ويا كم قرأت عن تفاؤلات تستوقفني مع روابط الحب وما تختزنه عنه الذاكرة فأنتقل إلى كائنات العالم الضحوك الذي يتكئ تحت ظلال الأغصان الوارقة، وأستمع إلى أصداء، ذلك السجع الذي يترنّم بموال يقول:
ونفسك فاكرمها فإنك إن تهن
عليك فلم تلقَ لها الدهر مكرما
فيثير في النفس الشجن ويستنهض العواطف المأسورة في إغفائها لتتراقص على ذلك النغم الرقيق، ومراجعة الأيام المنسية لاستعادة أفراح الصبا وصور المواقف الإنسانية ما دامت القلوب تنبض والعيون ترى ملامح أمسها القريب فتحسه نقياً متميزاً بـ«الجمال والتواضع». واستعادة أيام إخلاصنا إلى رشداننا وسلامة عقولنا وأجسامنا من عكننات تمنعنا من معايشة لغة الصفاء وشعاعه المتلألئ على جبين الزمن.. ولا تسل عن أيامنا.
أما الآن، فإن المسرّة المستهلكة لا تزال تسكن في زوايا العمر وتخاطبه، ونخاطب زمانه الغائب بشواهد الحاضر الذي نرفض فيه الثناء، ولا نعترف بغير الجفاء، كسلوك جديد، وإصرار البعض على إنكار جوهر الأدب، ومكاسبه وفرض أسلوب آخر ليس له مضمون نقترب به إلى معرفة ذاتنا كأنما نخاطب به من رحل عن دنيانا أو مخاطبة المعاصرين لإثبات التفوق في فهم الحياة وبصمت بعضنا عن ذلك الإخفاق في الأدب وبصمته يكون من الخالدين.
والصادقون يبوحون عن السعادة بغير مقايضة أو بحث عن جاه وغنيمة ولا يستعدون المشاعر وإهانتها.
وللأسف، فإن تعبيرات الحسن وبلاغة البيان محاصرة بالنفور والهوان ممن ليس لهم صلة مع الإحسان ومع الكلمة الطيبة وامتطاء صولة يتفرد بغروره بها من ينكر ضعفه وخيبته ويغتصب مكانة تشهد على تشدقه وتأنقه بمرارة الكلام وفراغ مخزونه من موجبات الاحترام. والتمازج الإنساني يتفق في أشياء ويختلف على أشياء ولكنه لا يصل إلى نقطة سوداء ونار العداوة والبغضاء.
أخبار ذات صلة
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" جريدة عكاظ "