أخبار عاجلة

قصص لم تحكى بعد عن ٧ أكتوبر وعن غزة

قصص لم تحكى بعد عن ٧ أكتوبر وعن غزة
قصص لم تحكى بعد عن ٧ أكتوبر وعن غزة

في زمن الحروب، غالبًا ما تكون الحقيقة هي الضحية الأولى، هذه المقولة القديمة، التي تُنسب للكاتب المسرحي اليوناني إسخيلوس، لم تكن أبدًا أكثر صدقًا مما هي عليه اليوم في ظل الصراع الدامي والمستمر في قطاع غزة، وفقًا لافتتاحية صحيفة الإندبندنت البريطانية، فبينما تتوالى الغارات الجوية والقصف المدفعي، يواجه العالم حقيقة مروعة: غزة أصبحت منطقة محظورة على الإعلام الدولي، مما يحجب الرواية الكاملة لما يحدث عن أعين الملايين حول العالم.

 

ولهذا السبب، رفعت "الإندبندنت"، بصفحتها الأولى الصارخة، صوتها عاليًا لتنضم إلى أكثر من 200 منظمة إعلامية وناشط في مجال حرية الصحافة للمطالبة بفتح القطاع بشكل فوري وغير مشروط أمام الصحفيين الأجانب.

وأضافت الصحيفة البريطانية: "أن مطلبنا بسيط وواضح: يجب أن يتمكن العالم من رؤية الحقيقة الكاملة حول ما يحدث هناك. فبينما تُشن حرب قاسية لا تفرق بين مقاتل ومدني، يواصل الصحفيون الفلسطينيون، الذين قُتل ما يقرب من 200 منهم في ظروف غامضة، التضحية بحياتهم لنقل الواقع".

لم يكن عليهم القيام بذلك بمفردهم. كان يجب أن يتمكن المراسلون من جميع أنحاء العالم من أداء هذه المهمة الأساسية المتمثلة في جمع الأخبار والتحقيق والتدقيق من منظور مستقل تمامًا. 

وعندما تحاول السلطات الإسرائيلية تشويه سمعة الصحفيين الفلسطينيين المحترفين بادعاءات ارتباطهم بحركة حماس، فإن هذا السلوك لا يُضعف مصداقيتهم فحسب، بل يزيد من الضرورة الملحة للسماح لأولئك الذين لا يمكن بأي حال من الأحوال ربطهم بأي جماعة فلسطينية بالدخول إلى غزة "لكي يشهدوا بأنفسهم ويسردوا وقائع هذه الحرب التي تبدو بلا نهاية. إنها دعوة للشفافية المطلقة في وقت تشتد فيه الحاجة إليها".

"حادث مأساوي" ومخاطر حتمية.. مفارقة قاتمة
تزعم إسرائيل أن وجود الصحفيين الأجانب في منطقة الحرب أمر بالغ الخطورة، وهو ادعاء يحمل في طياته مفارقة قاتمة.

ففي نهاية المطاف، هناك مزاعم خطيرة باستهداف بعض عناصر القوات المسلحة الإسرائيلية للصحفيين بشكل مباشر. لم يمر سوى أسبوع على استشهاد مريم أبو دقة، في غارة مزدوجة على مستشفى في خان يونس، حيث أودت الغارة الثانية بحياة من هرعوا لإنقاذ المصابين في الغارة الأولى.

ورغم أن إسرائيل تجري تحقيقًا، فقد وصف بنيامين نتنياهو الحادث بأنه "مأساوي". هذه المفردة، "مأساوي"، تُلقي بظلالها على طبيعة الصراع، حيث يُحوّل كل استهداف للصحفيين إلى مجرد حادث عرضي.

لكن الحقيقة الأوسع هي أن الطريقة العشوائية وغير المتناسبة التي حولت بها إسرائيل غزة إلى ركام وأنقاض هي ما جعلتها خطيرة على الجميع، وليس على الصحفيين فقط. لقد تبين أن ما يُسمى "المناطق الآمنة" نادرًا ما تكون آمنة، حتى أن الناس أصبحوا "بلا مكان"، في تنقل دائم في أرض لا يخلو فيها أي مكان من الخطر. 

ومع أن العمل في منطقة حرب يحمل مخاطر حتمية، فإن قرار تحمل هذه الأخطار هو شأن يخص المؤسسة الإعلامية والمراسل الفردي. وليس من شأن السلطات الإسرائيلية، بصفتها قوة احتلال وليست سلطة سيادية، أن تقرر ما إذا كان بإمكان مؤسسة إخبارية إرسال مراسل خبير ليشهد الأحداث المتسارعة التي تتكشف، والتي تشمل الآن مجاعة من صنع الإنسان.

لماذا تحظر إسرائيل الإعلام الأجنبي؟

من المرجح بشدة أن إسرائيل لا تريد للعالم أن يعرف ما يحدث في غزة. فلو كان بمقدورها، لربما حاولت حظر جميع أشكال الصحافة، بما في ذلك الصحافة الفلسطينية، لكن ذلك لم يكن عمليًا في عصر الهواتف الذكية الذي يسمح للجميع بنقل الصورة.

 من المؤكد أن حكومة نتنياهو لم تكن ترغب في تحمل مسؤولية مقتل أو إصابة عشرات الصحفيين الغربيين أسبوعيًا، وبالتالي فإن حظر وسائل الإعلام الأجنبية يمثل خير دليل على أنها حرب تخجل إسرائيل من إظهارها للعالم.

وتابعت الافتتاحية: "لا ينبغي لنا أن نكون مضللين أو مغرورين لدرجة افتراض أن حياة الصحفي أغلى من حياة أي شخص آخر، فهي ليست كذلك. ولكن المهم في هذا كله هو الحقيقة، وحق الصحفيين في السعي وراءها كما يشاؤون، حتى لو كلفهم ذلك دفع ثمنًا باهظًا وصولًا إلى إزهاق أرواحهم. يجب حمايتهم بصفتهم غير مقاتلين بموجب الاتفاقيات الدولية، مع السماح لهم بأداء عملهم الحيوي والمحوري على أكمل وجه".

وأكدت الصحيفة البريطانية أنه لا طائل من حظر وسائل الإعلام الأجنبية في غزة. وغدًا سيأتي اليوم الذي ستظهر فيه الحقيقة، حتى وإن فات الأوان لإحداث تأثير على دوائر الحكم. بطريقة أو بأخرى، عندما يدخل الصحفيون إلى هذه الأراضي القاحلة والمقفرة، سيكتشفون الحجم الحقيقي لدمار الممتلكات وسبل العيش. ستكون الصور مأساوية، وربما تكون مشينة للغاية بحيث لا يمكن نشرها. 

وتبنت الإندبندنت دعوة للاتساق الأخلاقي. فكما أرادت إسرائيل أن يرى العالم ما عانته في 7 أكتوبر، يجب أن تسمح للعالم برؤية ما تفعله.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق إعلان جوائز مهرجان فينيسيا السينمائي و"صوت هند رجب" يحصد جائزة الأسد الفضي
التالى محمد صلاح وعمر مرموش يصلان معسكر منتخب مصر استعدادًا لمواجهة إثيوبيا