أخبار عاجلة

تراجع دور الدولار كملاذ آمن: حقيقة أم وهم؟

تراجع دور الدولار كملاذ آمن: حقيقة أم وهم؟
تراجع دور الدولار كملاذ آمن: حقيقة أم وهم؟

03:13 م - الإثنين 8 سبتمبر 2025

 

الزراعي سبتمبر

شهد الدولار الأميركي خلال الفترة الأخيرة تراجعاً لافتاً في مكانته كملاذ آمن للمستثمرين، وهو ما أثار جدلاً واسعاً حول ما إذا كانت هذه السمعة التي ارتبطت به لعقود كانت في الأساس مجرد وهم. ففي أبريل الماضي، ومع تزايد الضغوط المالية الناتجة عن الرسوم الجمركية، انخفض مؤشر الدولار بنسبة 8% بالتوازي مع هبوط مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بما يقارب 20%. هذا التطور ألغى الفرضية القديمة التي كانت ترى في الدولار خط الدفاع الأول أمام الصدمات الاقتصادية والمالية العالمية.

على مدى 15 عاماً، جرى التعامل مع الدولار باعتباره أداة تحوط طبيعية في أوقات الأزمات، حيث كان يُفترض أن أي هبوط في وول ستريت يقابله ارتفاع في قيمة الدولار، مما يحد من الخسائر في الأصول الأميركية. غير أن التجربة الأخيرة أثبتت العكس، وهو ما دفع العديد من المؤسسات المالية لإعادة تقييم استراتيجياتها وتوسيع نطاق التحوط من تقلبات العملة.

العودة إلى التاريخ تكشف أن الثقة في الدولار لم تأتِ من فراغ؛ فقد ارتبطت قيمته خلال الحرب الباردة بالذهب وبهيمنته على النظام المالي الغربي. كما عززت أزمة 2008 هذه الصورة حين ارتفع الدولار بقوة رغم أن الولايات المتحدة كانت بؤرة الأزمة. غير أن التدقيق في البيانات المالية يوضح أن هذا الارتفاع لم يكن نتيجة الثقة العالمية بالدولار، بل بسبب تصفية صفقات "الكاري تريد" التي كانت ممولة بالدولار، إضافة إلى إعادة رؤوس الأموال الأميركية من الخارج.

اليوم، ومع بقاء أسعار الفائدة الأميركية عند مستويات مرتفعة مقارنة بأوروبا واليابان والصين، أصبحت الولايات المتحدة الوجهة الأساسية لتمويل مثل هذه الصفقات. وهو ما يعني أن أي اهتزاز في الأسواق قد ينعكس بشكل مختلف تماماً عن السيناريوهات التقليدية التي تعود عليها المستثمرون.

تداعيات هذا التحول عميقة؛ إذ إن فقدان الدولار لوضعه كملاذ آمن سيجبر المستثمرين الدوليين على تحمل تكاليف تحوط إضافية، مما يقلل من جاذبية الأصول الأميركية في وقت تُعتبر فيه أسعارها مرتفعة بالفعل. كما أن تراجع الثقة في الدولار يضعف ما يُعرف بـ"الاستثنائية الأميركية" التي شكلت ركيزة أساسية للتفوق الاقتصادي الأميركي في العقدين الماضيين.

إن مراجعة هذه الافتراضات التاريخية حول قوة الدولار تكشف أن الصورة التي ارتبطت به طويلاً ربما لم تكن سوى سراب، وأن الاختبار الحقيقي لمكانته سيظهر عند حدوث صدمة مالية جديدة، قد تعيد رسم خريطة الملاذات الآمنة عالمياً.

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الليلة.. عمرو يوسف ضيف برنامج "فضفضت أوي" على watch it
التالى "إي تاكس" تحتفي بنجاح وزارة المالية في "التسهيلات الضريبية"