اقتربت الصورة النهائية لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2026 من الاكتمال، بعدما حجز 18 منتخبًا حتى الآن مقاعدهم في النهائيات المرتقبة، التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك في حدث استثنائي يقام لأول مرة على أرض ثلاث دول.
البطولة المقبلة تحمل طابعًا تاريخيًا، إذ ستشهد مشاركة غير مسبوقة لـ 48 منتخبًا بدلًا من 32، ما يفتح الباب أمام حضور أوسع للقارات خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية.
المغرب يكتب التاريخ من جديد
القارة السمراء خطف أنظار العالم مؤخرًا بفضل المنتخب المغربي، الذي كان أول ممثل لإفريقيا يحسم بطاقة التأهل. "أسود الأطلس" حققوا فوزًا عريضًا على النيجر بخماسية دون رد، ليضمنوا صدارة المجموعة الخامسة مبكرًا، وليواصلوا كتابة فصل جديد في مسيرتهم المضيئة، بعد إنجاز نصف النهائي التاريخي في مونديال قطر 2022.
وبجانب المغرب، تأهل منتخب تونس بعدما حقق فوزًا ثمينًا على غينيا الاستوائية بهدف نظيف في اللحظات الأخيرة، أحرزه لاعب الأهلي محمد علي بن رمضان. ليصبح بذلك "نسور قرطاج" ثاني منتخب إفريقي يصل إلى النهائيات وثالث عربي.
وفي المقابل، يستعد منتخب مصر لحسم بطاقة العبور رسميًا الشهر المقبل، عندما يواجه جيبوتي في الجولة التاسعة، وسط آمال جماهيرية كبيرة في الفوز دون انتظار الجولة الأخيرة أمام غينيا بيساو ، والتأهل إلى المونديال للمرة الرابعة في تاريخه.
الحضور الآسيوي يتعزز
القارة الآسيوية ستكون من أبرز المستفيدين من زيادة المقاعد المخصصة، إذ ضمنت حتى الآن ستة منتخبات الظهور في المونديال: اليابان، كوريا الجنوبية، إيران، أوزبكستان، الأردن، وأستراليا.
اليابان وكوريا الجنوبية واصلتا تواجدهما الدائم في الحدث العالمي، بينما عززت إيران مكانتها كإحدى القوى الكروية الإقليمية. الإنجاز الأبرز جاء عبر أوزبكستان والأردن اللذين يسجلان حضورهما الأول في تاريخ البطولة، في حين تحافظ أستراليا على سجلها المتواصل منذ انتقالها إلى التصفيات الآسيوية.
نيوزيلندا تُمثل أوقيانوسيا
كعادتها، حافظت نيوزيلندا على سيطرتها في قارة أوقيانوسيا، لتضمن البطاقة الوحيدة المخصصة للقارة.
ورغم مشاركاتها السابقة، لم ينجح المنتخب النيوزيلندي في تجاوز دور المجموعات من قبل، وهو ما يشكل له تحديًا كبيرًا لتغيير صورته في نسخة 2026.
قوة لاتينية معتادة
من قارة أمريكا الجنوبية، تأهلت ستة منتخبات حتى الآن، يتقدمها المنتخب الأرجنتيني حامل اللقب، والبرازيل صاحبة الرقم القياسي في عدد مرات التتويج (5 ألقاب)، إلى جانب أوروجواي بطلة النسخة الأولى عام 1930، ومعها كولومبيا، الإكوادور وباراجواي.
عودة كولومبيا بعد غيابها عن نسخة 2022 أضافت قوة جديدة، بينما استعادت باراجواي مكانها بعد غياب استمر ثلاث بطولات متتالية.
المستضيفون في الموعد
وبطبيعة الحال، ضمنت المنتخبات الثلاثة المستضيفة (الولايات المتحدة، كندا، المكسيك) المشاركة المباشرة دون خوض التصفيات، وفق تقليد معتمد من "فيفا" يمنح أصحاب الأرض فرصة الإعداد المبكر.
نسخة استثنائية مرتقبة
مونديال 2026 لن يكون بطولة تقليدية، بل حدثًا استثنائيًا على جميع المستويات. فهو الأول الذي يضم 48 منتخبًا، ما يمنح القارات خارج أوروبا فرصة أكبر لإبراز قوتها. كما أنه يقام لأول مرة في ثلاث دول معًا، وسط توقعات بمتابعة جماهيرية قياسية نظرًا للشعبية الجارفة لكرة القدم في الأمريكيتين.
ومع اقتراب التصفيات من مراحلها النهائية، تترقب الجماهير حول العالم اكتمال قائمة المنتخبات المشاركة، في انتظار أكبر عرس كروي في تاريخ اللعبة.
