تواضروس , إستقبل قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في المقر البابوي بالإسكندرية، مجموعة من شباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من واشنطن دي سي، وذلك خلال زيارتهم الروحية لمصر، بصحبة القس أليشع رزق، وبحضور الأب القمص أبرآم إميل وكيل عام البطريركية.
وخلال اللقاء، تحدث قداسة البابا عن ثلاث ركائز أساسية في بناء شخصية الشاب المسيحي وهي:
المحبة التي تبدأ من الداخل وتنعكس في التعامل مع الآخر
الأمانة في العمل والعلاقات والخدمة
الطهارة والنقاوة في الجسد والفكر والسلوك
وأشار القس موسى إبراهيم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إلى أن البابا تواضروس استمع لأسئلة الشباب وناقشهم بروح الأبوة والاحتواء، مشجعًا إياهم على التمسك بالهوية القبطية والانفتاح الواعي على العالم.
نصائح البابا تواضروس لشباب الإسكندرية: كن مثل أثناسيوس
في لقاء آخر مع شباب الإسكندرية، قدّم البابامجموعة من الرسائل الروحية العميقة، دعاهم فيها إلى الامتلاء من الكنيسة، والاستفادة من تعليمها وحياتها الليتورجية، مؤكدًا أن هذا الشبع هو الزاد الحقيقي لمواجهة تحديات العصر.
وقال قداسته:
“اشبع بالكنيسة وادرس وتعلم لتصير مثل أثناسيوس.”
وأشار إلى أن المعرفة والتعليم هما سلاح الشباب في مواجهة التيارات الفكرية المنحرفة، مستشهدًا بما فعله القديس أثناسيوس الرسولي الذي تصدى للهرطقات في سن مبكرة، لأنه كان مشبعًا بالإيمان ومؤسسًا علميًا وروحيًا.
كما نبه إلى خطورة الجهل أو التراخي في المعرفة الروحية، ضاربًا مثالاً بما حدث مع آريوس الذي حرّف كلمة واحدة فغيّر المعنى العقيدي بأكمله.
البابا تواضروس عن الكنيسة القبطية… صخرة الإيمان في وجه الزمن
أعرب قداسته خلال اللقاء عن ثقته العميقة في قوة وثبات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وقال:
“أتعجب ممن يخافون على الكنيسة، فكنيستنا مثل الجبل، لا يؤثر فيها أحد، بل هي التي تؤثر في العالم، فهي كنيسة معلمة وشهداء، حفظت إيمانها عبر العصور.”
وتحدّث عن عراقة الكنيسة القبطية التي تمتد لأكثر من ألفي عام، معتبرًا هذا العمق التاريخي شهادة حية على صلابة الإيمان الأرثوذكسي. وأضاف:
“أشكر الله أن نعيش في كنيسة عمرها ٢٠٠٠ سنة، في حين أنني ألتقي بمسؤولي كنائس لا يتجاوز عمرها خمسين عامًا. حتى الكنيسة الروسية الأرثوذكسية الأكبر عددًا عمرها ١٠٠٠ سنة فقط، وهذا يبرز عظمة كنيستنا وبلادنا.”
