مع بدء تنفيذ تعديلات قانون الإيجار القديم لعام 2025، تجدد الجدل بشأن مصير الوحدات السكنية بعد وفاة المستأجر الأصلي.
هذه التعديلات جاءت لتضع إطاراً تنظيمياً واضحاً ينهي عقوداً من النزاعات بين الملاك والورثة، من خلال إرساء قواعد صارمة تستند إلى الإقامة الفعلية لتحديد علاقة الطرفين.
بموجب الأحكام الجديدة، لم يعد عقد الإيجار يمتد تلقائياً كما كان في الماضي، بل بات خاضعاً لضوابط دقيقة تحدد شروط الانتقال وفقاً لواقع الإقامة داخل العقار.

التغير في توريث عقود الإيجار القديم
القانون المعدل أعاد ترتيب العلاقة بطرق جوهرية، حيث ألغى الامتداد القانوني غير المشروط الذي كان يشمل الزوجة والأبناء وحتى الوالدين. وفقاً للتشريع الجديد، أصبح حق توريث عقد الإيجار مقتصراً فقط على الورثة الذين كانوا يقطنون الشقة بشكل دائم قبل وفاة المستأجر الأصلي.
هذا التعديل يعالج واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل التي طالما أثقلت كاهل المحاكم وأثرت على المجتمع بأكمله. كما يمهد الطريق لإعادة هيكلة سوق الإيجارات القديمة.

تفاصيل استرداد المالك للشقة
الإيجار القديم .. القانون الجديد حدد مجموعة من الحالات التي تسمح للمالك باستعادة وحدته بعد وفاة المستأجر، من أبرزها:
– عدم وجود ورثة يستحقون الامتداد القانوني، أي غياب الزوج أو الأبناء أو الوالدين الذين كانوا يقيمون بشكل فعلي مع المستأجر قبل وفاته.
– توقف الإقامة الفعلية، حيث يتم إثبات أن الورثة لم يكونوا يسكنون الشقة مع المستأجر قبل وفاته، مما يلغي حقهم في الامتداد.
– وصول الأبناء إلى سن الرشد أو انتقالهم للزواج أو السكن بمفردهم، وهو ما يؤدي إلى انتهاء الامتداد إلا إذا تم توقيع عقد جديد مع المالك.
– ترك الوحدة مغلقة لفترات طويلة أو استخدامها لأغراض غير سكنية، ما يعتبر دليلاً على انقطاع العلاقة بالعين المؤجرة.
موقف المشرع من العلاقة بين المالك والورثة
التعديلات الجديدة بقانون الإيجار القديم جاءت لتحقيق توازن بين حقوق الملاك والورثة دون أن تُسلب حقوق أي طرف. فقد حرص المشرع على ضمان حماية الأسر التي تقيم فعلياً في الشقق من التشريد أو الطرد، وفي الوقت ذاته عالج الظلم الذي تعرض له الملاك لسنوات طويلة بسبب الامتداد غير المشروط لعقود الإيجار القديم.
هذا النهج يضع أمام الجميع معادلة عادلة تحقق التوازن وتجنب أي أزمات جديدة في قطاع الإسكان، وضمان الاستقرار الاجتماعي دون المساس بحقوق الطرفين.

إجراءات استرداد الشقة المؤجرة
تتطلب الالتزام بالمسار القانوني المحدد، رغم أن القانون يمنح المالك الحق في هذا الأمر وفق شروط محددة.
لكي يتمكن المالك من استعادة الشقة، عليه تقديم دعوى قضائية لدى المحكمة المختصة، مع إرفاق الوثائق المطلوبة، مثل شهادة وفاة المستأجر، بالإضافة إلى إثبات عدم انطباق شروط امتداد العقد على الورثة المقيمين بالشقة.
وبعد التحقق من صحة الوقائع المقدمة، تصدر المحكمة حكمها عادةً لصالح المالك، مما يضمن تنفيذ القانون بشكل عادل وشفاف يراعي حقوق الأطراف كافة.