نظمت مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان "قراءة القراءة في مصر"، اليوم الجمعة، ضمن فعاليات معرضها الدولي للكتاب في دورته العشرين، بمشاركة الدكتور ياسر ثابت؛ مستشار قناة القاهرة الإخبارية، وعمرو فتحي؛ مدير إدارة النظم والمعلومات بغرفة الصناعات الكيماوية باتحاد الصناعات المصرية، وقدمها علاء عبد الهادي؛ المستشار الإعلامي لمكتبة الإسكندرية.
أشار علاء عبد الهادي، إلى أن التحدث عن القراءة في مصر يتم بأسلوب جلد الذات والتهكم، وبشكل دائم يتم مقارنة أرقام متوسط القراءة بين مصر ودول أخرى مثل أمريكا، مضيفًا: "بلا شك يوجد مشكلات متعددة حول القراءة ولكنها ليست بهذا السوء الذي نتحدث به عن أنفسنا والدليل على ذلك مشاهدات كثيرة".
٢٠٠٠ متسابق يتقدمون إلى مسابقة خاصة بالقراءة في المعرض
وتطرق "عبد الهادي" إلى الإقبال على معارض الكتب، وكذلك الإقبال الكبير من المتقدمين لمسابقات القراءة في العالم العربي ويأتي في الصدارة القراء المصريين، مشيرًا إلى أن مكتبة الإسكندرية احتفت أمس بمسابقة القراءة، والتي تقدم لها ٢٠٠٠ متسابق وفاز ١٠٠ قارئ، كما استحدثت هذا العام "مقرأ خانة".
وشجع "عبد الهادي" الشباب على القراءة حتى يتعرفوا على أنفسهم وعلى العالم حولهم وليس لمجرد أن يُطلق عليهم مثقفين وقراء، وأن يبدأوا بالقراءة في المجالات التي يحبونها ثم ينتقلون للقراءة في كل المجالات والتخصصات، داعيًا إلى زيارة موقع مكتبة الإسكندرية التي تزخر بآلاف الكتب في مختلف التخصصات.
وتحدث عمرو فتحي، عن كتابه "قائمة القراءة" الذي يقدم من خلاله ترشيحات كبار الكُتاب لأهم وأجمل الكتب، موضحًا أن فكرة الكتاب كانت بالاشتراك مع دار النشر، ومؤكدًا أنه أثناء العمل على الكتاب تعرف على كتب لم يكن يعرف عنها الكثير وكذلك تعرف على كُتاب كبار من جميع الأجيال.





وأوضح "فتحي" أنه تعرف على ترشحات الكُتاب الراحلين من خلال مصادر صحفية أو لقاءات تلفزيونية، أما الكُتاب الحاليين فقد حرص على مقابلتهم للتعرف على ترشيحاتهم، مشيرًا إلى أن المناخ الحالي في مصر بخصوص ترشيحات الكتب غير صحي وبها تحيزات لبعض دور النشر أو الكُتاب وفقًا لمشاهير موقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف "فتحي" أن الشخصية التي أدهشته خلال العمل على الكتاب هو الكاتب سعيد الكفراوي لقراءته كتب من جميع الاتجاهات ولديه قدرة على جذب الانتباه لما يكتبه، كما أنه يمتلك وفاء لكل الكُتاب الذين قرأ لهم.
فيما قال د. ياسر ثابت، إن النقطة الأساسية التي دفعته للكتابة هي الشغف وفي بداية عمله أهتم بالكتابة الصحفية التي وصفها بـ"الاستهلاكي ولكن مع تنوع الاهتمامات الشخصية في القراءة في مجالات متنوعة، وجد نفسه يريد الكتابة بعد كل هذه الأفكار التي تكونت في عقله، ناصحًا الشباب بقراءة ١٠ أضعاف ما يريد كتابته فبدون القراءة سوف يخرج الكتاب هشًا.
وأضاف "ياسر" أن البداية بالنسبة له عندما كان يدرس الماجستير في بريطانيا حينما اكتشفت أن التاريخ المصري ضائع حيث يواجه مشكلة كبرى من وجود منقولات وكلام شفهي مرسل، لذلك سعى إلى إعادة توثيق هذا التاريخ، مؤكدًا على أهمية وجود أمانة في النقل والاقتباس وتوثيق المصادر.
وأكد "ثابت" أن حركة القراءة في مصر نشطت خلال السنوات الأخيرة، ومعارض الكتب دلالة على تصاعد القراءة ولكن السؤال ماذا يقرأون حيث إن اتجاهات القراءة تحددها الموضة، مشيرًا إلى أن كل الأقاليم والمحافظات أكثر قراءة من العاصمة.
وأوضح "ثابت" أن عالم مواقع التواصل الاجتماعي فتحت الأبواب لأشخاص يملكون موهبة ويحتاجون إلى نافذة ولكنها فضحت الكثيرين، داعيًا الشباب إلى القراءة لما لها من تأثير على شخصياتهم وطريقة تعاملهم مع الأخرين.
جدير بالذكر أن فعاليات الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب تتواصل خلال الفترة من 7 إلى 21 يوليو الجارى، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحادي الناشرين المصريين والعرب، في مقر المكتبة على كورنيش الإسكندرية وبالتوازي في القاهرة في "بيت السناري" بحي السيدة زينب، و"قصر خديجة" بحلوان.
وتقدم 79 دار نشر مصرية وعربية أحدث إصداراتها بخصومات متميزة لرواد المعرض، وعلى هامش المعرض يتم تقديم 215 فعالية ثقافية، ما بين ندوات وأمسيات شعرية وورش متخصصة، بمشاركة قرابة 800 مفكر ومثقف وباحث ومتخصص في شتى مناحى الإبداع والعلوم الإنسانية والتطبيقية.