رئيس الإدارة المركزية للتعليم العام في حوار شامل لـ«البوابة» تتحدث عن المعلمين وذوي الإعاقة والموهوبين.. د. هالة عبدالسلام: مشوار الإصلاح بدأ ولن يتوقف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

د. هالة عبدالسلام:  مشوار الإصلاح بدأ ولن يتوقف.. برؤية الوزير محمد عبد اللطيف نصنع تعليمًا عصريًا وشاملًا 
 لا طالب بدون مكان في التعليم المصري.. ودمج ذوي الإعاقة مسئولية وطنية
تطوير شامل.. والهدف بناء شخصية متكاملة للطالب
"المعلم هو حجر الأساس.. وتدريب أكثر من 250 ألف معلم على أحدث الاستراتيجيات"

دعم الموهوبين بعد 10 سنوات بلا ميزانية.. وبرامج ومعسكرات ومشروعات 

في ظل الرؤية الطموحة التي يقودها الوزير محمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، لتطوير التعليم العام وتحقيق تعليم شامل وعادل، تكشف الدكتورة هالة عبدالسلام، رئيس الإدارة المركزية للتعليم العام، في حوار خاص لـ"البوابة"، عن ملامح استراتيجية الوزارة لدمج طلاب ذوي الإعاقة، وتطوير المناهج، وتدريب المعلمين، إضافة إلى خطة دعم الموهوبين بعد سنوات من غياب الميزانية.
الحوار يتناول بالتفصيل مسارات تعليم ذوي الإعاقة، من مدارس التربية الخاصة والدمج، إلى الإعاقات المزدوجة، مع تقييم شامل لتجربة الدمج بعد أكثر من 15 عامًا، ورؤية الوزارة لتوسيع غرف المصادر، وآليات التقييم للطلاب المستهدفين بالثانوية العامة.
كما تكشف عبدالسلام عن جهود غير مسبوقة لدعم الموهوبين، من خلال برامج إثرائية، ومعسكرات تدريبية، ومشروعات طلابية، وتدريب الكوادر، بما يضمن إعداد أجيال قادرة على المنافسة محليًا ودوليًا، مع التأكيد على أن الفلسفة التعليمية الجديدة تركز على التفكير والتحليل وربط المعرفة بالحياة، بعيدًا عن الحفظ والتلقين.

* بداية، كيف تصف د.هالة عبدالسلام نظام تعليم ذوي الإعاقة في مصر؟

- بداية أود أن أوضح الاهتمام البالغ للوزير محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى بهذه الفئة العزيزة على قلوبنا جميعا والتي يولي هذا الملف اهتماما بالغا، تمثل في التوجيه بمناهج حديثة للتربية الفكرية وتطوير مناهج المكفوفين.

ونظام تعليم ذوي الإعاقة في مصر يتأسس على ثلاثة مسارات رئيسية:

1. مدارس التربية الخاصة: وتشمل المدارس الفكرية، ومدارس الصم وضعاف السمع، والمكفوفين. وهي مؤسسات تعليمية متخصصة يعود تاريخها إلى أربعينيات القرن الماضي، وتوفر بيئة تعليمية تناسب طبيعة هذه الإعاقات.

2. مدارس الدمج: بدأ العمل بها فعليًا في عام 2009، واليوم تنتشر في حوالي 20 ألف مدرسة على مستوى الجمهورية..  لكنها واجهت في البداية تحديات عدة، أبرزها عدم جاهزية البنية المدرسية ونقص تدريب المعلمين.

3. الإعاقات المتعددة والمزدوجة: هذا المسار تم استحداثه عام 2018 لاحتواء حالات لم تكن مغطاة مسبقًا مثل الطالب الأصم الكفيف أو الذي يعاني من إعاقة ذهنية إضافية. 

وقد أنشأنا أكثر من 14 فصلًا لهذه الحالات، يضم كل فصل 4 طلاب و4 معلمين لضمان تعليم فردي متخصص.

* كيف تقيّمون تجربة الدمج التعليمي بعد مرور أكثر من 15 عامًا على انطلاقها؟

-التجربة مرت بتحولات كبيرة في البداية كانت مجرد اجتهادات فردية، بدعم من المجتمع المدني ومنظمات دولية في بعض المحافظات كالقاهرة وسوهاج وأسيوط، لكن لم تكن هناك منظومة متكاملة..  وصفنا الوضع آنذاك بأنه "سيارة مليئة بالركاب لكن بلا سائق".

التحول الحقيقي بدأ عام 2015، حين أصبح دمج ذوي الإعاقة ضمن أولويات الدولة، وتم اعتماد الدمج كهدف استراتيجي، وبدأنا بناء منظومة علمية ومهنية.. رغم ذلك، ما زلنا نواجه تحديات، مثل عدم دقة التقارير الطبية، وضعف غرف المصادر في المدارس. ولكن هناك طفرة حدثت هذا العام وهي إعادة تشغيل مركز العاشر من رمضان لذوي الاحتياجات الخاصة.

*ما المعايير المعتمدة لتحديد مدى ملاءمة الطالب للدمج؟

-نُطبق نصوص قانون رقم 10 لسنة 2018، الذي ينص على ضرورة وجود تقرير طبي مفصل، إلى جانب اختبار ذكاء، والذي كان يشترط نسبة بين 65 و84 وتم تخفيضه إلى 60.

ويعرض الطالب على لجنة طبية مدرسية متخصصة لتقييم الحالة. 

وإذا لم يكن مؤهلًا للدمج، نوجهه إلى بدائل أخرى مثل مدارس التربية الخاصة أو فصول الإعاقات المزدوجة.

* كيف تتعاملون مع التقارير الطبية غير المطابقة لحالة الطالب؟

-في حال لاحظ المعلم وجود فارق بين التقرير وسلوك الطالب، يتم رفع الأمر إلى مجلس إدارة المدرسة، ويُعد تقرير فني يُرفع إلى إدارة التربية الخاصة التي بدورها تخاطب الجهة الطبية المختصة.

 وفي الحالات التي تحتاج إعادة التوجيه، يُنصح ولي الأمر بتحويل الطالب إلى مدرسة أكثر ملاءمة، دون الإضرار بمستقبله التعليمي.

*هل توجد خطة لتوسيع غرف المصادر في المدارس؟

-نعم، لدينا الآن أكثر من 1000 غرفة مصادر على مستوى الجمهورية، لكنها نسبة قليلة جدًا مقارنة بعدد المدارس الذي يتجاوز 62 ألف مدرسة، وإنشاء الغرف يحتاج إلى تمويل وتدريب وتجهيزات خاصة.

من جهة أخرى، أطلقنا تدريبات موسعة للمعلمين.. دربنا أكثر من 250 ألف معلم وإخصائي ومدير مدرسة بالتعاون مع منظمات دولية ومجتمع مدني، مع اعتماد حقائب تدريبية متخصصة، لكن التدريب لا يُفرض على الجميع، بل يُوجه حسب الحاجة.

* كيف يتم تقييم طلاب الدمج الذين يستهدفون الثانوية العامة؟

-يخضع الطالب لاختبار قبول خاص داخل الإدارات التعليمية، مبني على محتوى معدل يتماشى مع قدراتهم. وإذا لم يجتز الاختبار، يُحوّل إلى التعليم الفني، في تخصصات تتناسب مع ميوله.

* وما رسالتكم لأولياء الأمور من ذوي الإعاقة؟

-رسالتي واضحة: "لا يوجد طالب من ذوي الإعاقة بلا مكان في التعليم المصري"..  ونحن نعمل على توفير تعليم نوعي وشامل، وبابنا مفتوح لأي استفسار أو شكوى..الأسرة شريكنا الأول، وتعاونها أساسي لإنجاح تجربة التعليم للجميع.

* ما الفلسفة العامة التي تقود تطوير التعليم حاليًا في مصر؟

- برعاية وزير التعليم  محمد عبداللطيف، نُغير نمط التعليم من الحفظ والتلقين إلى التفكير والتحليل وربط المعرفة بالحياة.الوزارة تخطط  لتخريج طلاب مؤهلين للمنافسة في سوق العمل، ويملكون مهارات حياتية حقيقية.

