
شهدت عدد من المحافظات سلسلة من حوادث انهيار العقارات السكنية، ما يعيد إلى الواجهة ملف المباني الآيلة للسقوط وسلامة المنشآت القديمة، وسط تساؤلات عن دور الجهات الرقابية ومدى الالتزام بالاشتراطات الإنشائية.
في القاهرة، انهار عقار مكوَّن من أربعة طوابق بمنطقة مصر القديمة، أعقبه بساعات حادث مماثل في حي الساحل، حيث سقط عقار آخر مكوَّن من ثلاثة طوابق بشكل مفاجئ، وأدى الحادثان إلى إصابات، فيما لا تزال أعمال البحث جارية عن مفقودين.
لم تقتصر الكارثة على العاصمة، إذ شهدت قرية الدبابية التابعة لمركز إسنا بمحافظة الأقصر، انهيار منزل مأهول بالسكان، وتعرضت أسرة بالكامل لخطر الموت، قبل أن تنجو بأعجوبة من تحت الركام وأثارت الحادثة حالة من القلق بين أهالي الصعيد، الذين يطالبون بإجراءات فورية لحصر العقارات المهددة.
هذه الوقائع المتتابعة تعكس أزمة متجذرة، تتعلق بالبناء غير المرخص، أو العقارات القديمة التي لم تخضع لصيانة حقيقية، في ظل تزايد الكثافة السكانية، وتحديات العمران العشوائي، ما يفرض تحركًا عاجلًا من السلطات المختصة لتفادي كوارث محتملة قد تودي بحياة أبرياء.
انهيار عقار سكني من 4 طوابق بمصر القديمة
شهدت منطقة مصر القديمة بمحافظة القاهرة، صباح اليوم، حادثًا مأساويًا، إثر انهيار عقار سكني مكوّن من أربعة طوابق، ما أسفر عن حالة من الذعر بين الأهالي، وسط مخاوف من وجود ضحايا تحت الأنقاض.
وتلقت غرفة عمليات النجدة بلاغًا عاجلًا يفيد بانهيار العقار، وعلى الفور، انتقلت قوات الحماية المدنية والإنقاذ البري إلى موقع الحادث، برفقة سيارات الإسعاف، وتم فرض كردون أمني حول المكان لتأمين المنطقة.
وباشرت فرق الإنقاذ أعمال رفع الأنقاض، وتمكنت من انتشال عدد من المصابين، فيما لا تزال أعمال التمشيط مستمرة للبحث عن أي مفقودين محتملين، مع مشاركة عدد من الأهالي في جهود الإغاثة.
وأكدت الجهات المختصة أن التحقيقات الأولية بدأت بالفعل للوقوف على أسباب الانهيار، والتأكد من سلامة العقارات المجاورة، كما تم إخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات القانونية اللازمة.
وينتظر أن تصدر محافظة القاهرة بيانًا رسميًا يتضمن التفاصيل الكاملة للحادث، وعدد المصابين والضحايا، والإجراءات التي سيتم اتخاذها تجاه العقار المنهار والمباني المجاورة له.
عقار الساحل
شهدت منطقة الساحل بمحافظة القاهرة، صباح اليوم، حادثًا مروعًا إثر انهيار عقار سكني مكوَّن من ثلاثة طوابق بشكل مفاجئ، ما أسفر عن سقوط عدد من السكان تحت الأنقاض.
تعود تفاصيل الواقعة إلى تلقي غرفة عمليات النجدة بلاغًا من الأهالي، بانهيار العقار داخل نطاق قسم شرطة الساحل وعلى الفور، انتقلت الأجهزة الأمنية مدعومة بقوات الحماية المدنية، وفرق الإنقاذ البري، وعدد من سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث.
نجحت فرق الإنقاذ في انتشال مصابين اثنين من أسفل الأنقاض، وتم نقلهما إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، فيما لا تزال عمليات البحث والتمشيط جارية بحثًا عن مفقودين محتملين.
