تتصاعد حدة التوتر في العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والإمارات، لتصل إلى مرحلة فارقة بإعلان تل أبيب إجلاء معظم دبلوماسييها من سفارتها في أبوظبي.
جاء هذا القرار الحاسم بعد تحذير أمني من المستوى الثالث أصدره المجلس القومي الإسرائيلي للأمن، وهو ما يعكس قلقًا متزايدًا من جهود ما قالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إنهم "منظمات إرهابية" لاستهداف المصالح الإسرائيلية واليهودية.
وقد أشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" إلى أن هذه الجماعات، ومن بينها فصائل إيرانية وحماس وحزب الله، "لديها دوافع متزايدة للانتقام" في ظل تزايد المشاعر المعادية لإسرائيل بعد الحرب الأخيرة.
ووفقًا لتقرير "رويترز"، لم يصدر تعليق فوري من وزارة الخارجية الإماراتية بشأن هذه التطورات، مما يزيد من الغموض حول طبيعة التنسيق الأمني بين البلدين.
وفي الوقت نفسه، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن السفير الإسرائيلي يوسي شيلي "تجاوز خطوطًا حمراء" في أبوظبي، ما أثار استياء رسميًا من قبل الإماراتيين. وأكدت مصادر دبلوماسية للصحيفة أن "سلوك شيلي لم يكن مقبولًا".
هذا الخلاف الدبلوماسي، الذي لم يتم الإعلان عنه رسميًا في البداية، أصبح الآن في صلب الأزمة، مما يربط بين القرار الأمني الإسرائيلي والخلافات حول شخصية السفير على أعلى المستويات.
نتنياهو يتجاهل المطالب الإماراتية وسلوك دبلوماسي مثير للجدل
تتواتر الأنباء من مصادر إعلامية مختلفة حول سلوك السفير يوسي شيلي الذي كان سببًا مباشرًا في تأزم العلاقات.
وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن السفير تصرف بشكل غير لائق في أحد الأماكن العامة، مما دفع السلطات الإماراتية إلى إرسال رسالة "غاضبة" إلى إسرائيل، عبر قنوات غير رسمية، تؤكد فيها أن سلوك شيلي "غير مقبول".
كما نقلت صحيفة "هآرتس"، معلومات عن ضغوط مارسها شيلي على مواطنة برازيلية خلال فترة عمله سفيرًا في البرازيل، وهو ما زاد من الشكوك حول سلوكه الدبلوماسي.
وفقًا للتقارير، فإن الإماراتيين لم يكتفوا برسالة الغضب، بل أقدموا على تهميش السفير ومنعوه من لقاء كبار المسؤولين. هذا الإجراء الدبلوماسي القاسي، الذي أشار إليه تقرير "رويترز"، يوضح أن الإمارات كانت تأمل في استجابة إسرائيلية سريعة لتغيير السفير، لكن إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي على إبقائه في منصبه ساهم في تفاقم الأزمة.
تحذيرات أمنية وتوصيات لليهود والإسرائيليين
مع تصاعد التوترات، أصبح الأمن على رأس أولويات إسرائيل. وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن المجلس القومي للأمن رفع درجة التحذير من السفر إلى الإمارات إلى "المستوى الثالث"، وهو ما يستدعي من الإسرائيليين إعادة النظر في خطط سفرهم.
ونصح المجلس الإسرائيليين في الإمارات بتوخي الحذر الشديد، وتجنب إظهار أي رموز يهودية أو إسرائيلية، وتجنب التجمعات العامة، والإبلاغ الفوري عن أي نشاط مشبوه للسلطات المحلية.
هذا التحذير، الذي يعد الأشد منذ توقيع اتفاقيات أبراهام في عام 2020، يلقي بظلال من الشك على استقرار العلاقات بين البلدين، ويثير تساؤلات حول مستقبل التعاون الاقتصادي والأمني الذي كان يعد أحد أبرز إنجازات الاتفاقيات التي أبرمت بمباركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
