أخبار عاجلة
أزمة حسام حسن ومصطفى محمد شوبير يكشف المستور -

كيف تتأثر أسواق الطاقة بالضربة الإسرائيلية لقطر؟ أنس الحجي يجيب

كيف تتأثر أسواق الطاقة بالضربة الإسرائيلية لقطر؟ أنس الحجي يجيب
كيف تتأثر أسواق الطاقة بالضربة الإسرائيلية لقطر؟ أنس الحجي يجيب

أثار الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطر جدلًا واسعًا بشأن انعكاساته على أسواق الطاقة العالمية، في ظل حساسية المنطقة بالنسبة لتدفقات النفط والغاز، إذ يحمل الحدث أبعادًا جيوسياسية واقتصادية تتجاوز حدود الضربة العسكرية.

وفي هذا السياق، يقول مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن تداعيات الضربة تتجاوز البعد الأمني، إذ تفتح الباب أمام متغيرات اقتصادية واستثمارية قد تضغط على الأسواق مباشرة خلال المدة المقبلة.

ويؤكد الحجي أن ما جرى لا يُعدّ حدثًا عسكريًا عابرًا، بل خطوة لها آثار مركبة قد تضع ضغوطًا على قنوات التفاوض الدبلوماسي، وتزيد من حالة عدم اليقين التي تعيشها أسواق الطاقة، وهذا يعزز احتمالات ارتفاع الأسعار وتقلّب الأسواق المتسارع.

ويشير إلى أن المشهد الحالي يتطلب قراءة متأنية لردود الفعل الخليجية والدولية، إضافة إلى تحركات شركات التأمين العالمية، فالحدث لا ينفصل عن الأمن الاقتصادي للطيران والشحن والاستثمارات، وكلّها مرتبطة بشكل وثيق بالأسواق.

جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها أنس الحجي عبر مساحات منصة التواصل الاجتماعي "إكس" (تويتر سابقًا) بعنوان "الآثار غير المتوقعة للهجمات الإسرائيلية على إيران وقطر في أسواق الطاقة".

أثر مباشر في أسعار النفط

أوضح أنس الحجي أن الضربة الإسرائيلية على إيران وقطر كان لها أثر مباشر في أسعار النفط، إذ شهدت أسواق الطاقة ارتفاعًا ملحوظًا للخام منذ الساعات الأولى، ويعكس ذلك هشاشتها أمام أيّ توتّر جيوسياسي في الشرق الأوسط.

وأضاف أن قطر -بصفتها أكبر مصدر للغاز المسال عالميًا- تُمثل نحو خُمس تجارة الغاز المسال، إضافة إلى تصدير 1.3 مليون برميل يوميًا من النفط الخام والسوائل الغازية، وهذه الأرقام تجعل أيّ اضطراب أمني فيها مؤثرًا بقوة في الأسواق.

الغاز المسال القطري

وأشار أنس الحجي إلى أن الضربة -رغم استهدافها مبنى واحدًا في قطر، وأدت إلى سقوط ضحايا محدودين-، فإن أثرها الإستراتيجي أكبر بكثير، فالقضية تمسّ الوسيط السياسي والمفاوضات الإقليمية، ما يزيد من توترات أسواق الطاقة.

ويرى أن ردود فعل دول الخليج واللاعبين الإقليميين ستكون عاملًا حاسمًا، كما أن شركات التأمين البحري والجوي قد ترفع أسعارها أو تقلّص خدماتها، وهو ما ينعكس سلبًا على تكلفة نقل الطاقة عالميًا، ويؤثّر في استقرار الأسواق.

وشدد الحجي على أن انعكاسات الضربة ليست محلية فقط، بل تمتد إلى الاستثمار الأجنبي، والطيران المدني، وشبكات الإمداد العالمية، وهذا الترابط يجعل أسواق الطاقة عرضة لردود فعل متسلسلة، يصعب التنبؤ بمداها.

ولفت إلى أن الحدث يذكّر الأسواق بأن صغر حجم الضربة لا يعني صغر حجم الأثر، فحتى استهداف محدود قد يتحول إلى أزمة واسعة، والصدمة الحالية، ليست فقط في ارتفاع الأسعار، بل في إدراك العالم هشاشة منظومة الإمدادات أمام أيّ تهديد أمني.

