كشفت الصين النقاب عن تقنية جديدة مثيرة للجدل تسدل الستار على حرائق بطاريات السيارات الكهربائية، وفق أحدث متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتعتمد فكرة عمل التقنية الجديدة على نظام متطور عالي السرعة يقذف بطارية المركبة الكهربائية من مكانها حال استشعار خطر نشوب حريق.
ولعل هذا ما دفع كثيرًا من الخبراء وشركات تصنيع السيارات إلى انتفاد التقنية التي تشتدّ مخاطرها عند اصطدام البطارية المنطلقة بسرعة كبيرة بالمشاة أو المركبات الخفيفة الأخرى.
ولطالما وقفت حرائق بطاريات السيارات الكهربائية حجر عثرة في طريق انتشار التقنية النظيفة، وتبرز حوادث الاصطدام والحطام المنتشرة على طول الطريق من بين الأسباب الأكثر شيوعًا لتلك الحرائق.
فيديو مثير للجدل
تداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مثيرًا للجدل على نطاق واسع، يُظهِر حزمة بطارية يتصاعد منها الدخان وهي تنطلق مثل القذيفة من جانب سيارة كهربائية رباعية الدفع، لتهبط في مكان يبعُد مسافة 20 قدمًا.
وسرعان ما توجَّه عمال السلامة لتغطية البطارية ببطانية بعد أن استقرت في منطقة معدّة مسبقًا بوسائد، وفق الفيديو الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتتلخص الفكرة في أنه عندما تبدأ درجة حرارة بطارية السيارة الكهربائية في الارتفاع، وتصل إلى مرحلة السخونة الزائدة أو تشتعل النيران بها، يبدأ النظام في قذف البطارية إلى الخارج.
ويظهِر مقطع الفيديو التالي آلية عمل تقنية طرد البطارية من سيارة كهربائية قبل اشتعالها:
" title="YouTube video player" frameborder="0">
حرائق بطاريات السيارات الكهربائية
تقترن حرائق بطاريات السيارات الكهربائية بتداعيات كارثية على السائقين، قد تودي بحياتهم في أسوأ السيناريوهات.
وفي الوقت نفسه، يَصعُب إطفاء حرائق تلك البطاريات لشدّتها وسرعة انتشارها وطول مدتها التي قد تستغرق أسابيع؛ ما يتطلب كمياتٍ ضخمةً من الماء.
غير أن تلك الحرائق قد تصبح شيئًا من الماضي، بعد أن كشف مهندسون صينيون النقاب عن حل مثير للجدل.
فعلى الرغم من أن هذا الحل قد يقضي على الحرائق التي تندلع في بطاريات المركبات الكهربائية، فإنه قد يُحدِث مخاطر في أماكن أخرى.
ولدى النظام المطور بوساطة المهندسين الصينيين -بالتعاون مع المركز الصيني لأبحاث وتقنيات إصلاح تصادم المركبات- القدرة على قذف بطارية السيارة الكهربائية من مكانها الموجود على جانب المركبة وكأنها قذيفة.
لكن الجدوى العملية لذلك الحل الفوضوي تبقى محلّ شك؛ إذ قد تتسبب حزمة بطارية الليثيوم أيون بحصول مزيد من الإصابات بسهولة في المكان الذي تستقر فيه.
بل ومن الممكن أن تؤدي البطارية المنطلقة لخارج السيارة إلى اشتعال النيران في سيارة خفيفة أخرى أو حتى في المشاة الذين يصادف وجودهم في المكان.
آلية التقنية
تأتي التقنية الجديدة في وقت تتزايد فيه التحديات التي يواجهها صانعو السيارات الكهربائية مع حرائق البطاريات، التي يصعُب إخمادها فور اندلاعها، كما هو الحال في بطاريات الليثيوم أيون.
وتتشابه آلية عمل النظام المطور حديثًا مع الوسائد الهوائية؛ وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
فما إن ترصد أجهزة الاستشعار المستعمَلة أيّ "حرارة" داخل البطارية، حتى تُقذَف في أقل من ثانية لمسافة تتراوح من 3 إلى 6 أمتار من السيارة الكهربائية.
غير أن منتقدي التقنية يرون أن هذا الحل قد يُحدث خسائر مادية وبشرية جسيمة وتلفًا واسعًا في الممتلكات العامة والخاصة، حال سقوط البطارية في مكان مزدحم بالسكان، أو حتى بالسيارات.
الشركات تدين
سرعان ما واجهت التقنية الجديدة التي يُعوَّل عليها في الحدّ من حرائق بطاريات السيارات الكهربائية انتقاداتٍ حادةً من جانب مصنّعي السيارات.
فقد نفى العديد من الشركات مشاركته في فاعليات العروض التقديمية الخاصة بالتقنية نفسها، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
كما نفت شركة جويسون إلكترونيكس (Joyson Electronics) الصينية العاملة في توريد قطع غيار السيارات، مشاركتها بأيّ حال في مشروع ابتكار التقنية المذكورة، حسبما أوردت وسائل إعلامية صينية.
وبالمثل، أكدت شركة تصنيع السيارات الكهربائية آي كار (iCar) التابعة لمجموعة شيري (Chery) عدم صلتها بالمشروع في أعقاب ما تردَّد بشأن التشابه بين المركبة الواردة في مقطع الفيديو المتداول وبين سيارة الشركة طراز (03T) الكروس أوفر رباعية الدفع.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
1.تقنية تطرد بطارية من سيارة كهربائية، من موقع "فيوتشريزم"
){kind=link}