اتسمت سوق وقود السفن في 3 دول عربية بحالة من الهدوء والاستقرار، بعد عودة مستويات الطلب -في أغسطس/آب 2025 الماضي- إلى المعدلات المعتادة.
وسلّط تحليل -تابعت منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن) تفاصيله- الضوء على تطورات تزويد السفن بالوقود، في كل من: الإمارات، والعراق، وسلطنة عمان.
ولم تخلُ عملية التزوّد بالوقود من بعض الضغوط التشغيلية ومتغيرات الطلب، رغم القرارات الداعمة من بعض الحكومات، ما انعكس جليًا على تقديرات الأسعار المعلنة في سبتمبر/أيلول الجاري.
ويتأثر الطلب على الوقود عادة بالتوترات الجيوسياسية، والتقلبات الموسمية، إذ تتسبّب في تغير خريطة مواني التزوّد.
تطورات وقود السفن في 3 دول عربية
شهدت سوق التزوّد بوقود السفن متغيرات خلال الآونة الأخيرة في مواني 3 دول عربية، شملت: دبي، وجنوب العراق، وميناءي صلالة وصحار في سلطنة عمان.
1) سوق وقود السفن في الإمارات
تعافى سوق الوقود البحري في ميناء جبل علي الإماراتي من حالة الركود خلال فصل الصيف وإجازات التجار، مُظهرًا قدرًا من التعافي في الطلب والأسعار.
وسجل الطلب ارتفاعًا، وسط توقعات بزيادة رحلات سفن الحاويات وغيرها، بدءًا من السبت (20 سبتمبر/أيلول الجاري).
وبجانب ذلك، برزت حالة من الاستقرار والتحسن فيما يتعلق بظروف التشغيل، ما أدى إلى نمو نشاط الميناء، سواء في توافر الوقود اللازم للتزود، أو تراجع الرياح.

وخلال الشهر الماضي، زاد الطلب على زيت الوقود عالي الكبريت في ميناء جبل علي، خاصة من السفن المزودة بتقنيات تنقية الغازات لخفض الانبعاثات.
وامتدت حالة الاستقرار في السوق إلى مستويات الأسعار خلال تسليمات 12 سبتمبر/أيلول الجاري، لتسجل:
- الديزل الأحمر منخفض الكبريت (بتركيز كبريت 0.1%) بقيمة 753 دولارًا/طن.
- زيت الوقود البحري (بتركيز كبريت 0.5%) بقيمة 512 دولارًا/طن.
2) سوق وقود السفن في العراق
شهد التزوّد بوقود السفن في العراق حالة من الاستقرار في الطلب خلال الشهر الماضي، خاصة في مواني جنوب البلاد.
ويرجع ذلك إلى صادرات خام البصرة القوية، وزيادة الطلب على سفن الحاويات، واستقر نشاط الوقود البحري في ميناء أم القصر، طبقًا لمعلومات موقع إس بي غلوبال.
وتراوح متوسط الطلب على الوقود البحري خلال الشهر الماضي بين 25 و30 ألف طن، مدفوعًا ببعض الضغوط التشغيلية مثل سحب الإمدادات القوي لتشغيل محطات توليد الكهرباء في أم قصر وخور الزبير.
وزادت درجات الحرارة المرتفعة والعواصف، واعتبارات السلامة فيما يتعلق بمزج أنواع الوقود، من حجم الضغوط التشغيلية في مواني جنوب البلاد.
وتسبّبت هذه الضغوط في عدم اعتماد مالكي السفن على إمدادات الوقود البحري في البصرة بصورة كاملة، وتفضيل التزوّد من ميناء الفجيرة الإماراتي.
وتُشير التوقعات إلى احتمال تراجع حدة الضغط في الطلب على الوقود لصالح قطاع الكهرباء، مع انضمام وحدة لتخزين الغاز المسال إلى مرافق ميناء خور الزبير، التي ستغذّي قطاع الكهرباء بدلًا من الاعتماد على الوقود السائل للسفن.

3) سوق وقود السفن في سلطنة عمان
سيطرت حالة من استقرار الطلب على وقود السفن في سلطنة عمان خلال الشهر الماضي، في ظل توافر الإمدادات اللازمة.
وقد يعود ذلك إلى إجراءات أقرّتها حكومة البلاد والوزارات المعنية، بإسناد مهمة توريد الوقود عبر الشاحنات البرية إلى الشركات المحلية الحاملة لشهادة "ريادة".
وتتوافق هذه الخطوة مع أهداف تعزيز دور القطاع الخاص الواردة في رؤية 2040، ودمج الشركات المحلية في سلسلة توريد الإمدادات البحرية.
وقُدرت أسعار الديزل البحري منخفض الكبريت (بنسبة تركيز 0.1%) بمواني السلطنة في 12 سبتمبر/أيلول، بنحو:
- 835 دولارًا/طن، في ميناء صلالة.
- 793 دولارًا/طن، في ميناء صحار.
- سعر أعلى بنحو 19 دولارًا/طن في مسقط مقارنة بأسعار صحار، ما يعادل 812 دولارًا/طن، وفق آخر تحديث للأسعار.
متغيرات سوق وقود السفن
تأثرت سوق الوقود البحري بالتقلبات الجيوسياسية، التي شهدت وتيرة متسارعة خلال العامَيْن الأخيرَيْن.
وظهر ذلك بقوة بدءًا من اندلاع الحرب الأوكرانية وتشكيل روسيا أسطول ظل تجنبًا للعقوبات، ثم تصاعد توترات البحر الأحمر، وتغير مسار الناقلات لتجنب هجمات الحوثيين احتجاجًا على استمرار الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتلا ذلك تفاقم الحرب الإسرائيلية الإيرانية على مدار 12 يومًا في يونيو/حزيران الماضي.
واضطرت بعض الرحلات إلى اتباع طرق بحرية أكثر طولًا، ولجأ بعض الملاك إلى نقل شحنات السفن من ناقلة إلى أخرى، ما تسبب في تغيير خريطة التزود بالوقود
وتعرّضت البنية التحتية للمواني إلى ضغوط قوية مع تحول السفن بعيدًا عن قناة السويس، وظهرت مواقع جديدة لتزويد السفن بالوقود.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..