اقرأ في هذا المقال
- جهود الكهربة التقليدية في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى غير متوافقة مع الواقع السكاني
- %62 من السكان المحرومين من الكهرباء يعيشون على بُعد ساعة واحدة من مركز حضري
- يُشار إلى فقر الطاقة عادةً بصفته ظاهرة ريفية، ما يعزّز نهجًا استثماريًا متشعبًا
- المناطق القريبة من المناطق الحضرية تُمثّل محورًا أساسيًا لتحدّي فقر الطاقة
يعتمد تخطيط الكهرباء في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى على تصنيفات مُبسّطة تُغفل الاعتبارات السكانية والاقتصادية.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع، استعرض بحث بعنوان "منظور جغرافي مكاني لإستراتيجية الكهربة في تحضر أفريقيا" الجوانب المختلفة لربط التجمعات السكانية بشبكات الكهرباء.
ركّزت جهود عالمية كبيرة لتحقيق الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة على توسيع نطاق توفير الكهرباء لسكان المناطق الريفية النائية ومنخفضي الدخل.
رغم ذلك، فإن المشهد الحضري المتطور للقارة الأفريقية يطرح حقائق مكانية جديدة تتحدى ثنائية الريف والحضر التقليدية.
احتياجات الطاقة
تتميز مناطق عديدة في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حاليًا، بكثافات سكانية متزايدة، وتنوّع في الملامح الاقتصادية، وتوسُّع في المناطق شبه الحضرية، ما يكشف مجموعة واسعة احتياجات الطاقة من التي غالبًا ما تُغفل.
ومع ذلك، ما يزال تخطيط الكهرباء في دول أفريقيا جنوب الصحراء يعتمد على تصنيفات مُبسّطة للغاية تُخفي هذا التعقيد المتزايد.
ومن خلال تطبيق إطار جغرافي مكاني يُحدّد المناطق غير المُزوّدة بالكهرباء عبر سلسلة متصلة من 30 فئة بين المناطق الريفية والحضرية، يُسلّط البحث الضوء على مواطن تركيز فجوات الوصول إلى الكهرباء وأسبابها.

الكهربة في أفريقيا
أصبحت جهود تخطيط الكهرباء في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، التي ركّزت على توسيع الشبكة الكهربائية إلى المناطق الريفية أو على النشر المُنعزل لتقنيات خارج الشبكة، غير مُتوافقة مع الواقع السكاني للقارة.
وعلى الرغم من أن المرافق تواجه قيودًا مالية وتقنية مستمرة، وبينما ما تزال أنظمة الطاقة الشمسية الصغيرة أو أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية محدودة في قدرتها على تحفيز التنمية التحويلية، تشير الأدلة إلى أن 62% من السكان المحرومين من الكهرباء يعيشون على بُعد ساعة واحدة من مركز حضري.
وتكشف هذه الأنماط عن عدم كفاية التعامل مع الكهربة بصفته تحديًا يقتصر على مناطق نائية أو قليلة السكان، ما يُبرز الحاجة إلى إعادة النظر في الافتراضات المضمنة في السياسات الوطنية وإستراتيجيات التنمية الدولية.
فقر الطاقة في أفريقيا
يُشار إلى فقر الطاقة في أفريقيا، عادةً، بصفته ظاهرة ريفية، ما يعزّز نهجًا استثماريًا متشعبًا: شبكة مركزية للمراكز الحضرية وتقنيات موزعة للأطراف الريفية.
في المقابل، فإن التحضر المستمر يُنشئ نماذج هجينة من المستوطنات ذات أنماط معقّدة من حيث التنقل والطلب واستعمال الأراضي، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وبالنسبة للمدن الصغيرة والمتوسطة الحجم (20 ألفًا -250 ألف نسمة)، إذ يكون النمو الحضري أكثر وضوحًا، فإن هذا الإطار القديم يُخاطر بسوء توزيع موارد البنية التحتية الشحيحة وإهمال الطلب المتزايد على الكهرباء في المناطق الحضرية.
معالجة القيود بين الريف والحضر
لا ينبغي بعد الآن قبول الثنائية بين الريف والحضر -التي استُعملت مدّةً طويلة لتحديد أهلية الخدمة واختيار التكنولوجيا - دليلًا تخطيطيًا مناسبًا.
بدوره، فإن توافر البيانات والأطر الجغرافية المكانية عالية الدقة، مثل (مناطق مستجمعات المياه الحضرية والريفية)، يُمكّن المخططين من النظر في سلسلة متصلة من 30 فئة من أنواع المستوطنات، بناءً على وقت السفر إلى المراكز الحضرية.
وتتيح الأدوات وضع نماذج أكثر دقة لاحتياجات البنية التحتية دون المبالغة في تبسيط الحقائق المكانية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات الأفريقية.

المحرومون من الكهرباء
كشف البحث أن غالبية السكان المحرومين من الكهرباء يعيشون في مستوطنات حضرية أو بالقرب منها، وليس في مناطق نائية.
ويقيم 57% من السكان المحرومين من الكهرباء على بُعد ساعة واحدة من مدينة أو بلدة، بينما يعيش 8% فقط في مناطق تبعد أكثر من 3 ساعات عن مركز حضري.
وهذا يُخالف الرواية السائدة القائلة بأن الحلول غير المتصلة بالشبكة يجب أن تكون ريفية في المقام الأول، ما يُشير إلى أن المناطق القريبة من المناطق الحضرية تُمثّل محورًا أساسيًا لتحدّي فقر الطاقة.
أولويات إستراتيجية الكهرباء في دول أفريقيا جنوب الصحراء
بالنظر إلى تسارع التحضر وتطور أنماط الاستيطان، يجب أن تُراعي إستراتيجية الكهربة أماكن إقامة السكان حاليًا، وأماكن انتقالهم، وطريقة ارتباطهم اقتصاديًا واجتماعيًا بالمراكز الحضرية.
ويسمح الفهم المكاني الأكثر تفصيلًا -المُتاح من خلال الاستشعار عن بُعد ونماذج مستجمعات الطاقة- بتدخلات مُستهدفة تعكس الطلب الفعلي، وقرب البنية التحتية، وإمكانات النمو للمدن الناشئة.
ويدعم هذا النهج الانتقال من التخطيط التفاعلي إلى التخطيط الاستباقي للبنية التحتية.
تجدر الإشارة إلى أن التحضر يُقدّم فرصًا ومخاطر في آنٍ واحد، حيث يُركّز السكان على طرق تُقلِّل من تكلفة الكهربة للفرد، وتُمكِّن من تحقيق وفورات الحجم، وغالبًا ما يؤدي ذلك إلى مستوطنات عشوائية يصعب دمجها في خطط الكهربة الوطنية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..