سجلت أسعار الذهب العالمي اليوم الثلاثاء ارتفاعا قياسيا جديدا، مواصلا مكاسبه للجلسة السادسة على التوالي، وسط أجواء من التفاؤل الحذر في الأسواق المالية، حيث جاء هذا الصعود بدعم مباشر من تراجع الدولار الأميركي.
كما أن تزايد الرهانات على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يتجه إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب منتصف سبتمبر الجاري، في خطوة قد تشكل منعطفا مهما في مسار السياسة النقدية الأميركية.
ارتفاع أسعار الذهب عالميا
وفي التعاملات الفورية، صعد المعدن الأصفر بنسبة 0.5% ليصل إلى 3550 دولار للأونصة، بعدما لامس مستوى غير مسبوق عند 3579 دولار خلال التداولات المبكرة.
كما عززت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر مكاسبها بقفزة بلغت 1.4% لتستقر عند 3589 دولار للأونصة، ما يعكس قوة الطلب الاستثماري على الملاذات الآمنة في هذه المرحلة.

أسباب صعود أسعار الذهب عالميا
ارتكزت موجة الارتفاع الأخيرة على مزيج من العوامل الاقتصادية والسياسية، فقد أظهر الاقتصاد الأمريكي علامات تباطؤ متزايدة، الأمر الذي يضع ضغوطا إضافية على الفيدرالي لتخفيف قبضته النقدية.
في الوقت نفسه، تراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته في أكثر من شهر أمام سلة العملات الرئيسية، وهو ما جعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين خارج الولايات المتحدة، ومع تزايد الشكوك بشأن استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي، باتت الثقة بالأصول الدولارية أكثر هشاشة، ليبقى الذهب خيارا مفضلا للتحوط.
توقعات الفائدة الأميركية
الأسواق المالية باتت تسعر بنسبة تفوق 90% احتمال خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع 17 سبتمبر، وفي مثل هذه البيئة، يظل الذهب المستفيد الأكبر، لاسيما أنه لا يمنح عائدا مباشرا، فيما تفقد الأدوات الاستثمارية الأخرى بريقها مع انكماش العوائد.
البيانات الأخيرة للتضخم في الولايات المتحدة أظهرت ارتفاع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 0.2% على أساس شهري و2.6% على أساس سنوي، وهي نتائج متوافقة مع التقديرات، ما يزيد من فرص تبني سياسة نقدية أكثر مرونة.
وتترقب الأسواق تقرير الوظائف غير الزراعية المقرر صدوره الجمعة المقبل باعتباره مفتاحا أساسيا لتوجهات الفيدرالي في اجتماعه القادم.

تأثير الفائدة الأمريكية على أسعار الذهب
وفي هذا السياق، أكد محمد صلاح، رئيس التشغيل في شركة سبائك، أن بيانات سوق العمل الأميركية المنتظر صدورها في سبتمبر ستحدد بشكل كبير اتجاه أسعار الذهب.
وأوضح صلاح، في تصريحات للعربية، أن الأسواق استوعبت بالفعل خفضا متوقعا بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما قد يحد من التأثير المباشر على المعدن الأصفر، لكن المفاجأة الحقيقية ستكون إذا قرر الفيدرالي خفضا أكبر من ذلك، حيث قد تشهد الأسواق رد فعل قوي يدفع الذهب نحو مستويات صعودية جديدة.
وأضاف أن الذهب ما زال يتمتع بزخم واضح، مستندا إلى استقراره رغم تقلبات الأسواق العالمية، متوقعا أن تتراوح أسعاره بنهاية عام 2025 بين 3600 و3700 دولار للأونصة، معتبرا أن هذه المستويات تعكس قوة الطلب على المعدن كملاذ آمن.

الذهب سيتخطى حاجز 4 آلاف دولار للأونصة
كما رجح صلاح أن يقترب الذهب من حاجز 4 آلاف دولار للأونصة على المدى المتوسط، بدعم من سياسات التيسير النقدي وتباطؤ النمو العالمي، مشددا على أن هذا الاتجاه الصعودي قد يمتد حتى منتصف 2026 على الأقل، ليعزز الذهب مكانته كأحد أكثر الأصول قدرة على مواجهة التضخم والتقلبات الجيوسياسية.
وبالنظر إلى مجمل التطورات، يبدو أن الذهب يمضي في مسار صعودي قوي تدعمه رهانات خفض الفائدة الأمريكية وتراجع قوة الدولار، في وقت تعزز فيه المخاوف الاقتصادية والجيوسياسية مكانة المعدن النفيس كملاذ آمن، ليظل مرشحا لتحقيق مستويات تاريخية جديدة خلال الفترة المقبلة مع ترقب حذر لقرارات الفيدرالي والبيانات الاقتصادية المنتظرة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.