تستعد الصين لاستلام شحنة نادرة من الديزل الأحمر من الهند، في دليل واضح على استمرار صادرات الوقود رغم العقوبات الأوروبية الأخيرة.
وأظهرت بيانات تتبع السفن لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أن الناقلة "إم زينيث" التي تُقدَّر حمولتها بـ496 ألفًا و492 برميلًا، غادرت الهند في 18 يوليو/تموز 2025، متجهة إلى الصين.
وستتجه شحنة تُقدَّر بـ65 ألف طن متري (461 ألفًا و500 برميل) من شركة نايارا إنرجي الهندية (Nayara Energy)، الخاضعة للعقوبات، إلى ميناء تشوشان الصيني.
وعلى الرغم من أن عقوبات الاتحاد الأوروبي ستدخل حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني 2026، فإن هناك شكوكًا متزايدة حول ردّ فعل المشترين الأجانب بشأن التعامل مع شركة نايارا إنرجي منذ إعلان العقوبات في 18 يوليو/تموز 2025.
وزعمت تقارير صحفية أن مشترين آخرين يتّبعون نهجًا حذرًا في الشراء من مصفاة فادينار، التي تديرها شركة نايارا، وتمتلك شركة روسنفط الروسية (Rosneft) حصة 49% فيها، عقب قرار فرض العقوبات.
شحنة الديزل الأحمر الهندي
بعد تزويدها بالوقود في سنغافورة، حددت الناقلة "إم زينيث" وجهتها في 12 أغسطس/آب 2025 إلى تشوشان، مركز تزويد السفن بالوقود مع مرافق تخزين في الصين، مع توقعات بوصولها في 20 أغسطس/آب 2025، بحسب بيانات شركة كبلر لتتبع السفن.
وأكدت وكالة بلومبرغ تحويل إحدى الشحنات إلى الصين يوم الثلاثاء (12 أغسطس/آب 2025)، عقب العثور على مشترٍ جديد، بعد 4 أسابيع من استلامها من مصفاة فادينار الهندية.
وأفادت مصادر في الهند والصين بأنه من غير الواضح ما إذا كانت الشحنة قد بيعت إلى مستعمِل نهائي في الصين، أم أنها ما تزال محجوزة لدى تاجر.
ونفت مصادر من كبرى شركات النفط الحكومية الصينية في تشوشان كونها المشتري، في حين أعربت مصادر أخرى عن شكوكها بشأن الصفقة، بحسب ما نقلته منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).
وقال أحد المصادر في تشوشان: "من المرجّح أن تذهب إلى مورّدي وقود صغار".
وبدلًا من ذلك، قالت مصادر في السوق، إن البراميل قد تُخَزَّن في منشأة تخزين مرتبطة بمدينة تشوشان.
تُعدّ شحنة الديزل الأحمر الهندي إلى الصين فريدة من نوعها، إذ عادةً ما تحصل بكين على الديزل الأحمر أو الديزل البحري من جارتها كوريا الجنوبية، وذلك أساسًا لتزويد السفن بالوقود.
وأظهرت بيانات الجمارك الصينية أن آخر واردات البلاد من نيودلهي كانت في أبريل/نيسان 2020، حيث بلغت 42 ألفًا و132 طنًا متريًا (299 ألفًا و137 برميلًا).

صادرات الوقود الهندي عبر البحر
في سياقٍ متصل، نُقلت إحدى أولى الشحنات التي شحنتها شركة نايارا إنرجي الهندية إلى ناقلة أخرى في البحر، ما يدل على سعي الشركة الهندية لمواصلة تصدير الوقود، بعد خضوعها لعقوبات الاتحاد الأوروبي.
ووفق بيانات تتبع السفن لدى منصة الطاقة المتخصصة، أكملت سفينة "تيمبست دريم"، اليوم الخميس (14 أغسطس/آب 2025) عملية نقل من سفينة إلى أخرى في المياه قبالة سواحل عمان لنقل شحنة البنزين إلى "وو تاي"، وهي ناقلة أكبر حجمًا، وفقًا لتقرير بلومبرغ نيوز لبيانات تتبع السفن وصور الأقمار الصناعية.
وأشارت "تيمبست دريم" بعد ذلك إلى أنها ستتجه عائدةً إلى مصفاة فادينار، محطة شركة نايارا في غرب الهند، وفق بيانات شركة كبلر لتتبُّع السفن.
وكانت الناقلة "تيمبست دريم" تحمل أكثر من 360 ألف برميل من البنزين قبل نقلها يوم الثلاثاء، وفق بيانات شركة فورتيكسا (Vortexa) التي نقلتها وكالة بلومبرغ، موضحةً أن الناقلة تُعدّ الآن في مستوى أعلى من مستوى سطح البحر، ما يُشير إلى أنها فقدت بعض الوقود على الأقل.
وتحتفظ الناقلة "وو تاي" -المُستعملة للتخزين العائم- الآن بنحو 460 ألف برميل، مع وجود مساحة كافية لاستيعاب المزيد.
وتُعدّ عمليات نقل الوقود من سفينة إلى أخرى طريقة شائعة لإخفاء أصول الشحنات، وقد تسمح لشركة "نايارا إنرجي" بمواصلة تصدير الوقود بعد العقوبات، كما تُعدّ المياه قبالة سواحل عمان وجهةً شائعةً للقيام بذلك.
وفرضت المملكة المتحدة عقوبات على الناقلة "تيمبست دريم"، المعروفة سابقًا باسم "يونايت"، لتورُّطها في تجارة النفط الروسية، كما أدرجت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي الناقلة "وو تاي" في القائمة السوداء للسبب نفسه.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- الصين تستقبل شحنة من الديزل الأحمر الهندي، من منصة "إس آند بي غلوبال"
- شركة نايارا إنرجي الهندية تنقل صادرات الوقود عبر البحر، من وكالة بلومبرغ