تلوح أمام قطاع الطاقة الشمسية في أميركا اللاتينية فرصة واعدة لجذب الاستثمارات بالتوازي مع تحقيق مستهدفات زيادة حصة الكهرباء النظيفة لأجل خفض الانبعاثات.
لكن رغم وفرة الموارد الطبيعية وتنامي الطلب، ثمة تحديات تبحث عن حلول جادّة على المستوى التنظيمي ومرافق البنية الأساسية لنقل الكهرباء وتوزيعها من أجل تبديد شكوك المستثمرين وتوسيع رقعة الانتشار.
ولإطلاق العنان للفرص غير المستغلة، حلّل تقرير حديث –اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)- الفرص والتحديات أمام قطاع الطاقة الشمسية في 5 أسواق رئيسة، هي: الأرجنتين والبرازيل وكولومبيا والمكسيك وبيرو.
وقدّمت رابطة "سولار باور يوروب" (SolarPower Europe) عددًا من التوصيات لصنّاع السياسات هناك، أبرزها: منح الأولوية لليقين التنظيمي من أجل تقليل المخاطر المالية وتسريع توسعة شبكة النقل من بين أخرى.
إنتاج الطاقة الشمسية في أميركا الجنوبية
يشهد قطاع الطاقة الشمسية في أميركا اللاتينية حالة من النمو المستمر بما يمنح المستثمرين الفرصة للإسهام لمسيرة تحول الطاقة، وصولًا إلى المستقبل المستدام، جنبًا إلى جنب مع تحقيق إيرادات جاذبة.
ووضعت دول أميركا اللاتينية هدف إنتاج 70% من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، وعلى رأسها الشمسية، بحلول عام 2030.
وبحسب تقرير رابطة سولار باور يوروب، تمتلك أميركا اللاتينية وفرة في الموارد الطبيعية، كما أنها مركز نامٍ للفرص الإستراتيجية، وتحتضن إحدى أكثر أسواق الطاقة المتجددة ديناميكية؛ إذ إن أكثر من ربع الكهرباء يأتي من المصادر المتجددة.
لكن الرابطة الأوروبية رصدت مجموعة من العقبات المشتركة التي تعوق انتشار الطاقة الشمسية في أميركا اللاتينية، وعلى رأسها:
- شح مرافق البنية الأساسية وشبكات نقل الكهرباء.
- عدم التنسيق بين الدول لتنفيذ الأُطر التنظيمية.
- محدودية الحصول على التمويلات.
- محدودية أدوات تخفيف المخاطر.
وهنا، تقول الرئيسة التنفيذية للمجلس العالمي للطاقة الشمسية سونيا دنلوب، إن الاستثمار هو المفتاح لإحراز تقدُّم بالصناعة، لكن الأمر يتطلب توفير أدوات التمويل المختلط، وتقليل المخاطر الاستثمارية، وإرساء بنية سوقية أكثر وضوحًا من أجل بناء مستقبل أفضل ومزدهر.
كهرباء الطاقة الشمسية في أميركا اللاتينية
قدّمت رابطة سولار باور يوروب مجموعة من التوصيات التفصيلية لكل من الدول الخمس؛ بهدف إطلاق العنان لقطاع توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في أميركا اللاتينية، وذلك بناءً على الظروف الحالية في كل دولة، على النحو التالي:
الطاقة الشمسية في الأرجنتين
لإطلاق العنان للاستثمار وتوسيع رقعة انتشار الطاقة الشمسية في الأرجنتين، أوصت الرابطة بتسهيل إجراءات منح تراخيص المشروعات وتحسين بنية نقل الكهرباء وتوزيعها، وتعزيز نشر أنظمة بطاريات تخزين الكهرباء.
وعمومًا، تتوقع الرابطة نمو إجمالي سعة الطاقة الشمسية في الأرجنتين من 1.93 غيغاواط في مايو/أيار (2025) إلى 3.5 غيغاواط بحلول عام 2028، ثم إلى 4.3 غيغاواط في 2029.
الطاقة الشمسية في البرازيل
أوصت "سولار باور يوروب" بحلّ مشكلات وصول المشروعات الطاقة الشمسية في البرازيل للشبكة، وتلك المرتبطة بالحصول على التراخيص.
وعلى نحو خاص، ثمة حاجة لجعل إجراءات ربط المشروعات الكبرى أكثر وضوحًا وسهلة الوصول، وتوحيد معايير التراخيص البيئية فيما بين الولايات.
لكن ذلك لا يُنكر نمو السوق البرازيلية مدعومة بالسياسات وارتفاع الطلب واتساع رقعة الطاقة الشمسية الموزعة (توليد الكهرباء بأنظمة طاقة شمسية صغيرة للاستهلاك داخل منطقة التوليد أو بالقرب منه).
وحاليًا، تأتي البرازيل في مقدمة الدول المطورة للطاقة الشمسية في أميركا اللاتينية، حيث يتجاوز إجمالي القدرات 60 غيغاواط، ومن المتوقع أن تصل إلى 100 غيغاواط بحلول عام 2029.
الطاقة الشمسية في كولومبيا
أوصت رابطة "سولار باور يوروب" صنّاع سياسات قطاع الطاقة الشمسية في كولومبيا بتقليل تأخير ربط المشروعات بالشبكة وزيادة تمويلات المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتدعيم قابلية اتفاقيات شراء الكهرباء للحصول على تمويلات مصرفية وتعزيز تقنيات بطاريات تخزين الكهرباء.
كل ذلك من شأنه أن يعزز سعة الطاقة الشمسية التي وصلت إلى 2.3 غيغاواط بنهاية العام الماضي (2024)، لكن 90% من المشروعات على نطاق المرافق.
وبحسب بيانات الرابطة، من المتوقع أن تصل سعة الطاقة الشمسية في كولومبيا إلى 2 غيغاواط بحلول عام 2029، بدعم من تحسين القواعد التنظيمية وزيادة الإلمام بالتقنيات.
الطاقة الشمسية في المكسيك
على العكس من كولومبيا، يقود قطاع الطاقة الشمسية الموزعة، وتحديدًا الألواح على الأسطح، قطاع الطاقة الشمسية في المكسيك.
وتتوقع "سولار باور يوروب" زيادة السعة الموزعة المركبة إلى 8 غيغاواط بحلول عام 2030، لكن يجب أولًا حلّ مشكلات الوصول للشبكة والتخلص من التحديات المرتبطة بالسياسات ومنح الأولوية لليقين التنظيمي وتسريع توسعة شبكة نقل الكهرباء ووضع أهداف محددة لمصادر الطاقة النظيفة، وإلّا سيكون من الصعب تقييم النمو وضمان الاتّساق مع السياسات.
الطاقة الشمسية في بيرو
تصل السعة قيد التشغيل للطاقة الشمسية في بيرو حاليًا إلى 730 ميغاواط فقط، رغم وفرة الموارد غير المستغلة، لكن المتوقع زيادة السعة إلى 3 غيغاواط بحلول 2028.
وأرجعت "سولار باور يوروب" النمو المحدود للقطاع إلى بطء عملية إصدار التراخيص والشكوك التنظيمية وضعف بنية النقل الأساسية.
ولذلك، أوصت بتطوير سوق للخدمات الداعمة لاستقرار وموثوقية الشبكة وتحسين عملية التخطيط لشبكة النقل وبناء منظومة شاملة للتخطيط لقطاع الطاقة الوطني حتى عام 2050.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
){kind=link}