فلسطين , شهدت أروقة الأمم المتحدة تحولًا لافتًا في الخطاب والمواقف الدولية تجاه القضية ، وذلك خلال المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية وتنفيذ حل الدولتين، الذي عُقد تزامنًا مع الدورة الـ80 للجمعية العامة. فقد أعلنت عدد من الدول الغربية البارزة، وعلى رأسها فرنسا وكندا وبلجيكا والبرتغال ولوكسمبورغ ومالطا وموناكو، اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، في خطوة وصفت بأنها تاريخية وتحمل دلالات سياسية غير مسبوقة.
هذا التحول لا يعكس فقط تضامنًا مع الشعب وسط العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، بل يعبّر عن قناعة دولية متزايدة بأن حل الدولتين بات الخيار الوحيد المتبقي لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

فرنسا: لا مبرر لتأخير الاعتراف بدولة فلسطين
في كلمة قوية ألقاها أمام الجمعية العامة، أكد الرئيس إيمانويل ماكرون أن “زمن الانتظار قد انتهى”، مشددًا على أن الاعتراف بدولة فلسطين لم يعد مجرد خيار دبلوماسي بل أصبح ضرورة قانونية وأخلاقية. وأضاف ماكرون أن العالم يتحمل مسؤولية جماعية عن الفشل في تحقيق السلام، محذرًا من أن اتفاقيات إبراهام باتت مهددة بسبب سياسات الحكومة الإسرائيلية.
كما دعا إلى وقف فوري للعمليات العسكرية في قطاع غزة، معتبرًا أن استمرار القصف لم يعد مبررًا، لا سيما مع ضعف قدرات حركة حماس وتفاقم معاناة المدنيين.

موجة اعترافات غربية غير مسبوقة بدولة فلسطين
إلى جانب فرنسا، أعلنت دول أوروبية عدة عن اعترافها الرسمي. رئيس البرتغال مارسيلو ريبيلو دي سوزا أكد أن بلاده ترى في هذا القرار دعمًا لمسار السلام وحقوق الإنسان. بدوره، شدد أمير موناكو على أن الاعتراف خطوة ضرورية نحو تحقيق استقرار إقليمي حقيقي.
أما كندا، فقد فاجأت الأوساط السياسية بإعلان رئيس وزرائها مارك كارني اعتراف بلاده الرسمي مؤكدًا أن السلام لا يمكن أن يتحقق ما لم يُرفع الظلم التاريخي عن الشعب . كما أعلنت كل من بلجيكا، ولوكسمبورغ، ومالطا عن خطوات مماثلة، مبررة قراراتها بالتزامها بالقانون الدولي والقرارات الأممية.

نحو مرحلة جديدة في المسار الفلسطيني
يرتفع عدد الدول التي تعترف رسميًا بها كدولة إلى نحو 160 من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، لكن الجديد هذه المرة هو دخول دول من المعسكر الغربي كانت تُعرف سابقًا بترددها في اتخاذ هذه الخطوة، ما يعكس تغيرًا حقيقيًا في المواقف الدولية تجاه إسرائيل وسلوكها في الأراضي.
ويرى مراقبون أن هذا التحول قد يمهد الطريق لخطوات دبلوماسية أكبر، مثل منحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وفرض أطر تنفيذية لحل الدولتين. كما يُتوقع أن يتصاعد الضغط الدولي على إسرائيل في حال استمرت في رفض الاعتراف بالدولة .