من جانبها، فرضت قوات الأمن كردونًا أمنيًا بمحيط العقار المنهار، وتم إخلاء العقارات المجاورة كإجراء احترازي لحين التأكد من سلامتها الإنشائية كما بدأت النيابة العامة التحقيقات لمعرفة أسباب الحادث، والتأكد من وجود تراخيص أو شكاوى سابقة تتعلق بسلامة العقار.
وينتظر صدور بيان رسمي يوضح أعداد الضحايا والمصابين، بالإضافة إلى نتائج التحقيق الأولية، في الوقت الذي يواصل فيه رجال الإنقاذ جهودهم لرفع الأنقاض وإنقاذ الأرواح.
عقار مأهول بالسكان في قرية الدبابية بالأقصر
شهدت قرية الدبابية التابعة لمركز إسنا بمحافظة الأقصر، امس الخميس، حادثًا مأساويًا، إثر انهيار عقار سكني مأهول بالسكان، وسط حالة من الذعر بين الأهالي، ومخاوف من وجود ضحايا تحت الأنقاض.
تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا يفيد بانهيار منزل مكوَّن من طابقين في إحدى العزب التابعة للقرية، وعلى الفور انتقلت قوات الحماية المدنية والإنقاذ البري إلى موقع الحادث، بصحبة سيارات الإسعاف، لمباشرة أعمال الإنقاذ والبحث.
تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال عدد من السكان، بينما لا تزال أعمال التمشيط والبحث مستمرة، في ظل تضارب المعلومات حول عدد المفقودين أو المصابين حتى الآن. وتم فرض طوق أمني حول موقع العقار المنهار، وتم إخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
وفي واقعة متزامنة بنفس القرية، تعرض منزل آخر للانهيار الكامل، وكان يقطنه أرملة وأطفالها الأربعة وبفضل العناية الإلهية، نجت الأسرة دون وقوع إصابات، وسط مطالبات من الأهالي بسرعة توفير سكن بديل لهم بعد أن أصبحوا بلا مأوى.
وتعمل الأجهزة المعنية حاليًا على فحص حالة المباني المجاورة والتأكد من سلامتها، لمنع تكرار الحادث، مع انتظار نتائج التحقيقات الرسمية التي ستكشف عن أسباب الانهيار.
أزمة حقيقية في ملف العقارات
تعليقًا على حوادث الانهيارات المتكررة، أكد الدكتور حمدي عرفة، أستاذ الإدارة الحكومية والمحلية والخبير الاستشاري للبلديات الدولية، أن مصر تواجه أزمة حقيقية في ملف العقارات الآيلة للسقوط، ولا يمكن الاستمرار في التعامل معها كحوادث فردية أو معزولة.
وأوضح عرفة، أن جذور الأزمة تعود إلى مجموعة من الأسباب المتشابكة، تبدأ بوجود قوانين قديمة لم تعد مناسبة للتعامل مع الواقع العمراني الحالي، إلى جانب ما وصفه بوجود "فساد في بعض الإدارات الهندسية"، وغياب المتابعة والمساءلة الحقيقية داخل منظومة الإدارة المحلية.
وأشار إلى أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق المحافظين والأجهزة التنفيذية في المحليات، والتي – بحسب تعبيره – لم تُحسن إدارة ملف تراخيص البناء أو مواجهة ظاهرة البناء المخالف، ما تسبب في تفاقم الأزمة وتهديد حياة المواطنين.
وكشف عرفة عن تقارير رسمية صادرة عن المركز القومي لبحوث البناء والإسكان تؤكد وجود ما يقرب من 121 ألف عقار معرض للانهيار بسبب تدهور حالتها الإنشائية، بينما أفاد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بأن هناك نحو 98 ألف عقار آيل للسقوط فعليًا في مختلف المحافظات.