شهدت سلطنة عمان توقيع اتفاقية بارزة بين شركتي تنمية نفط عُمان و"إس إل بي" لإنشاء مركز عمان لتقنيات تثقيب الآبار، الذي يُعدّ الأول من نوعه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يفتح آفاقًا جديدة للقطاع.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن اتفاقية المشروع الموقّعة اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر/أيلول 2025 تُمثل نقلة نوعية على صعيد تعزيز سلاسل الإمداد الوطنية وتوطين الصناعات المتقدمة، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية "عمان 2040" وبرنامج القيمة المحلية المضافة.
وسيزوّد مركز عمان لتقنيات تثقيب الآبار بأحدث التقنيات المتطورة، ومنها الأذرع "الروبوتية" وأنظمة النقل عالية الدقة، ما يجعله منصة لإعادة ابتكار أسلوب تنفيذ خدمات التثقيب، مع إسهام مباشر في تقليل الانبعاثات وتعزيز مرونة سلاسل التوريد الوطنية.
ويُتوقع أن يشكّل مركز عمان لتقنيات تثقيب الآبار إضافة نوعية تعزز مكانة سلطنة عمان بوصفها محورًا إقليميًا للصناعات المتقدمة في النفط والغاز، مع توفير فرص جديدة للشركات المحلية والكوادر العمانية، ليكون خطوة استراتيجية نحو مستقبل اقتصادي أكثر استدامة.
مركز جديد للابتكار الصناعي
قال المدير العام لشركة تنمية نفط عُمان، الدكتور أفلح بن سعيد الحضرمي، إن مركز عمان لتقنيات تثقيب الآبار يمثّل محطة محورية في مسيرة الشركة نحو تحقيق قيمة اقتصادية مستدامة، موضحًا أن دوره يتجاوز تلبية الاحتياجات المحلية ليشمل البحث والتطوير.
وأشار إلى أن المركز سيتيح تعزيز التعاون مع الجامعات والخبراء الدوليين، ما يسهم في تطوير حلول تقنية مبتكرة، ويرسّخ مكانة سلطنة عمان بوصفها داعمًا رئيسًا للبحث التطبيقي في قطاعَي النفط والغاز بالمنطقة.
وأضاف الدكتور أفلح الحضرمي أن المشروع يأتي استكمالًا لجهود الشركة في تعظيم القيمة المحلية المضافة، إذ يُترجم استثماراتها إلى فرص ملموسة للشركات المحلية والكوادر الوطنية، مع رفع مستوى الكفاءة في العمليات الصناعية وتعزيز مرونة الأعمال.
من جانبه، أوضح المدير العام لشركة "إس إل بي" في عمان وباكستان هلال بن سالم البوسعيدي أن مركز عمان لتقنيات تثقيب الآبار صُمِّم وفق أعلى معايير التصنيع العالمية، ليكون ركيزة إستراتيجية لطموحات السلطنة في أن تصبح مركزًا إقليميًا للابتكار الصناعي.
وأكد أن مركز عمان لتقنيات تثقيب الآبار يجمع بين خبرات "إس إل بي" العالمية وكفاءات عمانية مؤهلة، ما يعزز من موقع سلطنة عمان الاقتصادي والصناعي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال السنوات المقبلة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ولفت المدير العام للشركة إلى أن المشروع ينسجم مع التزام شركة تنمية نفط عمان بدعم الشركات الوطنية، إذ ضخّت ما يزيد على 2.5 مليار دولار في السوق المحلية خلال عام 2024، ما يمثّل نحو 40% من إجمالي إنفاقها على المشتريات.
الاستثمارات الأجنبية في سلطنة عمان
تشير أحدث البيانات الرسمية إلى أن قطاع النفط والغاز استحوذ على النصيب الأكبر من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في سلطنة عمان بنهاية الربع الأول من عام 2025، ما يعكس أهميته الإستراتيجية في تعزيز موارد الدولة الاقتصادية.
وبحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة، بلغت الاستثمارات الأجنبية المباشرة في البلاد نحو 30.6 مليار ريال عُماني (79.61 مليار دولار)، بارتفاع ملحوظ مقارنة بالعام السابق، ما يعزز ثقة المستثمرين.
وسجلت التدفقات الاستثمارية نحو 5.2 مليار ريال (13.59 مليار دولار) خلال الربع الأول من 2025، مقارنة بـ4.1 مليار ريال (10.69 مليار دولار) في المدة نفسها من 2024، ما يعكس تنامي شهية المستثمرين تجاه قطاع الطاقة.
وأكدت البيانات أن قطاع استخراج النفط والغاز استحوذ على 81% من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر، وهو ما يوضح المكانة المحورية لهذا القطاع بجذب رؤوس الأموال ودعم التنمية الاقتصادية في السلطنة.
وبلغت قيمة الاستثمارات في قطاع الاستخراج نحو 24.7 مليار ريال (64.24 مليار دولار)، بينما وصلت التدفقات النقدية إلى 4.8 مليار ريال (12.52 مليار دولار)، ما يبرهن على جاذبية القطاع وقدرته على توليد عوائد مستدامة.
ومن المتوقع أن يعزز إطلاق مركز عمان لتقنيات تثقيب الآبار هذا الزخم الاستثماري عبر تعزيز البنية التحتية الصناعية، وتوسيع قدرات سلطنة عمان على استيعاب المزيد من الاستثمارات النوعية خلال المرحلة المقبلة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
