أخبار عاجلة

تصدير أول شحنة نفط من سوريا بعد توقف 14 عامًا.. أين تتجه؟

تصدير أول شحنة نفط من سوريا بعد توقف 14 عامًا.. أين تتجه؟
تصدير أول شحنة نفط من سوريا بعد توقف 14 عامًا.. أين تتجه؟

تستعد أول شحنة نفط من سوريا إلى الانطلاق نحو الأسواق العالمية، بعدما أنهت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العقوبات الاقتصادية التي كبّلت صادراتها النفطية.

وفتحت الخطوة الباب أمام أكبر الشركات العالمية في تجارة النفط الخام -وعلى رأسها "فيتول"- للعودة إلى السوق السورية.

ووفقًا لتقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تستعد مجموعة "فيتول" -أكبر شركة مستقلة لتجارة النفط في العالم- لتحميل أول شحنة نفط من سوريا، منذ رفع العقوبات الغربية.

ويُعدّ استئناف التدفقات البحرية مصدرًا مهمًا للعملات الأجنبية، التي تحتاج إليها دمشق بشدّة في المرحلة الحالية لدعم اقتصادها المتعثر.

صادرات سوريا من النفط

وفقًا لبيانات قطاع الطاقة السوري لدى منصة الطاقة المتخصصة، فإن صادرات سوريا من النفط كانت قد بلغت ذروتها عند 380 ألف برميل يوميًا في عام 2002، قبل أن تتراجع تدريجيًا، حتى توقفت تقريبًا بعد اندلاع الحرب عام 2011.

ومن المقرر أن تُنقل أول شحنة نفط من سوريا منذ رفع العقوبات إلى مصفاة في إيطاليا، في خطوة رمزية تؤكد عودة دمشق إلى الأسواق العالمية بعد أكثر من عقد من العزلة.

وتأتي الشحنة، التي يُنتظر تحميلها من أحد المواني السورية، اليوم الأربعاء 27 أغسطس/آب 2025، في ظل محاولات الحكومة الجديدة في دمشق إنعاش قطاع النفط الذي انهار جراء الحرب الطويلة.

حقل نفط في سوريا
حقل نفط في سوريا- الصورة من وكالة أسوشيتد برس

رفع العقوبات عن سوريا

شكّل إلغاء العقوبات الغربية على سوريا -ولا سيما الأميركية- نقطة تحوّل رئيسة في مسار الاقتصاد السوري.

ففي 25 أغسطس/آب 2025، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية رسميًا إزالة لوائح العقوبات على سوريا من مدونة القوانين الفيدرالية، ودخل القرار حيز التنفيذ في اليوم التالي، بموجب الأمر التنفيذي رقم 14312 الصادر عن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في 30 يونيو/حزيران الماضي.

وشمل القرار رفع أسماء أكثر من 500 فرد وكيان من قائمة العقوبات، من بينهم مصرف سوريا المركزي، ما سمح بعودته إلى نظام المدفوعات العالمي "سويفت" تحت الرمز المصرفي "SY - SYRIEN - ARAB.REP".

وفتحت الخطوة الباب أمام التحويلات المالية الدولية بالدولار الأميركي، وأعادت ربط سوريا بالنظام المالي العالمي.

وتعني التطورات أن الشركات والبنوك الدولية باتت قادرة على التعامل مع الكيانات السورية دون مخاطر التعرض لعقوبات ثانوية.

كما أنها تمهّد الطريق أمام استثمارات أجنبية محتملة وعودة تدريجية للعلاقات الاقتصادية بين دمشق والعواصم الغربية والعربية.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوقع أوامر تنفيذية في البيت الأبيض
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوقّع أوامر تنفيذية في البيت الأبيض - الصورة من CNN

سوريا بين التصدير والاستيراد

تكمن المفارقة في أن دمشق -التي تستعد لتصدير أول شحنة عبر شركة "فيتول"- ما تزال مضطرة في الوقت نفسه إلى استيراد ملايين البراميل سنويًا لتغطية احتياجاتها الداخلية.

ويعكس هذا الازدواج حجم التحديات التي يواجهها قطاع النفط السوري بعد الحرب والعقوبات، فضلًا عن هشاشة البنية التحتية وضعف الاستثمارات المحلية.

ومع أن استئناف التصدير يُعدّ إشارة إيجابية على عودة سوريا إلى المشهد الطاقي العالمي، فإن المستقبل القريب لا يبشّر بزيادة ضخمة في الإنتاج المحلي.

فالأرقام الرسمية تشير إلى فجوة واسعة بين الطاقة الإنتاجية المتراجعة والطلب المحلي المتزايد على الوقود، ما يجعل سياسة دمشق مزيجًا من التصدير المحدود والاستيراد الواسع.

واردات سوريا من النفط

في موازاة استئناف التصدير، تتحرّك الحكومة في دمشق بقوة لتعزيز واردات سوريا من النفط، في ظل استمرار تراجع الإنتاج المحلي.

وفي هذا السياق، طرحت وزارة الطاقة السورية، في يوليو/تموز الماضي، مناقصة لاستيراد 7 ملايين برميل من الخام تُنفَّذ على 3 مراحل، تبدأ في أكتوبر/تشرين الأول 2025.

وتهدف الحكومة من خلال هذه المناقصة إلى ضمان انسياب الإمدادات إلى مصفاتَي بانياس وحمص، وتجنُّب توقُّفهما عن العمل، كما حدث في ديسمبر/كانون الأول 2024، عندما انقطعت الشحنات الإيرانية.

واردات سوريا من النفط الخام

وتُضاف المناقصة إلى أخرى مماثلة طرحتها دمشق في يونيو/حزيران الماضي للكمية نفسها، وكذلك إلى مناقصة سابقة في مارس/آذار 2025 وُصفت بأنها الأكبر في تاريخ البلاد، إذ استهدفت تأمين 7 ملايين برميل للربع الثاني من العام.

وفي الوقت ذاته، طرحت وزارة الطاقة مناقصة لبيع 500 ألف برميل من الخام الثقيل الحامض، بخصائص تتراوح بين 22 و25 درجة API ونسبة كبريت تصل إلى 4.2%.

ويُخزَّن هذا الخام في منشآت قرب ميناء طرطوس، ويُسعَّر وفق معادلة خام برنت المؤرخ.

الخلاصة..

تبدو سوريا أمام مفترق طرق اقتصادي، إذ يمنحها رفع العقوبات نافذة جديدة للانفتاح على العالم، لكن الطريق نحو استعادة موقعها السابق بصفتها منتجًا ومصدّرًا مهمًا للنفط ما يزال طويلًا.

وبينما تراهن الحكومة على عقود التوريد والمناقصات الجديدة لضمان إمدادات مستقرة، فإن الخطوة الرمزية لشركة "فيتول" قد تشكّل بداية عودة تدريجية للخام السوري إلى الأسواق العالمية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

فيتول تنقل أول شحنة من النفط السوري منذ رفع العقوبات، من "بلومبرغ"

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عاجل | الجريدة الرسمية تنشر قرار جديد لوزير الإسكان اليوم الثلاثاء 26 أغسطس 2025
التالى 67 جنيهًا للكيلو.. انخفاض أسعار الدواجن البيضاء بالفيوم