البعد الدولي وتحولات الصين

ربط أنس الحجي بين الضربة الإسرائيلية لقطر وسياسة الصين في تنويع وارداتها من الطاقة، مؤكدًا أن هذا الارتباط يعمّق تأثير الضربة في أسواق النفط والغاز بشكل غير مباشر، لكنه قوي.

واستعرض تجربة الصين منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، إذ سعت بكثافة إلى تنويع مصادر واردات الطاقة، وبعد عقوبات الغرب على روسيا عام 2014، لجأت بكين إلى مشروعات أنابيب مثل "باور أوف سيبيريا".

وأضاف أن الصين اكتشفت لاحقًا أن الاعتماد المفرط على روسيا قد يعرّضها لمخاطر مشابهة لتجربة أوروبا، لذلك فضّلت التوسع في استيراد الغاز المسال من دول عدّة، وعلى رأسها قطر والإمارات.

ولفت خبير اقتصادات الطاقة إلى أن الحروب التجارية التي شنّها ترمب دفعت الصين إلى وقف واردات الغاز المسال الأميركي، والتوجه نحو صفقات أكبر مع قطر والإمارات.

وشدد على أن الغاز المسال بات جزءًا من السياسة الخارجية الأميركية، وهو ما يضعه في قلب التوترات الجيوسياسية، فكل قرار في واشنطن أو بكين ينعكس بسرعة في أسواق الطاقة، مسببًا تقلبات يصعب التنبؤ بها.

وقال، إن الصين تركت الولايات المتحدة في مأزق مزدوج، إذ أوقفت الاستيراد الحالي ورفضت التوقيع على عقود مستقبلية، وهذا القرار عزّز مكانة قطر والإمارات في أسواق الطاقة بشكل غير مسبوق.

ويرى الحجي أن الضربة الأخيرة على قطر أعادت إلى الواجهة مخاوف الصين من أمن الإمدادات، فالبدائل المطروحة محدودة، ما يعني أن أيّ تهديد لمراكز التصدير الخليجية يُربك أسواق الطاقة، ويدفع بكين لإعادة تقييم خياراتها.

مضيق هرمز وإستراتيجيات روسيا

أوضح أنس الحجي أن الضربة على إيران ترافقت مع ترويج واسع لاحتمال إغلاق مضيق هرمز، وهو ما أثار مخاوف حقيقية بأسواق النفط والغاز، لكن المثير أن الحديث سبق الموقف الإيراني، وجاء عبر الإعلام الغربي بالأساس.

وأضاف أن الإعلام العربي وقع في فخ الترويج لهذه الفكرة، من دون إدراك خطورتها على دول الخليج وأسواق الطاقة، فمجرد تداول الفرضية رفع منسوب القلق العالمي، وأدى إلى موجات شراء مضاربية رفعت أسعار النفط.

مضيق هرمز
مضيق هرمز - الصورة من "سكاي نيوز"

وأشار أنس الحجي إلى أن الصين استخلصت من هذه التطورات درسًا مهمًا: الغاز المسال من الخليج ليس محصّنًا من المخاطر الأمنية، وهذا الإدراك يعزز احتمال إحياء مفاوضات "باور أوف سيبيريا 2" بين موسكو وبكين.

وقال، إن روسيا بدورها تبحث عن تنويع صادراتها، فلا تريد أن تعتمد فقط على الصين كما فعلت سابقًا مع أوروبا، لذلك اتجهت بقوة إلى بناء محطات غاز مسال مثل مشروع "آركتيك 2"، ما يضيف تعقيدًا للأسواق.

وتابع: "العقوبات الأميركية والبريطانية على "آركتيك 2" زادت من هشاشة الإمدادات الروسية، وربطت الملف بأبعاد الأمن القومي الأميركي، وهذه التطورات تداخلت مع الضربة الأخيرة لتزيد ضبابية الأسواق".

وشدد الحجي على أن التقاء هذه العوامل -الضربة على إيران وقطر، والترويج لإغلاق هرمز، وسياسات الصين وروسيا- يخلق مشهدًا معقّدًا، كل عنصر فيه قادر على إحداث صدمة في أسواق الطاقة بحدّ ذاته.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق "القاهرة الإخبارية": الاحتلال يفرض طوقًا أمنيًا ...
التالى الأسهم الأوروبية تغلق قرب أدنى مستوى خلال شهر