رغم أهمية الطاقة المتجددة في الكويت لمواجهة أزمة الكهرباء، خاصة في فصل الصيف، فإن نسبتها في مزيج التوليد ما زالت بعيدة عن تلبية الطموحات الوطنية.
ويرى تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، صعوبة تحقيق الكويت هدفها لزيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج توليد الكهرباء إلى 15% بحلول عام 2030.
وتمثّل مصادر الطاقة الشمسية أقل من 1% من مزيج توليد الكهرباء الكويتي، وسط سيطرة شبه كاملة للوقود الأحفوري، بقيادة الغاز الطبيعي الذي شهد ارتفاعًا واضحًا في السنوات الأخيرة.
وتمتلك الكويت إمكانات طبيعية من سطوع للشمس قد يصل إلى أكثر من 3 آلاف و300 ساعة، يمنحها فرصة لاستغلال الطاقة الشمسية في مواجهة أزمة الكهرباء المستمرة.
توقعات الطاقة المتجددة في الكويت
توقع التقرير الصادر عن شركة الأبحاث ريستاد إنرجي، ارتفاع قدرة الطاقة المتجددة في الكويت إلى 3.3 غيغاواط فقط بحلول عام 2030، ما سيمثّل 7% من مزيج توليد الكهرباء، وهو ما يشير إلى عدم قدرة البلاد على تحقيق هدفها بنهاية العقد الحالي.
ومع ذلك، يُقدّر نجاح الكويت في تجاوز هدفها البالغ 15% بحلول عام 2035، بل قد تصل حصة الطاقة المتجددة إلى 20% وتتجاوز قدرتها على توليد الكهرباء حاجز 11 غيغاواط.
وبصفة عامة، تصل القدرة الإجمالية المركبة لإنتاج الكهرباء في الكويت إلى 21 غيغاواط، إلا أن السعة المتاحة منها في أوقات الذروة -خاصة في فصل الصيف- لا تتجاوز 17 غيغاواط، وذلك بسبب أعمال الصيانة الدورية وتهالك بعض المحطات.
وتتمتع الكويت بأوقات سطوع شمسي وفيرة تدعم توليد ما بين 4.6 و4.9 كيلوواط/ساعة يوميًا في أوقات الذروة، وهو ما يشير إلى إمكانات البلاد في تلبية الطلب القياسي للكهرباء.
ويوضح الإنفوغرافيك الآتي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، أهم 4 مشروعات الطاقة المتجددة في الكويت:
مزيج توليد الكهرباء في الكويت
من المتوقع أن يؤدي الغاز الطبيعي دورًا أكبر في رحلة الكويت نحو التحول الطاقي بالتوازي مع استعمالها للمصادر المتجددة. ويُتوقع أن يرتفع توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي بنسبة 17%، ليسجل نحو 77 تيراواط/ساعة بحلول عام 2030.
ويدعم ذلك خطط الحكومة الكويتية لإنشاء 5 محطات كهرباء غازية، ستضيف 18 غيغاواط من القدرة الإنتاجية، ما سيرفع إجمالي القدرة التوليدية بالغاز لأكثر من 32 غيغاواط بحلول عام 2035، مقابل 14 غيغاواط حاليًا.
وقد ارتفعت حصة الغاز إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2020، لتسجل 51.08%، في حين تراجعت حصة النفط إلى أدنى مستوى منذ عام 2019 عند 46.74%.
في المقابل، توضح بيانات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة أن نسبة الطاقة المتجددة في مزيج توليد الكهرباء بالكويت قد تراجعت إلى 2.18% خلال عام 2024، مقارنةً بـ2.23% العام السابق، وتأتي هذه الأرقام وسط هيمنة واضحة للوقود الأحفوري على المزيج بنسبة تتجاوز 97.8%.
ويُعزى انخفاض حصة الطاقة المتجددة إلى تراجع حصة طاقة الرياح إلى 1.96% خلال العام الماضي، مقارنةً بـ2.01% في العام السابق.
بينما استقرت حصة الطاقة الشمسية عند 0.22%، وفقًا لما يرصده الرسم البياني الآتي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة-:
وفي مارس/آذار 2025، وقّعت الكويت والصين اتفاقية إطارية للتعاون في مشروعات طاقة متجددة ستنفّذها شركات صينية حكومية.
وتتضمّن المشروعات محطتي الشقايا (المرحلتان الثالثة والرابعة) والعبدلية، بطاقة إنتاجية تبلغ 3.5 غيغاواط لكل مشروع، مع إمكان رفع السعة الإجمالية إلى 5 غيغاواط مستقبلًا، وهو ما يدعم زيادة إنتاج الطاقة المتجددة في الكويت.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: