أخبار عاجلة
كاف يكشف خطأ فادح في مباراة مصر وبوركينا فاسو -
وزير الخارجية القطري: أنفقنا مليارات الدولارات ... -

ندوة مصرية حول الهيدروجين الأخضر في الدول العربية وأبرز التحديات

ندوة مصرية حول الهيدروجين الأخضر في الدول العربية وأبرز التحديات
ندوة مصرية حول الهيدروجين الأخضر في الدول العربية وأبرز التحديات

يبرز الهيدروجين الأخضر بصفته أحد الحلول الواعدة لتحقيق الاستدامة، في ظل التحولات العالمية نحو الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وفي هذا السياق، تابعت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) ندوة افتراضية بعنوان "مستقبل الهيدروجين الأخضر في المنطقة العربية"، قدّمتها أستاذة الكيمياء الفيزيائية بكلية العلوم في جامعة الأزهر المصرية (بنات) الدكتورة ولاء حسين.

وجاءت الندوة في إطار المبادرة العربية للتعليم البيئي "تمكين بيئي مستدام"، وبرعاية وزارة البيئة المصرية وشركائها من مختلف الدول العربية؛ بهدف مناقشة مستقبل الهيدروجين الأخضر في المنطقة العربية والتحديات المرتبطة به.

ويمتلك الوطن العربي مقومات طبيعية وجغرافية تؤهله إلى أن يكون لاعبًا رئيسًا في سوق الهيدروجين الأخضر العالمية، من أبرزها: المساحات الشاسعة والصحاري الممتدة بمعدلات سطوع شمسي عالية، وسرعات الرياح القوية، وما يتمتع به من موقع إستراتيجي يربطه مع قارتَي أوروبا وآسيا.

الفرص الاقتصادية

أشارت الدكتورة ولاء حسين إلى أن تصدير الطاقة إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية يُعد فرصة ذهبية للمنطقة العربية لتحقيق الأرباح والإسهام في التحول العالمي نحو الاقتصاد الأخضر.

ولفتت إلى أنه على الرغم مما تتمتع به الدول العربية من إمكانات ضخمة من المصادر المتجددة، فإن مشروعات الهيدروجين الأخضر ما تزال تواجه عدة عقبات؛ على رأسها: ارتفاع التكلفة الخاصة بالتقنيات والبنية التحتية، ونقص الكوادر المؤهلة والخبرات الفنية، وصعوبات التخزين والنقل لمسافات طويلة، وغياب التشريعات المنظمة والإطار القانوني الداعم.

وتتوقع الدراسات وصول إنتاج الهيدروجين الأخضر إلى 25% من احتياجات العالم بحلول 2050، مع سوق عالمية تُقدّر قيمتها بـ10 تريليونات دولار.

وتتصدّر دول، مثل: السعودية والإمارات ومصر والمغرب وسلطنة عمان، المشهد بفضل مشروعاتها الضخمة وإستراتيجياتها الطموحة.

منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر
منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر - الصورة من كريس فوريوم

التحديات التقنية

ترى الدكتورة ولاء حسين أن التوسع في هذا القطاع ما يزال يواجه العديد من التحديات التقنية مثل ضمان السلامة، موضحة أن الهيدروجين مادة شديدة التقلب وقابلة للاشتعال بسهولة، ما يفرض الحاجة إلى أنظمة أمان شاملة وتدريب متخصص للعاملين.

وحول تحديات النقل، أشارت إلى أن البنية التحتية الحالية لا تزال محدودة، وإمكان دمج الهيدروجين في شبكات أنابيب الغاز لا يتجاوز 6% على أقصى تقدير، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة النقل لمسافات طويلة وحاجته إلى تجهيزات خاصة.

كما أفادت الدكتورة ولاء بأن قطاع الهيدروجين ما يزال يواجه تحديات عدة، أبرزها أن التخزين السائل يتطلّب درجات حرارة تصل إلى -253 درجة مئوية. كما يحتاج التخزين الغازي إلى ضغط مرتفع يصل إلى 70 ميغا باسكال، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة التخزين التي قد تصل إلى 7 دولارات لكل كيلوغرام، أي نحو 60% من التكلفة الكلية.

التجارب الدولية

سلّطت الدكتورة ولاء الضوء على أبرز التجارب الدولية في قطاع الهيدروجين الأخضر، مشيرة إلى أن استثمارات أستراليا تفوق 100 مليار دولار، ولديها خطط لإنتاج 3 ملايين طن سنويًا.

كما تتبنّى بريطانيا إستراتيجية وطنية للتوسع في سيارات الوقود الهيدروجيني، في حين وضعت كوريا الجنوبية خطة بمليارات الدولارات لدعم القطاع.

وأشارت أستاذة الكيمياء الفيزيائية بكلية العلوم إلى أن الاستثمارات الأميركية في هذا القطاع تتجاوز 9 مليارات دولار وتشهد هذه السوق نموًا سريعًا في الولايات المتحدة.

وتطرّقت إلى مشروع نيوم العملاق في السعودية بقدرة 4 غيغاواط الذي يستهدف أن تكون المملكة في صدارة هذا القطاع عالميًا.

دور البحث العلمي

أشارت الدكتورة ولاء إلى أن البحث العلمي يقدم دورًا محوريًا في هذا القطاع من خلال تطوير تقنيات التحليل الكهربائي وخلايا الوقود، وخفض التكاليف عبر تحسين عمليات التصنيع وزيادة الإنتاجية، وتحسين الكفاءة برفع معدلات تحويل الطاقة وتقليل فقدانها، وتعزيز السلامة بأنظمة كشف متطورة وبروتوكولات حديثة.

وقالت إن هناك نموًا سنويًا بنسبة 25% في الأبحاث المنشورة، مشيرة إلى ظهور أكثر من 12 ألف بحث منذ 2010.

وأضافت أن الاستثمارات البحثية قد تجاوزت 37 مليار دولار، واستحوذت أوروبا على 40% من الأبحاث، مقابل 3% فقط في الوطن العربي.

أبرز المشروعات العربية

تحدثت الدكتورة ولاء عن أهم المشروعات في قطاع الهيدروجين عربيًا، مشيرة إلى أن مصر لديها مشروع في جنوب سيناء باستثمار 17 مليار دولار، بطاقة إنتاجية 400 ألف طن سنويًا، بالإضافة إلى شراكة مع "سكاتك" و"أوراسكوم" لإنتاج مليون طن من الأمونيا الخضراء.

بينما تعمل الإمارات على مشروع "هيبرة" لإنتاج 400 كغم يوميًا من الهيدروجين عبر الطاقة الشمسية، وهو يُعد الأول من نوعه في المنطقة.

وتفوق استثمارات المغرب 32 مليار دولار بهدف إنتاج 3 ملايين طن سنويًا بحلول 2030، فيما يُعد مشروع نيوم في السعودية الأكبر عالميًا، لإنتاج 650 طنًا يومياً من الهيدروجين وتحويله إلى مليوني طن من الأمونيا الخضراء سنويًا، مع بدء التشغيل في 2026.

بينما تتبنّى سلطنة عُمان والمملكة الأردنية والجزائر وتونس وقطر والكويت مشروعات طموحة قيد التنفيذ أو التفاوض مع مستثمرين عالميين.

جانب من أعمال مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر في السعودية
جانب من أعمال مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر في السعودية

أبرز التحديات

أشارت الدكتورة ولاء حسين إلى أن قطاع الهيدروجين الأخضر في المنطقة العربية يواجه تحديات عدة، أبرزها مشكلة التمويل، موضحة أن الدول العربية ما تزال في حاجة إلى استثمارات تفوق 300 مليار دولار مع صعوبة جذب رؤوس الأموال.

وحول البنية التحتية، أوضحت أن معظم الدول العربية تعاني نقصًا في شبكات النقل والتخزين والمواني المتخصصة، بالإضافة إلى قلة الكوادر البشرية المؤهلة، وغياب تشريعات واضحة ومعايير موحّدة تحكم هذا القطاع.

وتوقعت أن تصبح المنطقة أحد أبرز المراكز العالمية لإنتاج الهيدروجين وتصديره، مستفيدة من موقعها الجغرافي ومصادرها الطبيعية الهائلة، ومسهمة في قيادة التحول العالمي نحو مستقبل خالٍ من الكربون.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق منتخب مصر بالأحمر وإثيوبيا بالأخضر في تصفيات كأس العالم
التالى "إي تاكس" تحتفي بنجاح وزارة المالية في "التسهيلات الضريبية"