أعلن أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم تغييرًا في سياسة أولوياته بشأن إمدادات الكهرباء الضخمة المتوقع توليدها خلال السنوات المقبلة، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وخصّص مشروع أستراليا-إيجا باور لينك (Australia-Asia Power Link) -المقرر بناؤه في الإقليم الشمالي بأستراليا- باكورة مبيعاته من الكهرباء النظيفة لمراكز البيانات المحلية في الإقليم.
ويستهدف أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم توصيل 4 غيغاواط من الكهرباء إلى العملاء الصناعيين في مدينة داروين عاصمة الإقليم، و1.75 غيغاواط إلى العملاء في سنغافورة عبر خط ربط كهرباء تحت الماء طوله 4.300 كيلومتر.
ومن المخطط بناء المشروع على مساحة 12 ألف هكتار، على أن يحوي محطة طاقة شمسية سعة 20 غيغاواط وبطارية لتخزين الكهرباء بسعة تخزين 35 غيغاواط/ساعة، إضافةً إلى أطول خط كهرباء تحت الماء في العالم.
*(الهكتار= 10 آلاف متر مربع).
وتُقدَّر الكلفة الإجمالية للمشروع بما يتراوح بين 35 و40 مليار دولار أسترالي (22.9 و26.2 مليار دولار أميركي).
* (الدولار الأسترالي = 0.66 دولارًا أميركيًا).
أولويات تتغير
تتطلع شركة تطوير الطاقة الشمسية صن كيبل (SunCable) المطورة للمشروع إلى إنتاج الكهرباء منه لصالح مراكز البيانات الموجودة في الموقع نفسه أو المناطق القريبة في أواخر العقد الحالي، قبل تزويد العملاء الصناعيين في مدينة دارون ثم سنغافورة.
وكانت الخطة الأصلية لمشروع الطاقة الشمسية تستهدف توصيل الكهرباء للعملاء أولًا في داروين ثم سنغافورة.
غير أن الرئيس التنفيذي لمشروع "أستراليا-إيجا باور لينك" ريان ويليمسن-بيل أعلن أن الخطة المذكورة قد تغيرت، وفق تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحفي في داروين، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف: "أساس هذا المشروع هو مورد عظيم ما يزال غير مستغل في منتصف الإقليم الشمالي الأسترالي، وهو مورد ينبغي علينا أن نستغله، ليس لمصلحتنا هناك فحسب، بل لمصلحة المنطقة بأسرها".
ويستهدف المشروع توصيل الكهرباء إلى مركز البيانات الموجودة بالقرب من الموقع في منطقة باركلي قبل أوائل العقد المقبل.
وقال ويليمسن-بيل، إن العملاء يطلبون جاهزية الكهرباء للاستعمال في غضون ما يتراوح بين 24 و36 شهرًا.
وتتعطش مراكز البيانات لكميات ضخمة من الكهرباء، ويعني انخفاض تكلفة طاقة الشمس وبطاريات تخزين الكهرباء بصفة خاصة أن عناصر المشروع ذاته تتّسم بتكلفة تنافسية، ويمكن نشرها بشكل أسهل.
موعد التشغيل
تضمنت الخطة المُعدّلة لأكبر مشروع طاقة شمسية في العالم، التي وُضعت في أغسطس/آب (2024)، اتخاذ قرار الاستثمار النهائي في عام 2027، وبدء توصيل الكهرباء إلى داروين في أوائل العقد المقبل.
أماّ المرحلة التالية، فستتضمن بناء خط نقل الكهرباء لتصدير الكهرباء إلى سنغافورة في أواخر العقد المقبل، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال ناطق باسم "صن كيبل"، إنه على الرغم من أن الشركة ما تزال ملتزمة بالرؤية الكاملة لصادرات الطاقة الشمسية إلى سنغافورة، فإن توصيل الكهرباء بشكل أسرع إلى العملاء في منطقة باركلي يعزز الثقة في المشروع، وفق تصريحات أدلى بها إلى "رينيو إيكونومي".
وأضاف: "خيار لتوصيل الكهرباء إلى مشروعات العملاء في باركلي بشكل أسرع يتيح لنا بناء زخم وتعزيز الثقة في المشروع، مع المضي قُدمًا لتوصيل الكهرباء إلى داروين وسنغافورة في جدول التسليم الخاص بنا".
وتابع: "تركيزنا الحالي واقعي، وهو بناء سعة توليد وتخزين كهرباء يمكن أن تبدأ بتزويد العملاء بالكهرباء في المدى القريب، مع وضع الأسس لنظام صادرات طاقة أكبر على المدى الطويل".
وواصل الناطق باسم صن كيبل تصريحاته بقوله: "نحن في مناقشات مكثفة مع مجموعة من المشترين المحتملين، بما في ذلك عملاء مراكز البيانات".
وزاد: "انخراطنا في السوق على مدى الأشهر الـ18 الماضية يُظهِر أن القطاع الرقمي المتعطش للكهرباء سيكون من أوائل الكيانات المبادرة في التحول إلى إمدادات الطاقة المتجددة واسعة النطاق".
التحول إلى مراكز البيانات.. لماذا؟
يأتي التحول نحو التركيز على مراكز البيانات خلال العقد الحالي بوصفها شريحة العملاء الأوائل، من منطلق سعي الشركة إلى زيادة رأس المال.
وفي أغسطس/آب الماضي، أعلنت الشركة أن مراكز البيانات كانت دائمًا جزءًا محتملًا من قاعدة عملائها.
وعكْس خدمات مراكز البيانات الأخرى، فإن تلك المراكز التي تتعامل مع التدريب على تقنية الذكاء الاصطناعي أو استنتاجاته لا تحتاج إلى أن تكون قريبة جدًا من عملائها، غير أنها تحتاج إلى كميات ضخمة من موارد الطاقة المستقرة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.تغيير في أولويات توزيع الكهرباء لدى أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم، من "رينيو إيكونومي"
2.حصص الكهرباء الموزعة على العملاء الصناعيين والعملاء في سنغافورة، من موقع "إنرجي سنترال"
