أخبار عاجلة

أنس الحجي: السيارات الكهربائية لن تعجّل بذروة الطلب الصيني على النفط

أنس الحجي: السيارات الكهربائية لن تعجّل بذروة الطلب الصيني على النفط
أنس الحجي: السيارات الكهربائية لن تعجّل بذروة الطلب الصيني على النفط

ما تزال بعض التقارير الدولية والعديد من المحللين يرون أن السيارات الكهربائية ستكون سببًا في التعجيل بموعد ذروة الطلب على النفط في الصين؛ إذ يرجحونها خلال عام أو عامَيْن على الأكثر.

ويرى مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن استمرار ارتفاع الطلب على الفحم في الصين والهند وفيتنام يخالف معظم التوقعات، بما في ذلك توقعات وكالة الطاقة الدولية التي رجّحت وصول الطلب إلى ذروته في عام 2018.

وأوضح أن الوكالة أجّلت ذلك لاحقًا، قبل أن تُثبت البيانات الميدانية أن الاستهلاك ما زال في تصاعد، لافتًا إلى أن الأرقام الحالية تعني أن الحديث عن ذروة الطلب على النفط في الصين بين عامَي 2025 و2027 غير منطقي وغير مستند إلى أدلة موضوعية.

وأضاف: "عندما يُقال إن سبب هذا الانخفاض المحتمل هو ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية، فالسؤال الذي يفرض نفسه: لماذا الحديث عن المبيعات وليس عن عدد المركبات الكهربائية على الطرق؟ زيادة المبيعات لا تعني تلقائيًا انخفاضًا في استهلاك النفط".

جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها أنس الحجي عبر مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، تحت عنوان: "‏‏‏‏‏‏‏‏‏هل الاتفاق التجاري بين ترمب والاتحاد الأوروبي على حساب العرب؟".

السيارات الكهربائية في الصين

قال أنس الحجي، إن عدد السيارات الكهربائية في الصين -وفقًا للبيانات الرسمية- يبلغ نحو 30 مليون سيارة بمختلف أنواعها، ويصل تأثيرها المباشر في الطلب على النفط لنحو 700 إلى 750 ألف برميل يوميًا فقط.

وأضاف: "هذا رقم كبير من حيث المبدأ، لكنه لا يفسّر ذروة في الطلب، بل إن بعض هذه الكمية يجب خصمها أيضًا؛ لأن عملية تصنيع المركبات الكهربائية تستهلك كميات إضافية من النفط لا تستهلكها السيارات العادية".

السيارات الكهربائية الصينية

وأشار مستشار تحرير الطاقة إلى أن التحليلات الإحصائية تُظهر أن نحو 75% من التباطؤ في نمو الطلب على النفط في الصين يُعزى إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، وليس إلى السيارات الكهربائية، مؤكدًا شكه في دقة الرقم المعلن.

وكشف عن وجود ما وصفه بـ"فضيحة" في آليات الدعم الحكومي للسيارات الكهربائية في الصين، إذ إن القانون الصيني يشترط أن يكون عداد السيارة صفرًا للحصول على الإعانة، وهو ما استُغل عبر تصفير عدادات سيارات مستعملة وبيعها مجددًا كأنها جديدة للحصول على الدعم.

وتابع: "هذا الأسلوب سمح ببيع السيارة نفسها مرات متعددة، وتقاسم الدعم بين أطراف متعددة من المصنع إلى الوكيل ثم إلى الموظفين الحكوميين".

ومن ثم، فإن التلاعب لا يتوقف عند السوق المحلية، بل يمتد إلى صادرات السيارات، إذ إن الدعم يُمنح فقط على السيارات التي تُباع داخل الصين، ما دفع بعض الشركات إلى تسجيل السيارات محليًا، والحصول على التأمين والدعم، ثم تصديرها في اليوم نفسه إلى أسواق مثل البرازيل وأوروبا، فتُحسب السيارة مرتَيْن: الأولى مبيع محلي والأخرى تصدير خارجي.

وشدد على أن هذا التلاعب يجعل الأرقام الرسمية محلّ شك، ويُظهر مبالغة كبيرة في تقديرات تأثير السيارات الكهربائية على استهلاك النفط.

الأمن القومي للصين أولًا.. وليس المناخ

قال أنس الحجي إن هناك سوء فهم واسعًا للسياسات الصينية في الغرب، إذ إن ما يُنظر إليه على أنه "تناقض" بين التوسع في استعمال الفحم والالتزامات المناخية هو في الواقع جزء من إستراتيجية صينية واضحة تركّز على الأمن القومي.

وأوضح أن بكين تتوقع مواجهة اقتصادية قاسية من الغرب، لذلك تعمل على تخزين كل ما يمكن من سلع وطاقة، بما في ذلك النفط والغاز والفحم والمعادن والمنتجات الزراعية.

وأكد خبير اقتصادات الطاقة أن الصين وصلت مؤخرًا إلى أعلى مستوى من مخزونات النفط في تاريخها، وهو ما يعكس هذا التوجّه.

مخزونات النفط في الصين

وأشار إلى أن الحكومة الصينية طلبت من جميع شركات الطاقة زيادة الإنتاج المحلي بغض النظر عن التكلفة، ما أسفر عن زيادات غير مسبوقة في إنتاج النفط والفحم والغاز، إلى جانب توسّع ضخم في قدرات الطاقة المتجددة، لا سيما الشمسية والرياح.

وأضاف أن "الصين تركّز على مصادر الطاقة المحلية، لأن هذا يخدم الأمن القومي، وليس لأسباب مناخية كما يُروّج له في الإعلام الغربي".

الحرب التجارية بين الصين وأميركا

تناول أنس الحجي جانبًا من الحرب التجارية بين الصين وأميركا، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة استعملت ورقتَي النفط والغاز المسال في المفاوضات، لكن الصين ردت بالامتناع عن الاستيراد من أميركا، وتحديدًا فيما يتعلق بغاز الإيثين، الذي تعتمد عليه بكين في صناعة البتروكيماويات.

وتابع: "غاز الإيثين منتج حساس لا يمكن تصديره إلا من دول تمتلك بنية تحتية متخصصة مثل الولايات المتحدة، لكن الصين لجأت إلى بديل إستراتيجي يتمثّل في (النافثا)، وهو منتج نفطي يمكن استيراده من دول الخليج وغيرها، ما يفسّر زيادة واردات الصين من النافثا في المدة الأخيرة".

سفن نقل النافثا للتصدير
سفن نقل النافثا للتصدير - الصورة من "ذا جابان تايمز"

وأوضح أنس الحجي أن "الصين لم تلجأ إلى النافثا بسبب زيادة نموها الاقتصادي أو طفرة في السيارات الكهربائية، بل كونه خيارًا بديلًا عن الإيثين الأميركي، ضمن إستراتيجية أوسع لفك التبعية للولايات المتحدة".

وأكد أن كل التحركات الصينية في مجال الطاقة تهدف إلى تعزيز الأمن القومي، وليس خدمة أجندات مناخية.

وقال: "عندما نحلّل السياسات الصينية، يجب ألا نبحث عن التناقضات بين الفحم والطاقة الشمسية، بل نفهم أن هناك سياسة واحدة فقط: الصين أولًا.. وأمنها القومي فوق كل اعتبار".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وكيل تعليم الوادى الجديد يتابع اختبارات القبول للراغبين فى الالتحاق بالمدرسة الرياضية
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة