شهدت العلاقات الألمانية الأوروبية توترًا علنيًا اليوم الإثنين، بعد أن عبرت ألمانيا عن رفضها الشديد لتصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بشأن إمكانية إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا.
فقد شدد وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، على رفضه القاطع لتعليقات فون دير لاين، واصفًا إياها بأنها "سابقة لأوانها" ومعتبرًا أن رئيسة المفوضية الأوروبية "ليست مخولة" لمناقشة هذه المسألة الحساسة.
وفي تصريحات للصحفيين خلال زيارة لمصنع حربي في مدينة كولونيا، قال بيستوريوس: "هذه أمور لا تناقش قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع أطراف كثيرة لها رأي في هذا الصدد".
وأضاف الوزير الألماني، مستبعدًا دور الاتحاد الأوروبي في مثل هذه القرارات: "أعتقد أنه من الأفضل عدم التعليق على مثل هذه الاعتبارات بأي شكل من الأشكال أو تأكيدها، بصرف النظر عن حقيقة أن الاتحاد الأوروبي لا يمتلك أي تفويض أو اختصاص على الإطلاق عندما يتعلق الأمر بنشر القوات".
نشر قوات في أوكرانيا
وكانت فون دير لاين قد أثارت الجدل في مقابلة مع صحيفة "فاينانشال تايمز" نشرت أمس الأحد، حيث كشفت أن أوروبا تعد "خططًا دقيقة للغاية" لنشر قوات متعددة الجنسيات في أوكرانيا.
وأشارت إلى أن هذا الانتشار سيأتي في إطار ضمانات أمنية لمرحلة ما بعد الصراع، ومن المتوقع أن يحظى بدعم أمريكي.
وذكرت فون دير لاين للصحيفة أن هذه الخطط تتضمن نشر عشرات الآلاف من القوات بقيادة أوروبية، مع دعم أمريكي يشمل أنظمة تحكم وسيطرة متطورة، بالإضافة إلى أصول مراقبة واستطلاع حيوية.
إلا أن هذه التصريحات اصطدمت فورًا بالرفض الألماني الواضح، مما يسلط الضوء على تباين وجهات النظر داخل الاتحاد الأوروبي حول طبيعة وحجم الالتزام العسكري المستقبلي تجاه أوكرانيا.
