الخميس 31 يوليو 2025 | 06:22 صباحاً
أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، قرارا بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على معظم السلع المستوردة من البرازيل، في خطوة وصفها بأنها رد على ما اعتبره «حملة ممنهجة» ضد الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو.
ورغم حدة القرار، شمل بعض الإعفاءات التي طالت قطاعات حيوية مثل الطيران والطاقة وعصير البرتقال.
ورحبت الأوساط السياسية والاقتصادية في العاصمة البرازيلية برازيليا بالقرار المخفف، حيث كانت الحكومة تبذل جهودًا كبيرة منذ الإعلان الأولي عن نية ترامب فرض الرسوم في وقت سابق من الشهر الجاري، لحماية كبار المصدرين من التأثيرات السلبية.
ونتيجة لذلك، شهدت أسهم شركات كبرى مثل "إمبراير" لصناعة الطائرات و"سوزانو" لصناعة لب الخشب ارتفاعًا ملحوظًا، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".
وقال وزير الخزانة البرازيلي، روجيريو سيرون، للصحفيين: "لقد تفادينا السيناريو الأسوأ، والنتائج جاءت أقل ضررًا مما كنا نتوقع". ووفقًا للقرار الرسمي، ستدخل الرسوم الجمركية حيز التنفيذ في السادس من أغسطس المقبل، بدلاً من الأول من الشهر ذاته كما كان مقررا.
وفي وثيقة صادرة عن البيت الأبيض، تم الربط صراحة بين فرض الرسوم الجديدة وبين الإجراءات القضائية الجارية ضد الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو، الذي يواجه اتهامات بالتخطيط لانقلاب بعد خسارته في الانتخابات الرئاسية عام 2022. كما نصّ القرار على فرض عقوبات مباشرة على قاضٍ بالمحكمة العليا البرازيلية، تتهمه واشنطن بالتورط في اعتقالات تعسفية وتقييد حرية التعبير.
رغم الطابع العقابي للقرار، فقد استثنى عددًا من السلع البرازيلية الأساسية من الرسوم الجديدة، من بينها الطائرات المدنية، والحديد الزهر، والمعادن الثمينة، ولب الخشب، ومنتجات الطاقة، والأسمدة.
وأوضح رافائيل فافيتي، الشريك في شركة "فاتو إنتليجنسيا بوليتيكا" للاستشارات السياسية، أن هذه الاستثناءات جاءت استجابة لمخاوف الشركات الأمريكية التي ضغطت على الإدارة الأمريكية من أجل تخفيف القيود، وليس نتيجة لتراجع سياسي من ترامب.
وأشار فافيتي إلى أن الدبلوماسية البرازيلية لعبت دورًا فاعلًا في هذا الإطار، عبر تحفيز الشركات الأمريكية على الضغط على صنّاع القرار من خلال إظهار التأثيرات الاقتصادية المحتملة لهذه الرسوم.
من جانبه، صرّح وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا أنه التقى نظيره الأمريكي ماركو روبيو، وأعرب خلال اللقاء عن استعداد بلاده للانخراط في مفاوضات جديدة بشأن الرسوم الجمركية، في خطوة تعيد فتح قنوات الحوار التي توقفت منذ يونيو الماضي.
ورغم أن القرار شمل إعفاءات مؤثرة، يرى وزير التجارة البرازيلي السابق، ويلبر بارال، أن الوقت لا يزال مبكرًا للاحتفال، مشيرًا إلى أن البرازيل تصدّر نحو 3 آلاف منتج مختلف إلى الولايات المتحدة، ما يعني أن العديد منها ما زال غير مشمول بأي إعفاء.
ووفقًا لتحليل أجرته غرفة التجارة الأمريكية في البرازيل، فإن نحو 700 منتج فقط من أصل إجمالي الصادرات البرازيلية إلى الولايات المتحدة، تم إعفاؤها من الرسوم المرتفعة، وهو ما يعادل 43.4% من القيمة الإجمالية لهذه الصادرات.
وفي تطورات إيجابية محدودة، أعلنت مجموعة الضغط النفطية "آي بي بي" استئناف شحنات النفط إلى السوق الأمريكية بعد إدراج منتجاتها ضمن قائمة الإعفاءات، كما أكدت مجموعة "إبرام" المعنية بقطاع التعدين أن 75% من صادرات هذا القطاع حظيت بإعفاء من الرسوم الجديدة.
لكن بالمقابل، لم يشمل القرار أي إعفاءات لصادرات البرازيل من لحوم البقر أو القهوة، وهما من أبرز المنتجات التي تعتمد عليها البرازيل في تجارتها مع الولايات المتحدة. وفي هذا السياق، أعلنت رابطة مصدري القهوة البرازيلية "سيكافيه" أنها ستواصل جهودها للضغط من أجل إدراج القهوة ضمن قائمة السلع المعفاة من الرسوم الجمركية خلال المرحلة المقبلة.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
