تحل اليوم الذكرى الخامسة لرحيل الفنانة القديرة رجاء الجداوي، التي غادرت عالمنا إثر إصابتها بفيروس كورونا، تاركة وراءها إرثًا فنيًا غنيًا ومؤثرًا.

**نشأة رجاء الجداوي**
في محافظة الإسماعيلية نشأت الفنانة رجاء الجداوي ، واسمها الحقيقي كان نجاة علي حسن الجداوي. كان والدها يعمل في مجال التجارة بين مصر والحجاز، بينما والدتها تعد شقيقة الفنانة القديرة تحية كاريوكا، مما جعلها تتصل منذ طفولتها بعالم الفن والإبداع.

زواج الفنانة الراحلة رجاء الجداوي من حارس مرمى نادي المصري
كان من حسن مختار، وهو حارس مرمى نادي المصري، حيث أثمر هذا الزواج عن ابنتها الوحيدة، أميرة حسن مختار. استمرت العلاقة الزوجية لسنوات طويلة حتى وفاة حسن مختار التي سبقت رحيلها.
أول لقاء جمعهما كان أثناء عرض مسرحي بعنوان “روبابيكيا” في السودان. حينها تم إخبار رجاء أن مجموعة من لاعبي كرة القدم كانوا حاضرين، فقامت بتحيتهم بشكل عابر دون أن تتعرف عليهم، إذ لم تكن لديها أي معرفة بالرياضة أو كرة القدم.
لكن ما لفت نظرها كان أحد اللاعبين الذي كان جالساً يقرأ كتاباً بشكل غير مكترث، مما دفعها لتسأل بفضول: “من هو هذا المثقف؟”. جاء الرد بأنه حسن مختار.
في اليوم التالي، فوجئت رجاء الجداوي بحسن مختار يلقي التحية عليها بطريقة غير مألوفة قائلاً: “بالمناسبة، شكلك اليوم أفضل.” وردت عليه مستغربة: “عفواً؟”. فأكمل قائلاً بشكل صريح: “بالأمس كنتِ تشبهين البلياتشو”، مشيراً بذلك إلى المكياج الكثيف الذي وضعته لأداء دورها في العرض المسرحي.

توجهت رجاء الجداوي لاحقًا إلى مدينة الخرطوم لتقديم أحد العروض، حيث تفاجأت باتصال منه يخبرها بأنه سيأتي إلى المدينة، وبالفعل التقيا هناك. أثناء اللقاء، جلس على نفس الكرسي الذي كانت تجلس عليه، في إشارة واضحة إلى رغبته في الاقتراب منها.
وفي اليوم التالي، وأثناء عودتها إلى مصر بالطائرة، تفاجأت بوجوده على متن الرحلة نفسها. طلب التحدث معها وسألها إذا كانت مرتبطة أو متزوجة، وحين أجابت بالنفي، صارحها برغبته في الزواج منها. رغم إصراره أن الزواج بالنسبة له ليس شرطًا أساسيًا للعلاقة، رفضت الفكرة حينها، لكنه أكد أنه لن يتراجع عن قراره. بعد العودة إلى مصر بأيام قليلة، تواصل معها مجددًا وطلب لقاء عائلتها.
المفاجأة كانت أن والدتها كانت تعرفه وتعشق كرة القدم، وخصوصاً الفريق الذي كان يلعب فيه مختار، مما ساهم في تقريب الرؤى بينهما.
وبالفعل تم الزواج خلال ستة أيام فقط. وصفت رجاء الجداوي زوجها بأنه أعظم رجل في حياتها، واستمر زواجهما لمدة 46 عامًا مليئة بالحب والوفاء. حتى بعد وفاته، ظلت محافظة على ذكراه وكانت تذرف الدموع كلما استعادتها.