سفينة غارقة .. بعد أكثر من مئة عام من غرقها في أعماق بحر إيجه خلال الحرب العالمية الأولى، عادت سفينة "إتش إم إتش إس بريتانيك" إلى واجهة الاهتمام العالمي بعد انتشال مجموعة من القطع الأثرية النادرة التي كانت محفوظة في حطامها المنسي.
وجرى اكتشاف السفينة التي تعتبر الشقيقة الكبرى لتيتانيك بفضل مهمة غوص دقيقة أجراها فريق متخصص مكوّن من 11 غواصًا محترفًا خلال شهر مايو الماضي، وذلك بإشراف وزارة الثقافة اليونانية.
مقتنيات مذهلة تعيد الحياة لسفينة فاخرة تحولت إلى مستشفى
من أبرز ما تم استخراجه جرس السفينة التاريخي ومصباح ملاحي كان مثبتًا على جانبها الأيسر إضافة إلى صواني تقديم من الدرجة الأولى مطلية بالفضة وبلاط سيراميكي من الحمام التركي الذي كان يميز السفينة في فخامتها كما عُثر على زوج من المناظير وحوض من البورسلين من الدرجة الثانية إلى جانب أطباق لا تزال تحمل ختم شركة "وايت ستار لاين" التي كانت مالكة لكل من بريتانيك وتيتانيك
بريتانيك بين الفخامة والمأساة
تم بناء السفينة بريتانيك لتكون نسخة أكثر تطورًا من تيتانيك لكنها لم تُستخدم كسفينة ركاب فاخرة بل تم تحويلها إلى مستشفى عائم مع اندلاع الحرب العالمية الأولى أدّت مهمتها بنقل الجرحى بنجاح في عدة رحلات قبل أن تصطدم بلغم ألماني في 12 نوفمبر 1916 لتغرق خلال أقل من ساعة في كارثة أسفرت عن وفاة ثلاثين شخصًا بعضهم لقوا حتفهم بعدما سُحبت قواربهم نحو مراوح السفينة أثناء محاولتهم النجاة.
جهود علمية وأثرية لحفظ التاريخ
القطع المستخرجة نُقلت إلى مختبرات متخصصة في أثينا حيث تخضع الآن لعمليات ترميم دقيقة تمهيدًا لعرضها ضمن متحف الآثار البحرية في ميناء بيرايوس ومن المتوقع أن يُخصص جناح خاص للسفينة بريتانيك ضمن قسم الحرب العالمية الأولى لإبراز أهمية الدور الإنساني الذي لعبته هذه السفينة قبل غرقها وستساهم هذه المكتشفات في تسليط الضوء على فصل مجهول من تاريخ الملاحة البحرية وتُعيد إلى الأذهان مأساة تيتانيك من منظور مختلف أكثر إنسانية وأقرب إلى النسيان.
