ترامب , في تطور مفاجئ ومثير للجدل في المنطقة، أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قلقه إزاء التصعيد الإسرائيلي الأخير، عقب الهجوم الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة، والذي وصفته إسرائيل بأنه استهدف “قيادات بارزة في حركة حماس”. وجاءت تصريحاته في وقت حساس، قبيل انعقاد القمة العربية الاستثنائية في الدوحة، مما أعطى الموضوع بُعدًا دبلوماسيًا وإقليميًا واسعًا.

تحذيرات ترامب: “توخوا الحذر”
وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين، شدد الرئيس الأمريكي على ضرورة أن “تكون إسرائيل حذرة وتفكر مليًا في من تهاجمه”، في إشارة مباشرة إلى الضربة العسكرية التي طالت العاصمة القطرية. وأضاف: “يجب فعل شيء تجاه حماس، لكن على إسرائيل أن تتوخى الحذر وتفكر جيدًا في عواقب أفعالها”، محذرًا من أن التصرفات غير المحسوبة قد تؤدي إلى زعزعة أكبر للاستقرار الإقليمي.
ورغم مواقفه المعروفة بدعم إسرائيل خلال فترة رئاسته، فإن هذه التصريحات تمثل تحولًا نسبيًا، أو على الأقل محاولة للتوازن بين دعم الحلفاء التقليديين ومراعاة المصالح الأمريكية الأوسع في المنطقة، لا سيما مع تزايد أهمية العلاقات مع دول الخليج وعلى رأسها قطر.

ترامب يشيد بقطر ودورها الإقليمي
وفي ذات السياق، أثنى الرئيس الأمريكي على الشراكة الأمريكية القطرية، واصفًا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بأنه “شخص رائع”، ومؤكدًا أن “قطر حليف مهم للولايات المتحدة في الشرق الأوسط”. تأتي هذه التصريحات لتؤكد العلاقة المتينة بين واشنطن والدوحة، خصوصًا في ملفات تتعلق بمكافحة الإرهاب، والطاقة، واستضافة المفاوضات بين الأطراف الإقليمية.
كما تشير المصادر إلى أن البيت الأبيض استضاف مؤخرًا رئيس وزراء قطر في لقاء غير معلن، ما يعكس الحراك الدبلوماسي المكثف بين الجانبين، خاصة في ظل التطورات الراهنة في غزة والمنطقة ككل.

قطر ترد بغضب وتتهم إسرائيل بـ”إرهاب الدولة”
من جانبها، أدانت قطر بشدة الهجوم الإسرائيلي على أراضيها، واعتبرته انتهاكًا سافرًا للقانون الدولي ولسيادة الدول. وقال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، إن “العدوان الإسرائيلي الهمجي لا يمكن وصفه إلا بأنه إرهاب دولة”، مؤكدًا أن استهداف الدوحة أثناء استضافتها مفاوضات تتعلق بغزة، يوضح أن إسرائيل تسعى لإفشال أي مسار تفاوضي.
وأضاف الوزير أن هذا الهجوم لم يكن مجرد خرق للسيادة الوطنية، بل اعتداء مباشر على مبدأ الوساطة، الذي تعتبره قطر حجر الزاوية في دبلوماسيتها الإقليمية. وأشار إلى أن “ما يشجع إسرائيل على هذا السلوك هو عجز المجتمع الدولي عن محاسبتها”، مؤكدًا في الوقت ذاته أن “المنطقة لن تشهد أمنًا أو استقرارًا طالما لم ينل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة”.