في إطار سعيها المستمر لدعم البحث العلمي والابتكار وتشجيع الباحثين على مزيد من التميز، أولت جامعة حلوان اهتمامًا متزايدًا بملف الجوائز العلمية التي تمنحها سنويًا لأساتذتها وباحثيها المتميزين.
هذه الجوائز لم تعد مجرد تكريم رمزي، بل أصبحت يومًا للوفاء والعرفان بالجهود العلمية التي تُبذل داخل الجامعة في مختلف التخصصات، ورسالة واضحة بأن جامعة حلوان تضع البحث العلمي في صدارة أولوياتها الإستراتيجية.
كما أن الجوائز تغطي مجالات واسعة تشمل العلوم الإنسانية والفنون والهندسة والعلوم الطبية والرياضية والعلوم الأساسية، وهو ما يعكس ثراء وتنوع جامعة حلوان في مختلف التخصصات.
وفي هذا السياق، أجرى موقع الفجر حوارًا خاصًا مع الدكتور عماد أبو الدهب، نائب رئيس جامعة حلوان لشئون الدراسات العليا والبحوث، الذي كشف آليات اختيار الفائزين، وأهمية جائزة الرواد، ودور الجامعة في دعم النشر الدولي، بالإضافة إلى خططها لتطوير منظومة الجوائز وزيادة قيمتها المادية خلال الفترة المقبلة.

س: في البداية.. ما هي أهمية جوائز جامعة حلوان هذا العام وما تمثله بالنسبة للجامعة والعلماء؟
في الحقيقة، نحن نعتبر يوم الإعلان عن جوائز جامعة حلوان في كل عام بمثابة يوم تكريم ويوم وفاق للأساتذة والعلماء داخل الجامعة، لأنه يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه الجامعة بمجالات البحث العلمي المتنوعة. هذا اليوم يترجم رؤية واضحة بأن جامعة حلوان لا تكتفي بالدور التقليدي، بل تسعى إلى إرساء ثقافة البحث والابتكار بين أعضاء هيئة التدريس والباحثين. كذلك، فإن الجوائز ليست موجهة فقط للرواد أو كبار الأساتذة، وإنما تشمل أيضًا الشباب، حيث نخصص جوائز لأفضل رسائل ماجستير ودكتوراه، وهو ما يساعد على تحفيز الطاقات البحثية الناشئة وربط الجامعة كوحدة متكاملة عبر جائزة علمية تُقدَّم سنويًا سواء كانت "جائزة الرواد" أو "جائزة التفوق" أو "الجائزة التقديرية".
س: ما هي أبرز مجالات الجوائز العلمية التي تقدمها جامعة حلوان؟
الجوائز تغطي بالفعل مختلف التخصصات. لدينا جوائز في العلوم الإنسانية، الفنون، الهندسة، العلوم الطبية، العلوم الرياضية، والعلوم الأساسية. هذا التنوع يعكس طبيعة جامعة حلوان التي تضم كليات متعددة التخصصات، وحرصنا أن تمتد الجوائز إلى جميع هذه الفروع العلمية. والهدف أن يشعر كل باحث وأستاذ في الجامعة أن له فرصة عادلة للمنافسة والتكريم في مجاله.

س: كيف تجري عملية اختيار الفائزين بهذه الجوائز؟
عملية الاختيار دقيقة وشفافة. بعد تلقي ملفات المتقدمين أو إنتاجهم العلمي، نقوم بتحويلها إلى لجنة متخصصة تضم ثلاثة من كبار الأساتذة، وغالبًا ممن حصلوا على جوائز علمية من الدولة أو ممن هم خبراء بارزون في تخصصات دقيقة. هؤلاء الأساتذة يراجعون الإنتاج البحثي بعناية ويضعون تقييماتهم. بعد ذلك نقوم بأخذ متوسط التقديرات، ونمنح الجائزة لصاحب أعلى تقييم. بمعنى أن المنافسة تعتمد على الجودة العلمية وقيمة البحث وأثره الحقيقي، بعيدًا عن أي اعتبارات شخصية.
كما أن معايير التقييم تشمل عدد البحوث المنشورة، وجودتها، ومستوى المجلات العلمية الدولية التي نشرت بها، إضافة إلى المناصب الأكاديمية أو العلمية التي تقلدها الباحث، وكذلك معامل التأثير "Citation Index". الباحث الذي يمتلك سجلًا علميًا مشرفًا ويحظى باستشهادات عالية في أبحاثه تكون فرصته أكبر.
س: لنتحدث عن "جائزة الرواد".. لماذا تحظى بأهمية خاصة داخل الجامعة؟
"جائزة الرواد" بالفعل من أهم الجوائز، لأنها لا تُمنح إلا لشخصيات جمعت بين التميز العلمي والإداري في آن واحد. فنحن نكرم من خلال هذه الجائزة الأستاذ الجامعي الذي لم يكتف بالنشر والبحث فقط، بل تولى أيضًا مناصب إدارية أو أكاديمية مؤثرة وأثبت قدرة على القيادة.
شرط أساسي للجائزة أن يكون إنتاجه العلمي ذا طبيعة تطبيقية، يخدم المجتمع بشكل مباشر سواء في الصناعة أو في المجالات الطبية أو البيئية أو غيرها. هذه الجائزة تبرز معنى الباحث القائد وصاحب الأثر في الجامعة والمجتمع معًا.
س: وماذا عن الجائزة التقديرية التي تمنحها الجامعة؟
الجائزة التقديرية تركز على الإنتاج العلمي المتميز الذي أحدث فارقًا في المجتمع. نحن لا ننظر إلى الكم فقط، وإنما إلى القيمة والمردود التطبيقي للأبحاث. قد يكون ذلك عبر تطوير صناعة جديدة، أو المساهمة في إنتاج دواء، أو ابتكار تكنولوجيا في مجالات الهندسة والعلوم. الهدف أن تكون البحوث لها تطبيقات واقعية يستفيد منها المجتمع. في كليات العلوم مثلًا، نجد أبحاثًا ساهمت في تطوير منتجات أو معالجة مشكلات بيئية، وفي كليات الطب نجد إسهامات في مجالات الدواء والصحة العامة. لذلك فإن هذه الجائزة هي تكريم لمشوار علمي كامل له أثر واضح.

س: شهدت الجوائز هذا العام تكريم شخصية متميزة.. ما تعليقك على فوز الدكتور عبدالشافي عبادة؟
بالفعل، تكريم الدكتور عبدالشافي عبادة أستاذ الميكانيكا النظرية بجامعة الأزهر كشخصية العام يُعد إضافة كبيرة. هو اسم بارز في مجال الميكانيكا النظرية والكم، وله مدارس علمية مشهود لها أشرف من خلالها على أكثر من مائة رسالة ماجستير ودكتوراه. كما أنه أول رئيس لمجلس إدارة الجمعية المصرية للرياضيات، وحصل على معظم جوائز الدولة بما فيها التشجيعية والتقديرية وجائزة التفوق وجائزة النيل. تكريمه هو اعتراف بإسهاماته العلمية وتاريخه الطويل في خدمة البحث العلمي في مصر والمنطقة.
س: كيف تدعم جامعة حلوان الباحثين في مجال النشر الدولي؟
الجامعة تقدم دعمًا كبيرًا للنشر الدولي. نحن نتكفل بتكاليف النشر في الدوريات العلمية العالمية المرموقة، ونمنح مكافآت للباحثين على نشرهم في مجلات ذات معامل تأثير مرتفع. كذلك، أطلقنا مجلتين علميتين سيتم إدراجهما على منصات عالمية مثل "ديجيتال كومونس"، إحداهما في مجال الفنون والأخرى في العلوم الأساسية والطبية، ونسعى أن تنطلقا قريبًا إلى العالمية. هذه الخطوات ترفع من تصنيف الجامعة وتعزز وجودها في قوائم الجامعات الدولية.
س: هل هناك خطط مستقبلية لتطوير منظومة الجوائز العلمية بجامعة حلوان؟
نعم، نحن في اتجاه واضح لتطوير منظومة الجوائز. أولًا ندرس حاليًا زيادة القيمة المادية للجوائز بما يتناسب مع مكانة الفائزين وتشجيعًا لهم. ثانيًا، نعمل على توسيع نطاق الجوائز لتشمل مجالات جديدة مثل الدراسات القانونية أو العلوم الاجتماعية من خلال كلية الآداب. هذا التوسع يهدف إلى إشراك عدد أكبر من الباحثين ومنحهم فرصًا للتقدير والتكريم. نؤمن أن تنويع الجوائز وتطويرها يعزز ثقافة التنافس الإيجابي ويدفع الجميع نحو إنتاج علمي أفضل.
س: في ضوء هذه الجهود.. ما هو دور الجوائز في رفع مكانة جامعة حلوان على المستوى المحلي والدولي؟
الجوائز هي أداة أساسية لتسليط الضوء على الباحثين المتميزين في الجامعة. عندما نكرم باحثًا على مستوى الجامعة ونساعده على نشر إنتاجه دوليًا، فإن ذلك ينعكس مباشرة على تصنيف الجامعة ومكانتها بين الجامعات المصرية والعربية والدولية. كما أن وجود مجلات علمية دولية صادرة عن الجامعة يسهم في رفع اسمها. كل هذه الجهود مجتمعة تجعل من الجوائز وسيلة لتحفيز البحث العلمي، وفي الوقت ذاته وسيلة استراتيجية لرفع ترتيب الجامعة وتحقيق رؤية مصر 2030 في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.
يؤكد حديث الدكتور عماد أبو الدهب أن جوائز جامعة حلوان لم تعد مجرد مناسبة سنوية للتكريم، بل تحولت إلى أداة إستراتيجية لتحفيز الإنتاج العلمي وتعزيز ثقافة البحث والابتكار. فمن خلال التنوع في فئات الجوائز، والحرص على معايير تحكيم دقيقة، والسعي لتوسيع مجالات التكريم، تثبت الجامعة أنها تدرك جيدًا قيمة البحث العلمي في خدمة المجتمع والتنمية.
كما أن دعم الجامعة للنشر الدولي وتبنيها مبادرات لإطلاق مجلات علمية عالمية يبرهن على رؤية متكاملة تسعى إلى وضع اسم جامعة حلوان في مكانة مرموقة بين الجامعات المصرية والدولية. ولا شك أن تكريم قامات علمية بارزة مثل الدكتور عبدالشافي عبادة يعكس تقدير الجامعة لعلمائها الذين ساهموا في بناء أجيال من الباحثين وتركوا بصمات واضحة في مجالات تخصصهم.
ختامًا، فإن استمرار جامعة حلوان في تطوير منظومة الجوائز وزيادة قيمتها المادية والمعنوية يعكس إيمانها بأن العلم هو الركيزة الأساسية للتقدم. هذه الرؤية، التي عبر عنها الدكتور عماد أبو الدهب بوضوح، تمثل رسالة ملهمة للباحثين الشباب، بأن جهدهم العلمي مقدَّر وأن مستقبل البحث العلمي في جامعة حلوان يسير بخطى واثقة نحو التميز والريادة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.