يُعد الجمع والقصر من الرخص التي منحها الإسلام للمسافر تيسيرًا عليه ورفعًا للمشقة، وهما من الأمور التي بيّنها النبي ﷺ قولًا وفعلًا، كما نقلها الصحابة وأثبتتها كتب السنة والفقه، وتكمن أهمية فهم أحكام الجمع والقصر في أداء الصلاة على الوجه الصحيح، خاصةً أثناء السفر أو في الظروف التي تبيح ذلك.
يعني القصر تقليل عدد ركعات الصلاة
يقصر المسلم الصلاة الرباعية فقط، أي الظهر والعصر والعشاء، فيُصلّيها ركعتين بدلًا من أربع، أما صلاتا الفجر والمغرب فلا يُقصران، ويبدأ جواز القصر من لحظة مغادرة حدود العمران بُغية السفر لمسافة تقارب 80 كيلومترًا تقريبًا، كما أفتى بذلك جمهور العلماء، ومنهم علماء اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية ودار الإفتاء المصرية.
يُباح الجمع بين الصلوات في حالات محددة
يجمع المسلم بين صلاتي الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، جمع تقديم أو تأخير، وفقًا لحالته، فيُقدّم العصر مع الظهر إذا كان في وقت الظهر، أو يُؤخر الظهر حتى يدخل وقت العصر، وكذلك يفعل مع المغرب والعشاء.
ويُباح الجمع في السفر، وعند وجود مشقة كالمطر الشديد، أو المرض، أو الظروف الطارئة، كما جاء في فتوى دار الإفتاء المصرية ووفق ما ورد في صحيح مسلم والبخاري.
يستمر جواز القصر ما دام سبب السفر قائمًا
يتابع المسافر قصر الصلاة ما دام في سفره، حتى لو طالت المدة، بشرط ألّا ينوي الإقامة في مكان معين أكثر من أربعة أيام، وهو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، أما إذا نوى الإقامة الطويلة، فيُتمّ الصلاة كما يفعل المقيم.
يُستحب ترك الجمع إذا لم توجد مشقة
ينصح العلماء بترك الجمع إذا لم يكن هناك حاجة ماسة إليه، وذلك اقتداءً بفعل النبي ﷺ، حيث كان يقصر الصلاة في أغلب سفره، ويجمع أحيانًا عند الحاجة فقط، فلو استطاع المسلم أداء كل صلاة في وقتها دون مشقة، فالأفضل فعل ذلك.
يجب على المسلم أن يُراعي شروط الجمع والقصر
يلتزم المسلم بتحقيق شروط الجمع والقصر، ومنها نية السفر، ومفارقة حدود بلده، وألا يكون سفره لمعصية، ويحرص على أداء الصلاة بخشوع وطمأنينة، مع مراعاة الوقت والترتيب، وتُعد رخصة الجمع والقصر نعمة عظيمة تُراعي ظروف المسلم وتُيسر عليه أداء العبادة، وينبغي على كل مسلم تعلّم أحكامها من مصادر موثوقة، مثل موقع دار الإفتاء، واللجنة الدائمة، وكتب الصحاح، ليؤدي صلاته بيقين وطمأنينة.