أعلنت القناة 14 الإسرائيلية، اليوم الخميس 17 يوليو 2025، أن منظومة القبة الحديدية اعترضت صاروخين تم إطلاقهما من شمال قطاع غزة باتجاه مستوطنات غلاف غزة، في حين دوت صافرات الإنذار في مدينتي سديروت ونير عام، مما أدى إلى حالة من الاستنفار داخل البلدات المستهدفة.
في وقت لاحق، أصدرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بيانًا أعلنت فيه مسؤوليتها عن القصف، مشيرة إلى أنها استهدفت بالصواريخ مناطق سديروت ومفلاسيم ونيرعوز، مؤكدة أن الهجوم يأتي ردًا على "الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة" ضد قطاع غزة.
الهجوم يعكس استمرار حالة التوتر على جبهة غزة رغم محاولات التهدئة. فالقصف يحمل دلالات مزدوجة، عسكرية ورمزية، تسعى من خلالها سرايا القدس لإثبات حضورها الميداني والرد على العمليات الإسرائيلية المتكررة، دون التسبب في تصعيد شامل يخرج عن السيطرة. ويبدو أن الحركة تعتمد تكتيك الرد المحدود المدروس، بما يضمن استمرار الضغط على إسرائيل دون استدراج رد عسكري واسع.
رد إسرائيلي
في المقابل، من المرجح أن ترد إسرائيل بأسلوبها التقليدي عبر تنفيذ غارات جوية على مواقع إطلاق أو منشآت تدريب، مع الحرص على ضبط مستوى الرد لتفادي فتح أكثر من جبهة في ظل توترات متزامنة مع سوريا ولبنان.
الحدث يعيد تسليط الضوء على الهشاشة الأمنية التي تعيشها المناطق الحدودية في جنوب إسرائيل، وعلى قدرة الفصائل الفلسطينية على استغلال الثغرات والفراغات التكتيكية لإيصال رسائلها تحت سقف الردع.
في ظل هذه التطورات، يعيش المدنيون في قطاع غزة حالة ترقب مشوبة بالقلق، خشية أن تتحول هذه المناوشات المحدودة إلى جولة عنف موسعة، خاصة إذا أسفر الرد الإسرائيلي عن سقوط ضحايا. كما أن سكان مستوطنات الغلاف يواجهون اضطرابات في حياتهم اليومية بسبب تكرار دوي صافرات الإنذار، الأمر الذي يعيد إلى الواجهة جدل "الأمن مقابل الهدوء" داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية.
