زوارق السحب الكهربائية بحاجة إلى مولدات احتياطية.. ما القصة؟

سلّط خبير عالمي الضوء على الأهمية المتزايدة لزوارق السحب الكهربائية في المواني البحرية حول العالم وخارجها بما يتطلّب الارتقاء بها إلى مستوى جديد.

وانطلاقًا من تلك الرؤية، تدعو جمعية مالكي القاطرات الأوروبية (ETA) إلى تصنيف زوارق السحب والقطر بالمواني، بوصفها أصولًا بحرية إستراتيجية جنبًا إلى جنب مع السفن العسكرية وكاسحات الجليد.

ولتحقيق ذلك، يجب زيادة نطاق وكفاءة تشغيل زوارق السحب الكهربائية عبر تدعيمها بمولدات احتياطية إلى جانب البطاريات الأساسية، وهو ما يعزّز وجودها في حالات الطوارئ تحديدًا.

وحاليًا، توجد 42 زورق سحب كهربائيًا قيد التشغيل، ومن المقرر تسليم 10 أخرى بحلول نهاية ديسمبر/كانون الأول المقبل (2025)، بحسب أحدث البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

أهمية زوارق السحب الكهربائية

يقول الخبير في شؤون التحسين البحري، الكاتب مارتين وينغروف، إن زوارق السحب الكهربائية قد أثبتت كفاءتها وفائدتها لبيئة العمل داخل المواني العالمية، لأنها تقدّم بديلًا منخفض الانبعاثات أو صفريها.

وفي مقال له بعنوان "زوارق السحب الكهربائية بحاجة إلى مولدات لتظل أصولًا إستراتيجية بالمواني"، نقل وينغروف عن جمعية مالكي القاطرات الأوروبية قولها إن سفن القَطْر لا غنى عنها لتسيير السفن بكفاءة وأمان، كما تأتي في الصفوف الأولى للاستجابة إلى حالات الطوارئ وتُسهم في حماية البيئة والأمن البحرييْن.

ولذلك، قال إنه يتعيّن تجهيز تلك السفن بما يحمي حياة الأفراد ومرافق البنية الأساسية والبيئات البحرية والساحلية من خلال دعم زوارق السحب البحرية بمولدات احتياطية فورية لزيادة النطاق وقت الحاجة.

وأضاف: "إذا كانت تلك الزوارق الكهربائية مدعومة بشبكة كهرباء على الشاطئ وتعمل في حدود المواني فقط فسيكون الأمر مناسبًا، لكنه لن يكون كذلك في حال الحاجة إلى تشغيلها (الزوارق) خارج ذلك النطاق".

ولذلك، دعا وينغروف إلى إضافة مولدات احتياطية في نظام الدفع؛ لزيادة قدرات زوارق السحب الكهربائية، حال الحاجة إلى تشغيل زوارق السحب الكهربائية أبعد من حدود سعة البطارية.

وبحسب اقتراح الخبير مارتين وينغروف، يكون نظام الدفع المتكامل لزوارق السحب الكهربائية مؤلفًا من بطارية لتخزين الكهرباء بوصفها المصدر الرئيس للوقود والمدعومة من محطات الشحن التي تغذّيها مصادر الطاقة المتجددة على أرصفة المواني.

كما ستضم الزوارق المقترحة مولدات إضافية تكون جاهزة للتشغيل في حالة الطوارئ، سواء للعودة إلى رصيف الميناء أو زيادة النطاق وشحن البطاريات وتشغيل مضخات المياه لإطفاء الحرائق وزيادة قدرة السحب وقت الحاجة.

ويمكن أن تعمل تلك المولدات الإضافية بالوقود الحيوي أو الهيدروجين المضغوط أو مصدر منخفض الانبعاثات مثل الميثانول، وهي التقنيات النظيفة المتاحة حاليًا.

لكن في حال استعمال خلايا وقود الهيدروجين سيتعين الانتظار لحين توافر التقنية واستبدالها بمحرك الاحتراق الداخلي الذي يعمل بحرق الوقود الأحفوري.

سوق زوارق السحب الكهربائية العالمية

رغم هيمنة الزوارق المزودة بمحركي ديزل، تشهد سوق زوارق السحب الكهربائية والهجينة ازدهارًا مؤخرًا مع تزايد الاعتراف بأهمية خفض الانبعاثات وتوافر بدائل الوقود النظيف.

وإجمالًا، شهد العام الماضي (2024) بناء 348 زورق سحب، ومن المتوقع بناء عدد أكبر خلال العام الجاري حيث شهد النصف الأول من 2025 تسليم أكثر من 180 علاوة على 104 أخرى حتى هذا الوقت من النصف الثاني.

وعلى نحو خاص، تعمل حاليًا 42 زورق سحب كهربائية بالكامل أو هجينة حول العالم، واكتمل بناء 9 وتسليمها خلال النصف الأول من 2025، بالإضافة إلى 12 أخرى خلال عام 2024.

كما من المتوقع اكتمال بناء 10 زوارق سحب كهربائية بحلول نهاية العام الجاري (2025)، بحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة.

وما زالت تركيا أكبر الدول في بناء زوارق السحب الكهربائية. كما تضم القائمة الصين وفيتنام واليابان وكوريا الجنوبية والهند وهولندا والولايات المتحدة.

لكن الصين تتميز بخبرة أكبر في بناء الزوارق، ولديها أكبر عدد من زوارق السحب الكهربائية قيد التشغيل عالميًا وعددها 8.

وفي مطلع سبتمبر/أيلول الجاري (2025)، شهد قطاع زوارق السحب الكهربائية تطورات إيجابية عالميًا؛ إذ أبرمت شركة التقنية البحرية النرويجية "كونغسبرغ" (Kongsberg) اتفاقًا لتوريد حزمة المعدات المتكاملة لتشغيل أول زورق سحب كهربائي على الإطلاق في الهند.

وفي تشيلي، بدأ تشغيل أول زورق سحب كهربائي في أميركا اللاتينية بالكامل نهاية أغسطس/آب الماضي (2025).

وفي اليابان، انطلق مشروع بناء زورق سحب كهربائي للعمل داخل ميناءي يوكوهاما وكاواساكي الذي من المتوقع أن يدخل حيز التشغيل في عام 2030.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

1. توصيات لدعم زوارق السحب الكهربائية، من منصة "ريفيرا ماريتيام ميديا".