لم يكن قداسة البابا شنوده الثالث مجرد بطريرك في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بل كان حالة فكرية وروحية استثنائية ألهمت أجيالًا، وامتد تأثيره خارج حدود الكنيسة إلى ساحات الصحافة والأدب والإعلام وفي ذكرى ميلاده في 3 أغسطس، تتجدد الإضاءة على الطريقة التي تناول بها الكتّاب والمفكرون سيرته، باعتباره شخصية جامعة بين الدين والفكر والثقافة.
البابا شنودة الثالث في عيون المثقفين
منذ جلوسه على الكرسي المرقسي عام 1971م وحتى رحيله في 2012م، كانت شخصية البابا شنوده مادة حاضرة في الصحف والمجلات المصرية والعربية لم تُكتب عنه الأخبار الدينية فقط، بل خُصصت له مقالات رأي وتحليلات فكرية تناولت مواقفه الوطنية، وعمقه اللاهوتي، وفصاحته المنبرية، وروحه الساخرة التي أكسبته حب الناس واحترام المثقفين.
كتب وسيرة وأفلام وثائقية
أُلّف عن البابا شنودة الثالث العديد من الكتب التي تنوعت بين السيرة الذاتية والتحليل الفكري، من أبرزها: البابا شنوده الثالث… سنوات مع شعبه، كلمات من ذهب لقداسة البابا شنوده، الراهب.. الأسقف.. البطريرك، وغيرها من الإصدارات التي تناولت شخصيته من زوايا متعددة: الراهب الزاهد، المعلم المفكر، القائد الوطني.
كما أنتجت عدة قنوات وثائقية وأفلام تسجيلية تناولت محطات حياته، أبرزها الفيلم الوثائقي الذي بثّه التليفزيون المصري عقب رحيله، ووثائقيات أنتجتها الكنيسة في ذكرى رحيله. وقد تم أيضًا توثيق عظاته وخطبه في مئات الحلقات المصورة التي تُعرض حتى اليوم، وتُعد من أهم مصادر التعليم الكنسي المرئي.
وفي زمن يمضي سريعًا، تبقى سيرة البابا شنوده الثالث حاضرة في الوجدان الجمعي، ليس فقط كرمز ديني، بل كصوت حكيم عبر بالكنيسة والمجتمع من عصور التوتر إلى رحابة العقل والإيمان فكل من كتب عنه أو وثّقه، ساهم في حفظ إرث قائدٍ لم يكن يتحدث إلى شعبه فحسب، بل علّم أمة بأكملها كيف تحيا الإيمان بفكر ناضج وقلبٍ واسع.