غادر أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، والوفد المرافق له، اليوم / الأحد/، الأراضي الكويتية متوجها إلى فرنسا في زيارة رسمية هي الأولى للشيخ مشعل منذ توليه مقاليد الحكم في الكويت.
ويضم الوفد الرسمي المرافق لأمير الكويت في زيارته إلى فرنسا كلا من وزير الدفاع الكويتي الشيخ عبدالله علي عبدالله السالم الصباح، ووزير الخارجية عبدالله علي اليحيا، ومدير عام هيئة تشجيع الاستثمار المباشر الشيخ الدكتور/ مشعل جابر الأحمد الصباح وعدد من كبار المسئولين بالدولة.
وتأتي زيارة أمير الكويت إلى فرنسا في ظل تحديات تواجهها منطقتا الشرق الأوسط والخليج، انطلاقا من الحرب في غزة وصولا إلى تصاعد التوتر حول إيران لاسيما بعد الضربات العسكرية التي نفذتها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ضد منشآت إيران النووية.
ووفقا لبيان للرئاسة الفرنسية (قصر الإليزيه)، يوم الجمعة الماضية، يعتزم الرئيس الفرنسي وأمير الكويت تعزيز التنسيق بينهما لمواجهة الأزمات الإقليمية الكبرى وذلك في ظل تولي الكويت هذا العام رئاسة مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف البيان أن هذه الزيارة الأولى لأمير الكويت إلى فرنسا تعكس الرغبة المشتركة للبلدين في تعزيز التعاون في مختلف المجالات لا سيما الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية.
وأشار البيان إلى أن أمير الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، سيحضر العرض العسكري الذي ستقيمه فرنسا غدا الاثنين الموافق 14 يوليو بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي كما سيتناول غداء عمل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الساعة الثانية بعد ظهر اليوم نفسه.
وكان وزير الخارجية الكويتي، عبدالله اليحيا، قد وصف زيارة أمير الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، إلى فرنسا اليوم بالمحطة المهمة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين خصوصا في ظل التحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة.
وقال اليحيا، في تصريحات صحفية، يوم أمس، إن برنامج الزيارة يتضمن لقاءات رفيعة المستوى مع كبار المسئولين الفرنسيين إلى جانب توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات متعددة تشمل البنية التحتية والتعليم والدفاع والثقافة.
ويعود تاريخ اعتراف فرنسا باستقلال دولة الكويت الى 28 أغسطس عام 1961 عندما قررت باريس اعتماد سفيرها في بيروت سفيرا لدى الكويت، كما قررت إنشاء تمثيل تجاري دائم لها في الكويت ثم إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 1967.
وشهدت العلاقات الثنائية بين فرنسا والكويت زيارات متبادلة لقادة البلدين وكبار المسئولين فيهما، حيث زار أمير الكويت الراحل، الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، فرنسا عدة مرات كان أبرزها في سبتمبر عام 1989حيث أجرى مباحثات تناولت تطوير العلاقات الثنائية وتعزيزها في جميع المجالات.
كذلك زار أمير الكويت الراحل، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، فرنسا في نوفمبر عام 2006، حيث التقى الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك وكبار المسئولين الفرنسيين وبحث معهم تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي يناير 2017، زار الشيخ صباح الخالد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي، آنذاك، باريس للمشاركة في المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط، وفي 24 أبريل الماضي زار وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، الكويت وبحث مع وزير الخارجية، عبدالله اليحيا، العلاقات الثنائية وأطر تعزيزها، إضافة الى توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في عدد من المجالات.
وشاركت الكويت في 17 يونيو الماضي ممثلة في سفارتها لدى فرنسا في مؤتمر "رؤية الخليج – 2025" برعاية الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، الذي استهدف تعزيز الشراكة مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها الاقتصاد العالمي ومساعي الجانبين لبناء علاقات اقتصادية أوسع.
وتعد فرنسا من أهم المستثمرين العالميين في الكويت، ولا سيما في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والنقل والصحة ومنتجات التجميل. فيما تبلغ نسبة الشركات الفرنسية في الكويت نحو 50% من الشركات الأوروبية العاملة فيها وتوفر أكثر من 2100 وظيفة.
أما على الصعيد العسكري فتنظر الكويت الى فرنسا كحليف إستراتيجي لها، خاصة بعد المشاركة الفرنسية الفعالة في التحالف الدولي الذي قام بتحرير الكويت عام 1991، وما تلاها من اتفاقيات للتعاون الدفاعي بين البلدين.
ووقع البلدان في أغسطس عام 1992 اتفاقية دفاعية نظمت أطر التعاون بينهما في حال تعرضت الكويت لاعتداء خارجي، ثم أعاد البلدان تجديد هذا الاتفاق في عام 2009.