والوزارة تسعى لترسيخ ثقافة التعلم مدى الحياة، وتُراعي الفروق الفردية بين الطلاب، وتبني نظامًا تعليميًا مرنًا وعادلًا.

*ما الجديد لدعم  الموهوبين والإدارات بشكل عام؟

-في عام ٢٠١٥ وظلت حتى عام ٢٠٢٥ بلا ميزانية للصرف على أنشطة الطلاب الموهوبين وفي عام ٢٠٢٥ صدر القرار الوزاري المنظم للمصروفات وبه بند للصرف على أنشطة الموهوبين، مثل

عمل برامج اثرائية- دعم مشروعات الطلاب- معسكرات تدريبية للطلاب- تدريب المسئولين

*ما الإجراءات التي تتخذ مع الطلاب الموهوبين علميا؟

-يتم طلب اختبار ذكاء من الطالب ثم عرضه على لجنة متخصصة بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي ثم يحدد له البرنامج الاثرائي الذي سوف يتبع معه.

*عدد كشافين عن الموهبة؟

-لدينا ١٠٠٠ كشاف تم تدريبهم وحصلوا على شهادة كشاف موهبة من الأكاديمية المهنية للمعلمين.

*الهدف الرئيسي لعمل تلك الإدارة؟

-إعداد وتقديم أجيال من الفائقين والموهوبين، من الطلاب بشكل عام ومن ذوي الإعاقة أيضا، بجميع مراحل التعليم المختلفة، والهدف العام هو الكشف المبكر عن الموهوبين وتقديم الدعم لهم، وتنمية قدراتهم، وتفعيل التعلم الذكي، طبقا للخطة الاستراتيجية.

*ما شروط تولي مسئول  أو مدير بادارة الموهوبين والتعلم الذكي بالمديريات؟

-أولا المدير:1. أن يكون حاصلا على مؤهل عال مناسب. 2. أن يكون محبا للعمل في هذا المجال ومؤمنا بالدور التربوي له وحاصلا على التدريبات في مجال الموهوبين . 3. أن يكون قد عمل بالمجال فترة لا تقل عن عامين .

4. ألا يقل تقرير الكفاية للمتقدم عن كفء في آخر سنتين. 5. ألا يكون محالا للمحاكمة التأديبية أو وقع عليه جزاءات تأديبية.  6. توافر السمات الشخصية من حيث الكفاءة والجدارة للمرشح من واقع الملفات والجوانب الأخلاقية والمهنية والثقافية التي تؤهله لشغل الوظيفة.  7. الإعلان عن الوظيفة وأن تقدم الطلبات إلى الجهة التي يحددها الإعلان وتشكيل لجنة من السلطة المختصة تتضمن عناصر فنية وقانونية وإدارية تتولى الاختيار من بين المتقدمين في ضوء الأسس المحددة.

أما مقترح لشروط شغل وظيفة مسئول الموهوبين بالمديريات والإدارات التعليمية والمدارس:

1. أن يكون حاصلا على مؤهل عال مناسب. 2. أن يكون محبا  للعمل ومؤمنا بالدور التربوي له،  وأن يكون حاصلا على شهادات  تدريبية بالمجال. 3. ألا يقل تقرير الكفاية للمتقدم عن كفء في آخر سنتين.  4. تم تكليف مسئول الموهوبين بالمدرسة من قبل إدارة المدرسة بأمر إداري مكتوب في بداية كل عام  دراسي.

5. يفضل أن يكون مسئول الموهوبين بالمدرسة إخصائيا نفسيا أو اجتماعيا وليس شرطاً.

شروط شغل وظيفة مسئول تعليم ذكي بالمديريات والإدارات التعليمية والمدارس:

1. أن يكون حاصلًا على مؤهل عال مناسب يفضل تخصصات الحاسب الآلي أو ما يعادلها وليس شرطاً.

2. ألا يقل تقرير الكفاية للمتقدم عن كفء في آخر سنتين.

3. أن يكون حاصلا على  شهادة ICDL أو شهادات أخرى في نفس  المجال ومشهود له بالكفاءة.