واردات تركيا من الغاز المسال تنتعش بـ3 صفقات ضخمة (تحديث)

تشهد واردات تركيا من الغاز المسال انتعاشًا جديدًا بعد توقيع 3 صفقات ضخمة بين شركة بوتاش التركية من جهة، وشركات شل العالمية و"بي بي" البريطانية وإيني الإيطالية، لتأمين إمدادات إضافية من الغاز في مدة تزايد الطلب.

وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الصفقة الأولى تنصّ على تزويد تركيا بنحو 1.6 مليار متر مكعب من الغاز المسال سنويًا، بإجمالي 4.8 مليار متر مكعب على مدى 3 سنوات، بدءًا من عام 2025.

أما الصفقة الثانية، الموقعة اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر/أيلول 2025، بين "بوتاش" و"إيني"، فتمتد إلى 3 سنوات، وتشمل توريد 500 مليون متر مكعب من الغاز المسال سنويًا، بإجمالي 1.5 مليار متر مكعب.

بينما تتضمن الصفقة الثالثة مع "شل" شراء 2.4 مليار متر مكعب من الغاز المسال لمدة 3 سنوات، بواقع 800 مليون متر مكعب من الغاز المسال سنويًا.

وتأتي الصفقات الـ3 في توقيت بالغ الأهمية، مع ارتفاع الاستهلاك المحلي للغاز الطبيعي في تركيا إلى مستويات قياسية خلال النصف الأول من العام الجاري، وسط مخاوف من نقص الإمدادات خلال ذروة الطلب في فصل الشتاء.

وأكدت وزارة الطاقة التركية أن هذه الخطوة ستسهم في تعزيز أمن الطاقة وتوفير مرونة أكبر في تعزيز وارداتها من الغاز المسال، ما يدعم خطط البلاد لمواجهة التحديات المتزايدة في السوق العالمية للطاقة.

صفقتا الغاز المسال إلى تركيا

وقّعت شركتا بوتاش و"بي بي" الاتفاق خلال فعاليات معرض "غاستك"، ليمتدَّ إلى 3 سنوات، وبموجبه تزيد واردات تركيا من الغاز المسال بنحو 1.6 مليار متر مكعب سنويًا، ما يرفع إجمالي الكميات إلى 4.8 مليار متر مكعب حتى عام 2028.

وتُعَدّ الصفقة إحدى الخطوات المهمة لتعزيز واردات تركيا من الغاز المسال، في ظل اعتماد البلاد على مزيج متنوع من الإمدادات عبر خطوط الأنابيب والغاز المسال، بما يضمن استقرار السوق المحلية أمام تقلبات الأسعار العالمية.

وفي السياق ذاته، وقعت الاتفاقية الثانية بين شركة "بوتاش" الوطنية التركية، وشركة "إيني الإيطالية، لتوريد 1.5 مليار متر مكعب من الغاز المسال خلال 3 سنوات، بواقع 500 مليون متر مكعب سنويًا، وفق تفاصيل الاتفاق التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

يشار إلى أن بيانات هيئة تنظيم الطاقة التركية تشير إلى أن الاستهلاك بلغ 34.2 مليار متر مكعب خلال النصف الأول من 2025، بزيادة 21% على العام السابق، ما يعكس الحاجة المتزايدة إلى تعزيز واردات تركيا من الغاز المسال في الأشهر المقبلة.

في الوقت ذاته، تشير تقديرات السوق إلى أن تركيا قد تضطر لشراء ما بين 36 و48 شحنة فورية إضافية من الغاز المسال خلال الربع الأخير من العام، وهو ما يعزز أهمية الاتفاق الجديد مع شركة النفط البريطانية بي بي، وشركة إيني الإيطالية وشركة شل الأنغلو هولندية.

وتعكس الصفقات الـ3 إدراك الحكومة التركية لأهمية المرونة التجارية في عقود الغاز، خاصة مع تزايد اعتماد البلاد على واردات تركيا من الغاز المسال لتلبية ذروة الطلب الموسمي خلال الشتاء.

ومن المتوقع أن تسهم الاتفاقات في دعم الاقتصاد التركي عبر تقليل احتمال حدوث انقطاعات أو ارتفاعات حادّة في الأسعار، في وقت تشهد فيه السوق العالمية منافسة قوية على شحنات الغاز المسال.

وتبرز أهمية هذه الخطوة أيضًا في إطار جهود تركيا لتأمين أمن الطاقة، إذ تأتي واردات تركيا من الغاز المسال بوصفها حلًا حيويًا يعوّض أيّ نقص محتمل في إمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب.

تزايد الاعتماد على الغاز المسال

ضمن تزايد الاعتماد على واردات تركيا من الغاز المسال، وقعت شركة بوتاش الوطنية اتفاقية مع شركة شل، تستهدف شراء 2.4 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال لمدة 3 سنوات، بواقع 800 مليون متر مكعب سنويًا.

ارتفعت واردات تركيا من الغاز المسال خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري 2025، إلى 9.46 مليار متر مكعب، مقابل 6.68 مليار متر مكعب في المدة نفسها من العام الماضي.

وتشير بيانات منصة الطاقة المتخصصة إلى أن واردات تركيا من الغاز المسال قد تبلغ مستويات غير مسبوقة خلال الربع الأخير من 2025، مع استمرار الاستهلاك عند مستويات أعلى من 2024، ما يفرض تحديات إضافية على قطاع الطاقة.

وقد يصل استهلاك الغاز في تركيا إلى 18.1 مليار متر مكعب في الأشهر الـ3 الأخيرة من العام، بزيادة تقارب 3.15 مليار متر مكعب عن المدة نفسها من العام الماضي، وهو ما يجعل واردات تركيا من الغاز المسال الخيار الأبرز لسدّ الفجوة.

وبالنظر إلى محدودية الإمدادات عبر خط أنابيب "ترك ستريم"، وعدم كفاية الغاز التركماني والإنتاج المحلي لتغطية الطلب، فإن الاعتماد على واردات تركيا من الغاز المسال سيظل محوريًا في إستراتيجية الطاقة.

وتكشف بيانات شركة "كبلر" لتتبُّع السفن أن تركيا استوردت 4.6 مليار متر مكعب من الغاز المسال، من خلال 49 شحنة في الربع الأخير من العام الماضي 2024، في حين يُتوقع أن تحتاج البلاد إلى 12 شحنة إضافية هذا العام لتغطية العجز.

بالإضافة إلى ذلك، يزيد استمرار ارتفاع الطلب بنسبة 20–21%، مقارنة بعام 2024، من الحاجة إلى تعزيز واردات تركيا من الغاز المسال، وهو ما يجعل الاتفاق الجديد مع شركة النفط البريطانية بي بي بمثابة عنصر استقرار رئيس.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..