استطاع أن يرصد تحولات المجتمع العربي ولاقت أعماله ترحيبا كبيرا من الجمهور والنقاد على حد سواء ويعتبر واحد من أهم الروائيين في مصر والعالم العربي إنه الاديب الكبير صنع الله ابراهيم الذي وافته المنية صباح اليوم بعد صراع مع المرض .
صنع الله ابراهيم الاديب الذي لم يعرف الصمت واختار أن تكون الكتابة سلاحه وصوته في مواجهة الظلم والفساد.
ولد في القاهرة عام 1937، ودرس الحقوق بجامعة القاهرة، لكن حياته اتخذت مسارا مختلفا عندما دخل السجن في شبابه بسبب انتمائه السياسي لتيار يساري فقضى خمس سنوات في سجن الواحات.
كانت انطلاقه نحو الابداع من خلال تلك الفترة التي قضاها في السجن حيث تعتبر نقطة تحول في حياته فهناك بدأ يرى العالم بعيون مختلفة لصاحبه في السجن كبار الكتاب التي حكي عنهم في مذكراته على رأسهم يوسف إدريس، عبد الحكيم قاسم، عبد الرحمن الخميسي، لويس عوض، شهدي عطية الشافعي، والفنان علي الشريف، وغيرهم فوصف هذه الفترة أنها تحولت إلى ورشة أدبية، حيث مارس الكتابة، وتعلّم الاستبطان والتأمل.
بعد خروجه، كتب روايته الأولى تلك الرائحة" عام 1966، عمل كشف فيه بجرأة إحباط جيل كامل بعد هزيمة 1967.
الرواية صودرت وقتها، لكنها صنعت له اسمها كبيرا بين المثقفين ومنذ تلك اللحظة صار صنع الله إبراهيم يستخدم الرواية ليكشف الواقع بعيوبه.
كتب صنع الله ابراهيم أيضا أعمالا جريئة مثل "بيروت بيروت" و"العمامة والقبعة" و"التلصص"، وفي كل مرة كان يدمج بين الوثيقة والخيال، وبين التاريخ والسياسة.
حصل صنع الله ابراهيم على جوائز دولية منها جائزة ابن رشد للفكر الحر وجائزة كفافيس الدولية، لكن مواقفه المبدئية ظلت أهم من أي تكريم.
قبل أشهر قليلة من وفاته تعرض صنع الله ابراهيم لسقوط تسبب في كسر بعنق الفخذ، وأجرى عملية دقيقة لتغيير مفصل الحوض في معهد ناصر العملية نجحت، وزاره وزير الثقافة،حينذاك الدكتور أحمد فؤاد هنو واطمأن عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مشهد يعكس مكانته الكبيرة في وجدان المثقفين والمجتمع.
صنع الله ابراهيم جعل الرواية مرآة صادقة للمجتمع، وكشف ما يخفيه الخطاب الرسمي، ووقف ضد التزييف حتى لو دفع الثمن حيث كانت كتاباته ستبقى شاهدة على مرحلة كاملة من تاريخ مصر، وعلى أديب ظل وفيّا لقلمه ولصوت الناس.