أكد العميد الياس حنا، الخبير العسكري أن جيش الاحتلال قام بعسكرة كل شيء، حتى المجاعة جعلها جزءًا أساسيًا من استراتيجيته الكبرى مشيرا إلى انه يوظف ذلك للوصول إلى ما يسمى مؤسسة غزة الإنسانية وبالتالي إلزام الغزيين وتهجيرهم إلى منطقة إما أرادها مسبقًا أو دمّرها ليعيد إعدادها لما يسميه المدينة الإنسانية.
وقال حنا في مداخلة مع قناة "الجزيرة": "دائمًا ما تكون هناك بروتوكولات في الحروب لاستعمال النار، أو ما يعرف بقواعد الاشتباك وهذه القواعد وُضعت للاستعمال عند الحاجة القصوى، لكنها أيضًا قد تُستخدم لتبرير ما يقوم به الجندي".
وأضاف: "الدبابة، على سبيل المثال، لا تطلق نيرانها إلا إذا جاءها أمر مباشر وفق البروتوكول، إما من قائد الكتيبة أو حتى قائد اللواء لكن عندما يتم اغتيال وقتل ما يقارب 248 صحفيًا في قطاع غزة، فهذا يعني أن هناك نمطًا محددًا وسياسة ممنهجة وهذا أيضًا يعكس أن الاحتلال عسكر الصورة الإعلامية كما عسكر الميدان العسكري".
وتابع: "اليوم هناك حرب برية وبحرية وجوية وسيبرانية، وإسرائيل تستعمل فيها الذكاء الاصطناعي، إلى جانب الحرب الإعلامية هذه الحرب الإعلامية بارزة في غزة؛ فمن جهة يُمنع الصحفيون الفلسطينيون من التحرك بحرية وتُفرض عليهم رقابة لاحقة قبل النشر، ومن جهة ثانية تُمنع الصحافة العالمية من الدخول بحجة أنها في خطر".
وأكمل: "أما من الداخل، فهناك استهداف مباشر للصحفيين لحرمان العالم من الصورة كل ذلك جزء من السياسات المعتمدة ضمن الخطة والاستراتيجية الكبرى للاحتلال".
وأوضح: "هناك قانون دولي يحمي كل شيء، واتفاقيات جنيف واضحة في هذا المجال فالبروتوكول العاشر، على سبيل المثال، ينص على التزامات محددة على قوة الاحتلال نتنياهو لا يستخدم لفظ احتلال، بل يقول سيطرة، لأن بين السيطرة والاحتلال فروق كبيرة؛ فالاحتلال يفرض التزامات على المحتل تجاه المدنيين".
واختتم: "اليوم تم استهداف الصحفيين في مبنى مرتفع، وقيل إن هناك كاميرا كانت تراقب القوات لكن الهدف الإسرائيلي المعلن هو تدمير كل مبنى فوق الأرض، وهذا جزء من العملية الجارية لا أعتقد أن هناك خطأ في تحديد الهدف؛ بل إن ما حدث كان مقصودًا في إطار هذه السياسة".