وتشير التفاصيل التي كشفتها التحقيقات إلى أن الضحية، وهي امرأة تبلغ من العمر 24 عاماً تعمل في شركة خاصة وتقيم في منطقة بنجابي باج، تعرضت لحادث مروع بعد أن تمت دعوتها إلى حفل في منزل أحد المعارف.
وذكرت الضحية للسلطات أن صديقاً لها اتصل بها ودعاها إلى الحفل الذي أقيم في مسكن صديق آخر. عند وصولها، وجدت خمسة أشخاص حاضرين، بينهم صديقها وامرأة أخرى.
تفاصيل الواقعة المروعة
وفقاً للبيانات الرسمية، قام المجموعة بمزج مادة مخدرة في مشروبها مما أدى إلى فقدانها الوعي، ليتعرضوا لها بعد ذلك بشكل جماعي، فيما أكدت أنها تعرضت للضرب أثناء الاغتصاب، وتم تصوير الاعتداء كله دون علمها أو موافقتها.
و بعد انتهاء الحادث، هدد المتهمون الضحية بنشر التسجيل المصور على الإنترنت إذا ما أبلغت عن الواقعة للسلطات، وفر المشتبه بهم تاركين الضحية خارج المنزل في حالة مزرية.
تم تسجيل الواقعة رسمياً في الحادي عشر من أغسطس، وتم الحفاظ على هوية الضحية مجهولة حماية لخصوصيتها، وفقاً لتوجيهات المحكمة العليا الهندية في القضايا المتعلقة بالاعتداء الجنسي.
الشرطة الهندية تؤكد أن التحقيقات جارية للقبض على جميع المشتبه بهم الباقين، الذين ما زالوا طليقي السراح، اما النشطاء في مجال حقوق المرأة يطالبون بمعاملة هذه القضية بجدية تامة وضمان محاكمة عادلة وسريعة، بعيداً عن التأثيرات التي قد تمارسها شهرة المتهم أو نفوذه.
من هو أشيش كابور؟
أشيش كابور هو ممثل تلفزيوني معروف في الوسط الفني الهندي، اشتهر عبر مشاركته في عدة مسلسلات تلفزيونية وأعمال فنية على مدى مسيرته المهنية. كانت بدايته الفنية في أوائل العقد الأول من الألفية الجديدة، حيث ظهر في عدد من الإعلانات التجارية قبل أن يحصل على أول أدواره التمثيلية في المسلسل التلفزيوني بارفاتين الذي لعب فيه دوراً ثانوياً.
تدرج كابور في سلم الشهرة ليصبح وجهاً مألوفاً في الدراما التلفزيونية الهندية، مع مشاركات بارزة في مسلسلات عديدة، في حين أن مسيرة كابور الفنية لم تكن خالية من الجدل، حيث سبق وأن ارتبط اسمه بعدد من المشاكل القانونية البسيطة، لكن لا شيء على الإطلاق يشير إلى أن يكون قادراً على ارتكاب جريمة بهذه الفظاعة، ووصفه زملاؤه في الوسط الفني بالشخص الهادئ والمنطوي على نفسه، مما يجعل هذه الاتهامات مفاجئة للكثيرين ممن يعرفونه.
أخطر دولة في جرائم الاغتصاب
وفقا للإحصائيات الرسمية، تعتبر الهند رابع أخطر دولة في العالم من حيث جرائم الاغتصاب، حيث يتم الإبلاغ عن ما يقرب من خمسة وعشرين ألف حالة اغتصاب سنوياً، بينما ثمانية وتسعين بالمائة من هذه الجرائم يرتكبها أشخاص معروفون للضحية، مما يزيد من صعوبة الإبلاغ عن الجرائم بسبب الضغوط الاجتماعية والخوف من الانتقام.
الجهود الإصلاحية في القوانين الهندية بدأت تظهر بعد حادثة الاغتصاب الجماعي المروعة التي هزت البلاد في عام 2012، عندما تعرضت طالبة طب لاغتصاب جماعي في حافلة في نيودلهي مما أدى إلى وفاتها.
هذه الحادثة أثارت احتجاجات واسعة النطاق وأدت إلى تشديد العقوبات على جرائم الاغتصاب، بما في ذلك إدخال عقوبة الإعدام في بعض الحالات الخاصة. رغم هذه الإصلاحات، لا تزال التحديات قائمة.
النظام القضائي الهندي
ويعاني النظام القضائي الهندي من البطء الشديد في الفصل في القضايا، حيث يمكن أن تستغرق القضايا سنوات بل عقوداً قبل الوصول إلى حكم نهائي.
في حكم حديث تمت إدانة 6 رجال في قضية اغتصاب جماعي تعود إلى عام 1992، أي بعد اثنين وثلاثين عاماً من وقوع الجريمة، وهذا التأخير المفرط في العدالة يثني الكثير من الضحايا عن الإبلاغ عن الجرائم، خوفاً من التعرض للإذلال والتهديد خلال السنوات الطويلة التي تستغرقها المحاكمة.
أما التحديات الاجتماعية فهي لا تقل صعوبة، فالضحايا غالباً ما يواجهون وصمة عار اجتماعية قاسية، بل إن بعضهن يتعرضن للنبذ من قبل أسرهن ومجتمعاتهن. في القضية الحالية، اختارت الضحية الإبلاغ عن الجريمة على الرغم من كل هذه التحديات، مما يعتبر خطوة شجاعة في مجتمع لا يزال ينظر إلى الاغتصاب على أنه عيب للضحية وليس للمجرم.