كشف الدكتور أسامة حمدي، أستاذ الباطنة والسكر بجامعة هارفارد الأمريكية، في تصريحاته خلال لقائه مع الإعلامي عمرو أديب، عن قرب ظهور أربعة أدوية جديدة تمثل طفرة غير مسبوقة في علاج السمنة ومرض السكري من النوع الثاني، مشيرًا إلى أن اثنين منها سيكونان على هيئة حقن واثنين آخرين عن طريق الفم
وأكد أن النتائج المنشورة مؤخرًا في أبحاث علمية عالمية أظهرت فاعلية مذهلة، حيث سجل بعض المرضى فقدانًا في الوزن تجاوز 30%، وهي نسبة لم يسبق تحقيقها في التاريخ الطبي الحديث
وقال دكتور أسامة: “نحن على أعتاب مرحلة جديدة في علاج السمنة والسكري، فهذه الأدوية تتفوق من حيث الفاعلية والنتائج على العلاجات الحالية مثل أوزمبك (Ozempic)”.
وأضاف من خلال تصريحاته أن هذه العلاجات الأربعة في مراحل متقدمة من الاعتماد، ومن المتوقع أن توافق عليها الجهات التنظيمية خلال النصف الأول من العام المقبل.
كما أوضح أن وجود صيغ علاجية فموية وحقنية يوسع من دائرة الاستفادة، ويجعل العلاج أكثر سهولة وتوافرًا للمرضى
دعم علمي من المجلات الطبية العالمية
وتاتي تصريحات د. حمدي متفقه مع موجة من الأبحاث العلمية الحديثة المنشورة في مجلات مرموقة:
مجلة New England Journal of Medicine (NEJM) نشرت نتائج تجربة سريرية لدواء Maridebart Cafraglutide، أظهرت خفضًا لافتًا للوزن لدى مرضى السمنة سواء المصابين أو غير المصابين بالسكري.
وسلطت الضوء مجلة The Lancet Diabetes & Endocrinology على دواء Mazdutide، وهو منبه مزدوج (GLP-1 + Glucagon)، حقق نتائج واعدة في فقدان الوزن وخفض السكر.
ومن جانبها نشرت مجلة JAMA Network تقارير عن أدوية جديدة من فئة GLP-1 الفموية مثل Orforglipron، حيث أظهرت تجربة ATTAIN-1 أن الدواء أدى إلى فقدان وزن بين 7.8٪ و12.4٪ خلال 72 أسبوعًا.
4. Diabetes Care وDiabetes.org نشرتا مؤخرًا بيانات عن الدمج بين Bimagrumab وSemaglutide، حيث ظهر أن العلاج المزدوج يساعد في تعزيز فقدان الدهون مع الحفاظ على الكتلة العضلية
وفي ذات السياق يؤكدون خبراء الغدد الصماء أن هذه الفئة من الأدوية، خاصةً تلك التي تجمع بين أكثر من آلية علاجية (GLP-1 وAmylin أو Glucagon)، قد تعيد صياغة قواعد علاج السمنة والسكري في السنوات المقبلة.
ووصفت مجلة Nature Reviews Endocrinology هذه الموجة من الأدوية بأنها “ثورة بيولوجية” قد تغير مسار المرض على المدى الطويل.
التحديات والاعتبارات
ورغم الآمال الكبيرة، يشدد الأطباء على أن هذه الأدوية تحتاج إلى متابعة دقيقة لضمان السلامة طويلة المدى، خاصة فيما يتعلق بالجهاز الهضمي، القلب، والكلى. كما أن الالتزام بالعلاج والقدرة على توفيره بتكلفة مناسبة سيحددان مدى تأثيره الفعلي في المجتمعات.
تصريحات د. أسامة حمدي تفتح نافذة أمل جديدة لملايين المرضى حول العالم. فظهور أربعة أدوية جديدة، بعضها فموي والآخر حقني، بفاعلية غير مسبوقة في خفض الوزن وضبط السكر، مدعومة بأبحاث نُشرت في كبريات المجلات الطبية العالمية، قد يمثل بداية عهد جديد في مكافحة السمنة والسكري، بعد عقود طويلة من الاعتماد على أدوية محدودة النتائج.