فى زقاقٍ هادئ بمنطقة عين شمس، استيقظت الجدران على صرخة مدوية اخترقت سكون الليل، لتعلن أن طفلة لم تحتمل صراعها الصغير مع الحياة.
كانت الرابعة عشرة من عمرها، زهرة فى مقتبل التفتح، لكنها وجدت فى لحظة غضبٍ عابرة أن لا ملاذ لها إلا أن تطوى صفحتها مبكرًا.
لم يكن الخلاف أكبر من هاتفٍ محمول سُحب من يدها، لكنه كان كفيلًا بأن يحوّل عالمها الضيق إلى ظلامٍ مطبق لم تر فيه سوى نافذة مفتوحة على النهاية.
حين هرع الجيران إلى الشارع، وجدوا جسدها الصغير مسجى على الأرض، يلفّه صمتٌ ثقيل لا يقطعه سوى أنفاس متقطعة من شهود لم يستوعبوا بعد المشهد.
انتقلت المباحث على الفور، تحاصر المكان بأسئلتها وكاميرات المراقبة، لكن خلف الإجراءات الرسمية بقيت الحكاية أعمق: حكاية طفلة وقعت ضحية جدارٍ هش بين قسوة الواقع وضيق الأفق، لتترك سؤالًا موجعًا معلقًا فى الهواء: كم من الأرواح الصغيرة قد تُزهق بسبب لحظة غياب حوار ودفء احتواء؟.
استمعت نيابة عين شمس، لأقوال والدة طفلة تبلغ من العمر ١٤ سنة تخلصت من حياتها بعد أن ألقت بنفسها من الطابق الخامس بسبب أخذ والدتها الهاتف المحمول منها.
وقالت الأم ، إنها لم تتوقع أن تلقى ابنتها نفسها من الشرفة، مشيرة إلى أنها كانت لا تترك الهاتف دقيقة واحدة سواء عند أكلها أو حتى دخولها دورة المياه.
وأضافت والدة المتوفية، أن ابنتها أدمنت الألعاب بشكل مستفز فخافت عليها وعلى مستقبلها التعليمى والدراسى فوضعت لها جدولا زمنيا لاستخدام ساعتين فى اليوم فقط وهو ما رفضته وهرولت تجاه الشرفة ثم ألقت نفسها .
كانت غرفة عمليات شرطة النجدة، تلقت بلاغا من الأهالى بالعثور على جثة طفلة بأحد شوارع منطقة عين شمس، وعلى الفور انتقل رجال المباحث لمكان الواقعة.
