كنوز المعادن في باكستان تجذب أنظار أميركا.. والسعودية تظهر بالصورة

جذبت رواسب المعادن في باكستان الأنظار في الآونة الأخيرة، ودفعت الاحتياطيات الهائلة المستوى الرئاسي الأميركي إلى إبداء اهتمامه بتطويرها.

ويمهّد ذلك لمنافسة شرسة قد تشارك بها قوى كبرى في آسيا وأوروبا أيضًا، من بينها خطوات سعودية محتملة.

ورحّبت الخارجية الأميركية باستكشاف فرص التعاون مع إسلام أباد في مجال التعدين والهيدروكربونات، في تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).

ويأتي الطرح يأتي بعد 3 أشهر من انتهاء تصعيد عسكري بين باكستان والهند، انتهى بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقف إطلاق النار بين الدولتين.

ويحمل التصريح الأميركي الأخير معطيات جديدة تكشف تغييرًا بخريطة الحلفاء في المنطقة، وربما قد يتعلق الأمر بشراء الهند للنفط الروسي رغم العقوبات الغربية.

رواسب المعادن في باكستان

جذبت رواسب المعادن في باكستان اهتمام أميركا، وسلّط وزير الخارجية "ماركو روبيو" الضوء على اهتمام بلاده باستكشاف معادن وهيدروكربونات إسلام أباد، وتعزيز الشراكات التجارية بينهما.

وأشاد "روبيو" -خلال تهنئته لشعب الدولة الآسيوية بعيد الاستقلال، الموافق 14 أغسطس/آب، بالدور الذي تؤديه باكستان إزاء قطاع التجارة، وفق بيان الخارجية.

بدوره، كشف وزير التجارة الباكستاني "جام كمال خان" فتح المجال لفرص الاستثمار في مشروعات التعدين أمام الشركات الأميركية.

ويتركز نطاق غالبية المشروعات في مقاطعة بلوشستان، وتطور بالشراكة بين الشركات الأميركية والمحلية، بحسب ما نقلته رويترز عن الوزير الباكستاني.

وتُعزز حكومة إسلام أباد هذه الشراكة بتقديم بعض التسهيلات، مثل: منح خاصة بالإيجار.

وتطوّر مقاطعة بلوشستان عددًا من مشروعات التعدين المهمة، وأبرزها منجم "ريكو ديك" الذي يعدّ أحد أكبر مشروعات الذهب والنحاس غير المستغلة في العالم، وتطوره شركة باريك غولد الكندية.

استثمارات ضخمة ومنافسة عالمية

أشارت تقارير إلى طرح احتياطيات المعادن في باكستان للتطوير والاستثمار العالمي، أمام دول عدّة، في إطار سعي الدولة الآسيوية للاستفادة من ثروتها في هذا القطاع، المقدَّرة بما يصل إلى 5 تريليونات دولار.

وتضم الموارد المعدنية في باكستان رواسب كبيرة من: الليثيوم، والمعادن الأرضية النادرة، والنحاس، والفحم.

وشمل نطاق جذب الاستثمارات: السعودية، أميركا، الصين، الإمارات، بريطانيا، تركيا.

وفي سبيل ذلك، تعتزم باكستان اتخاذ إجراءات عدّة، تتضمن:

• استعدادات لنقل التبعية الإدارية لمواقع التعدين المنتشرة في أنحاء البلاد إلى الحكومة الاتحادية.
• تعزيز ذلك بتعديل دستوري، يمنع سيطرة المقاطعات والهيئات المحلية على الموارد.
• تسهيل عمليات التقدم بالعطاءات، ومنح الموافقات والتصاريح اللازمة.

ولا يقتصر الأمر على الاستثمارات الأميركية فقط، إذ تخوض السعودية مفاوضات حول تطوير منجم "ريكو ديك" مع الجهات المختصة، بحسب ما نقله موقع ماني كنترول عن قناة نيوز 18.

ولم توضح التقارير طبيعة المفاوضات الحالية، غير أن مجلس الوزراء الباكستاني كان قد وافق على بيع حصة 15% من مشروع تطوير منجم "ريكو ديك" لشركة سعودية، مقابل 540 مليون دولار، نهاية العام الماضي.

وتعتزم الحكومة الباكستانية حسم أمر الاتفاقيات المطروحة لتطوير احتياطيات المعادن، خلال مدة تتراوح بين 6 و8 أشهر، وتدرس إسلام أباد إنشاء منصة تستقبل العروض من المستثمرين.

منافسة أميركية صينية

تُشير التوقعات إلى نجاح أميركا في اقتناص استثمار بمشروعات التعدين في: بلوشستان، وجنوب خيبر بوختونخوا.

ومن شأن ذلك أن يُشعل حدّة المنافسة العالمية الشهيرة بين أميركا والصين على المعادن، خاصة أن بكين تهيمن على غالبية الموارد ومواقع التطوير حتى الآن.

وقد يُسند إلى الصين تطوير جانب من موارد المعادن في باكستان، خاصة في جيلجيت بالتستان الواقعة شمال البلاد.

وكانت أميركا وباكستان قد وقّعتا اتفاقًا تجاريًا نهاية شهر يوليو/تموز الماضي، يتضمن: تطوير احتياطيات النفط غير المستغلة في الدولة الآسيوية، وخفض الرسوم الجمركية، وفق ما نشرته أسوشيتد برس.

وقال الرئيس دونالد ترامب آنذاك، إن واشنطن ستختار شركة النفط التي ستعزز هذا الاتفاق، وألحق ذلك بتصريح مثير للجدل، بتلميحه إلى إمكان بيع الخام المستخرج من الحقول الباكستانية بموجب هذه الشراكة إلى الهند مستقبلًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر: