سجلت أسعار الفضة قفزة جديدة في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الإثنين، مدفوعة بتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وهو ما أضعف الدولار الأمريكي وعزز الإقبال على الملاذات الآمنة، بحسب تقرير صادر عن مركز «الملاذ الآمن» للأبحاث الاقتصادية.
ووفقًا للتقرير، ارتفعت أسعار الفضة في السوق المحلية بنحو جنيهين، حيث سجل جرام الفضة عيار 800 نحو 62 جنيهًا، بينما صعد سعر الأوقية عالميًا بمقدار دولار واحد لتصل إلى 47 دولارًا، وهو أعلى مستوى تسجله منذ عام 2011.
كما سجل جرام الفضة عيار 999 نحو 77 جنيهًا، وعيار 925 حوالي 72 جنيهًا، فيما بلغ سعر جنيه الفضة (عيار 925) نحو 576 جنيهًا.
ارتفاع أسبوعي قوي وأداء استثنائي منذ بداية 2025
أوضح التقرير أن أسعار الفضة كانت قد سجلت ارتفاعًا قدره 5 جنيهات خلال الأسبوع الماضي، حيث بدأ جرام الفضة عيار 800 تعاملاته عند 55 جنيهًا وأنهاها عند 60 جنيهًا.
وعلى المستوى العالمي، قفزت الفضة منذ بداية عام 2025 من 29 دولارًا إلى 47 دولارًا للأوقية، محققة مكاسب تجاوزت 62%، في حين ارتفعت الفضة محليًا بنسبة 51%، حيث صعد جرام عيار 800 من 41 جنيهًا إلى 62 جنيهًا، مما يجعلها من بين أقوى الأصول أداءً هذا العام بين المعادن الثمينة.
مخاوف الإغلاق الحكومي الأمريكي ترفع الطلب على الفضة
أشار التقرير إلى أن الأسواق تتابع عن كثب أزمة التمويل الحكومي في الولايات المتحدة، حيث تواجه البلاد خطر الدخول في إغلاق حكومي اعتبارًا من الأربعاء المقبل، في حال فشل الكونغرس في تمرير قانون تمويلي جديد.
وقد طرح قادة الحزب الجمهوري مشروع قانون مؤقت لتمديد التمويل حتى 21 نوفمبر، لكنه قوبل برفض من الحزب الديمقراطي، وسط خلافات حادة حول بنود الإنفاق. ومن المقرر أن يعقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعًا اليوم مع قادة الحزبين لمحاولة تفادي الأزمة.
ويؤكد محللو مركز “الملاذ الآمن” أن أي إغلاق حكومي ممتد قد يؤدي إلى تباطؤ اقتصادي حاد، وهو ما قد يدفع الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة بوتيرة أسرع، مما يعزز من جاذبية الأصول الآمنة، مثل الذهب والفضة.
تصريحات ترامب وتعريفات جديدة على الصناعات الأجنبية
في تطور آخر، كتب الرئيس ترامب على منصة “Truth Social” أن “صناعة الأفلام الأمريكية قد سُرقت”، معلنًا عزمه فرض تعريفة جمركية بنسبة 100% على جميع الأفلام الأجنبية، ضمن حزمة تعريفات جديدة تدخل حيز التنفيذ في الأول من أكتوبر، ما يزيد من التوترات التجارية على الساحة الدولية.
موقف الفيدرالي الأمريكي واستمرار الضغوط التضخمية
في تصريحات له على قناة CNBC، أكد “هاماك”، محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي، أن البنك ما يزال بحاجة إلى الحفاظ على سياسة نقدية تقييدية لفترة أطول، بسبب استمرار الضغوط التضخمية، خاصة في قطاع الخدمات.
وقد سجل مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (PCE)، وهو المؤشر المفضل للفيدرالي لمتابعة التضخم، ارتفاعًا شهريًا بنسبة 0.2% خلال أغسطس، فيما ارتفع المعدل السنوي إلى 2.7% مقارنة بـ 2.6% في يوليو، ما يعزز توجه البنك نحو الحذر في قراراته.
العوامل الداعمة لارتفاع أسعار الفضة
يحدد التقرير 4 عوامل رئيسية وراء استمرار ارتفاع الفضة:
- التحوط من التضخم: رغم السياسات النقدية التقييدية، لا تزال مستويات التضخم مرتفعة.
- الطلب الصناعي القوي: الفضة تدخل في تصنيع الألواح الشمسية، السيارات الكهربائية، والإلكترونيات.
- المخاطر الجيوسياسية: تصاعد التوترات يدفع المستثمرين نحو الأصول الصلبة.
- ارتفاع أسعار الذهب: تجاوز الذهب حاجز 3700 دولار للأوقية يدعم صعود الفضة.
نظرة مستقبلية: نحو تجاوز مستوى 50 دولارًا
توقع مركز «الملاذ الآمن» أن تواصل الفضة اتجاهها الصعودي خلال ما تبقى من عام 2025 وحتى 2026، مدعومة بالعوامل الاقتصادية والجيوسياسية، مرجحًا أن تتجاوز سعر 50 دولارًا للأوقية خلال العام المقبل.
لكن التقرير أشار أيضًا إلى أن استمرار الارتفاعات قد يدفع بعض الصناعات، خصوصًا الطاقة الشمسية، إلى تقليص استخدام الفضة في منتجاتها، ما قد يؤدي إلى توازن تدريجي في الطلب العالمي
