يَلقى مشروع طاقة شمسية في المملكة المتحدة معارضة قوية من قِبل السكان المحليين الذين يخشون آثار هذا التطوير في البيئة الطبيعية المحيطة.
ويقع المشروع المقترح في قرية كالثويت الواقعة في ريف كمبريا شمال غرب إنجلترا، ومن المقرر أن تغطي ألواحه الشمسية أكثر من 121 فدانًا من الأراضي الزراعية، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وسيحتاج المشروع إلى مساحة إضافية وقواعد خرسانية للمعدّات الداعمة التي تتضمن البطاريات، إلى جانب بناء طريق وسياج حول الموقع.
ويُزرَع موقع المشروع حاليًا بوساطة مستأجرين، وليس لهم أيّ رأي في أعمال التطوير المقترحة للمشروع الذي من المقرر أن يستغرق بناؤه 12 شهرًا.
وتستهدف حكومة حزب العمال في بريطانيا التوسع بإنتاج الطاقة الشمسية من 15 غيغاواط في نهاية العام الماضي إلى نحو 70 غيغاواط خلال عقد.
70 ملعب كرة قدم
أثارت خطط لبناء مشروع طاقة شمسية تعادل مساحته 70 ملعب كرة قدم، موجة من الانتقادات اللاذعة من قِبل نشطاء البيئة، وفق ما أوردته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وعادةً ما يعترض السكان المحلّيون في بريطانيا على إقامة مشروعات الطاقة الشمسية الضخمة في المناطق القريبة، لتسبُّبها بانخفاض قيمة المنازل وتداعياتها السلبية على الصحة العقلية ورفاهية الأشخاص بتلك المناطق، إلى جانب ما قد تُحدثه تلك المشروعات من آثار في مسارات المشي وزيادة التلوث الضوضائي.
وتقدّمت شركة هاي ريغ سولار ليمتد (High Rigg Solar Limited) بطلب لدى مجلس ويستمورلاند وفيرنس للحصول على ترخيص لتطوير أرض زراعية في قرية كالثويت بالقرب من مدينة بينريث في مقاطعة كمبريا.
وبعث سكان المنطقة رسالة إلى المجلس للتعبير عن قلقهم إزاء إمكان فَقْد أراضٍ زراعية لصالح تطوير محطة الطاقة الشمسية، إلى جانب قرب المشروع ذاته من موقع ذي أهمية علمية خاصة، وكذلك الآثار البصرية الناجمة عن المشروع.
وذكرت الوثائق المسلّمة نيابةً عن "هاي ريغ سولار ليمتد"، إن محطة الطاقة الشمسية ضرورية للوصول إلى مستهدفات الطاقة المتجددة "وطنيًا ومحليًا، من أجل" مكافحة آثار تغير المناخ".
وأضافت وثائق التخطيط أن محطة الطاقة الشمسية ستكون قريبة من موقع سكلتون باستشر ذات الأهمية العلمية الخاصة، وكذلك موقع "مارش فريتيلاري سبيشال"، وهي منطقة محمية خاصة للحفاظ على أنواع معينة من الفراشات في كمبريا.
وأشارت "هاي ريغ سولار ليمتد" المسؤولة عن تطوير محطة الطاقة الشمسية المقترحة إلى أن الموقع "يحوي أرضًا زراعية ذات جودة منخفضة"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضافت: "موقع المشروع هذا من نوعية المواقع التي ينبغي الترويج لها بوساطة مجلس ويستمورلاند وفيرنس للمساعدة في تحقيق أهداف الطاقة المتجددة التي تتبنّاها المملكة المتحدة".

محطة شمسية ضخمة
أعرب سكان المنطقة المخطط إقامة محطة الطاقة الشمسية بها عن قلقهم كذلك إزاء الفقْد المحتمل للحقول الزراعية، وما لذلك من انعكاسات سلبية في إنتاج المحاصيل الغذائية.
وقالت إحدى المقيمات في قرية كالثويت: إن الموقع "كان أرضًا زراعية ممتازة"، معربةً عن قلقها إزاء آثار التطوير المخططة في الحياة البرية بالقرب من منطقة ذات أهمية علمية خاصة.
وزادت: "ثمة مناطق تحوي مواقع حقول بنية داخل حيز قريب جدًا من مشروع الطاقة الشمسية المقترح تطويره، ويمكن الوصول إليها من طرق رئيسة".
وواصلت: "لا توجد أيّ حاجة لتدمير أرض زراعية عالية الجودة، التي إن ذهبت فلن تعود أبدًا، مهما كانت الضمانات المقدّمة للحفاظ على تلك الأرض".

تشغيل 40 عامًا
قالت شركة "هاي ريغ سولار ليمتد"، إنه من المفترض أن يصل العمر التشغيلي للمشروع إلى 40 عامًا قبل إعادة موقعه إلى حالته الحالية، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتحدثت مواطنة أخرى من قرية كالثويت عن آثار المشروع الجديد، قائلةً، إن حجمه "ضخم" جدًا، مضيفةً: "ستُقام المحطة الشمسية على مساحة شاسعة وسط معارضة من السكان المحليين".
وإلى جانب معارضة المجتمعات المحلية، أبدى مجلس أبرشية سكيلتون تحفُّظه على تطوير محطة الطاقة الشمسية بسبب المخاوف من زيادة حركة المرور في أثناء مرحلة البناء.
وقال: "على الرغم من أن المجلس والمجتمع بأسره يُظهران دعمًا لمبدأ الطاقة المتجددة، فإننا استشعرنا وجود تداعيات ناتجة عن حجم المشروع الضخم بالنسبة للبيئة المحلية والمجتمع".
ومن المقرر أن يتخذ مجلس ويستمورلاند وفورنيس قرارًا بشأن بناء المشروع عقب انتهاء المشاورة العامة في 18 سبتمبر/أيلول الجاري.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
1.معارضة السكان المحليين ضد مشروع طاقة شمسية في بريطانيا، من "بي بي سي"