قطاع الطيران في أوروبا هدف لمراجعة نظام تداول الانبعاثات (تقرير)

من المرتقب أن تركّز مراجعة نظام تداول الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي على محاسبة قطاع الطيران في أوروبا والاستفادة من الإيرادات المحصَّلة.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع، من المقرر أن تُراجع المفوضية الأوروبية في عام 2026 سياستها المناخية الرائدة، نظام تداول الانبعاثات.

وفي الوضع الحالي، لن يُحدَّد سوى 15% من تأثير قطاع الطيران في أوروبا بتغير المناخ من خلال سوق الكربون في الاتحاد الأوروبي عام 2026.

من ناحية ثانية، تُظهر استطلاعات الرأي العام المتتالية وجود طلب قوي من مواطني الاتحاد الأوروبي بتعزيز العمل المناخي، وأن تبدأ شركات الطيران في دفع حصتها العادلة.

مراجعة الاتحاد الأوروبي قوانين سوق الكربون في عام 2026

تُحاكي دراسة حديثة أجرتها شركة الاستشارات البيئية المستقلة "كاربون 4" (Carbone 4)، بتكليف من مؤسسة "كاربون ماركت ووتش" (Carbon Market Watch)، 4 إستراتيجيات محتملة لطريقة مراجعة الاتحاد الأوروبي لقوانين سوق الكربون في عام 2026.

وتهدف هذه الإستراتيجيات إلى زيادة خفض الانبعاثات وجمع الأموال لتعزيز سياسات المناخ في الاتحاد، التي تشمل قطاع الطيران في أوروبا وغيره.

ويمكن تحقيق إيرادات أكبر بـ10 أضعاف للعمل المناخي من خلال محاسبة قطاع الطيران في مراجعة نظام تداول الانبعاثات.

الإيرادات غير المستغلة من تلوث الطيران

من خلال مواجهة التأثير المناخي الكامل لقطاع الطيران، يُظهر بحث مؤسسة "كاربون ماركت ووتش" أنه بتطبيق مبدأ "الملوِّث يدفع" وتوسيع تسعير الكربون ليشمل آثار الطيران المناخية غير المشمولة.

وفي الوقت نفسه، يُمكن تحقيق زيادة قدرها 10 أضعاف في إيرادات نظام الاتحاد الأوروبي لتداول الانبعاثات بين عامي 2025 و2040 من قطاع الطيران.

تجدر الإشارة إلى أنه منذ عام 2012، لا تخضع سوى الرحلات المغادرة من أو القادمة إلى مطارات المنطقة الاقتصادية الأوروبية لرسوم الانبعاثات المتساهلة الحالية.

ويكشف التقرير أن توسيع نطاق سياسة تسعير تلوث جميع الرحلات المغادرة من شأنه أن يُضاعف الإيرادات المُحصَّلة على الأقل، وما يصل إلى 4 أضعاف في حال تراجع الاتحاد الأوروبي عن قراره المثير للجدل "إيقاف الساعة"، الذي يشير إلى تأخير تنفيذ بعض الالتزامات.

انبعاثات الطيران غير المُصاحبة لثاني أكسيد الكربون

عند الأخذ في الحسبان انبعاثات الطيران غير المُصاحبة لثاني أكسيد الكربون -مثل آثار الطائرات أو أكسيد النيتروز، التي يُمكن أن يكون لها تأثير مُسبب للاحتباس الحراري أعلى بـ3 مرات من ثاني أكسيد الكربون-، فإن ذلك سيزيد الإيرادات بشكل أكبر.

وبالمثل، فإن 67% من انبعاثات الطائرات الخاصة لا تُغطيها أنظمة الاتحاد الأوروبي لتداول الانبعاثات.

من جهة ثانية، فإن إلغاء الإعفاءات الحالية من شأنه أن يُتيح تمويلًا كبيرًا لخفض انبعاثات الكربون من هذا النوع من السفر.

وقال خبير السياسات المعني بخفض انبعاثات الكربون في قطاع الطيران لدى مؤسسة "كاربون ماركت ووتش" (CMW)، باستيان بونيه-كانتالوب: "من المُستغرب أن قطاع الطيران قد تهرَّب من دفع تكاليف آثاره المناخية لمدة طويلة".

وأوضح: أن "المراجعة المُقبلة لنظام تداول الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي قد تُسهم في دفع قطاع الطيران نحو مسار خفض انبعاثات الكربون، وتدرّ إيرادات أكبر لتمويل سياسات الاتحاد المناخية".

اعتماد أنواع وقود أنظف

يمكن إرجاع الإيرادات المُحصّلة إلى مصدرها الأصلي من خلال دعم جهود القطاع لاعتماد أنواع وقود أنظف، خصوصًا بجعل مشروعات الكيروسين الاصطناعي أكثر جدوى.

ويمكن توجيه الإيرادات لتطوير البنية التحتية للسكك الحديدية في الاتحاد الأوروبي، ما يوفر وسيلة نقل أكثر فعالية من حيث التكلفة ونظافة، مقارنة بالرحلات الجوية القصيرة، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.

الأهم من ذلك، أن تحقيق زيادة في الإيرادات يمكن أن يُسهم في سدّ العجز بالتمويل اللازم للاتحاد الأوروبي لسداد حصّته العادلة من هدف المناخ العالمي، الذي يتطلب جمع 1.3 تريليون دولار بحلول عام 2035.

ويرى محللون ضرورة أن يشمل ذلك دعم العاملين في قطاع الطيران المتأثرين بتحول الطاقة في أقل البلدان نموًا.

ويشير خبراء إلى أنه حان الوقت للاتحاد الأوروبي للتمسك بقيمه ومبادئه المناخية، وأن يبدأ ذلك بفرض رسوم عادلة على انبعاثات قطاع الطيران.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..