تناقش الباحثة دينا دياب رسالتها للدكتوراه غدًا الثلاثاء 2 سبتمبر، وذلك في قاعة ثروت عكاشة بأكاديمية الفنون، وتحمل الرسالة عنوان: "خطاب التطرف الديني في الرواية المصرية المعاصرة في الفترة من 2000 وحتى 2020.. دراسة تحليلية نقدية".
يشرف على الرسالة الأستاذ الدكتور أحمد بدوي، عميد معهد النقد الفني الأسبق، والدكتور حمدي النورج استاذ النقد وعلم الخطاب ورئيس قسم النقد الأدبي بأكاديمية الفنون، فيما تضم لجنة المناقشة اللواء الدكتور سمير فرج الخبير الاستراتيجي ومدير إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة سابقًا ورئيس دار الأوبرا المصرية الأسبق، والدكتور شوكت المصري أستاذ النقد ورئيس قسم النقد الأدبي بأكاديمية فنون الإسكندرية.
دور الأدباء والمثقفين المصريين
تسعى الدراسة إلى إبراز دور الأدباء والمثقفين المصريين في مواجهة ظاهرة التطرف من خلال النصوص الروائية، بالإضافة إلى مناقشة دور الإعلام والفن فى التصدي لظاهرة التطرف وإمكانية تحويل الروايات موضع الدراسه إلى أعمال فنية تنمى الوعى ضد خطاب التطرف، حيث تتوقف أمام أعمال بارزة مثل عمارة يعقوبيان لعلاء الأسواني، و"السلفي" لعمار علي حسن، و"سيدة الزمالك" لأشرف العشماوي، وغيرها من الروايات والاعمال التي تصدت لقضية التطرف الديني.
كما تطرح الرسالة تساؤلات محورية عن مدى تأثير الحراك السياسي والاجتماعي الذي شهدته مصر في السنوات الأخيرة على الكتابة الروائية، وكيف تجلّت مظاهر التطرف في الرواية المصرية، وما الأسباب الأكثر فاعلية في ظهوره، وهل يتعلق الأمر بإرهاب المقدس الديني أم بمقاومة السلطة؟ كما تناقش الدراسة ما إذا كان السرد الروائي قد نجح في الموازنة بين التوثيق الحي للواقع وبين متطلبات الصنعة الفنية، وكيف استطاع أن يوضح مفاهيم التطرف الرائجة ويبرز عوامل نموها وانتشارها في المجتمع.
ويثير البحث قضايا حول التقنيات السردية التي اعتمدها الروائيون المصريون في تمثيل خطاب التطرف، وما إذا كانت هذه التقنيات قد أتاحت رؤية متعددة الأبعاد أم وقعت في فخ الطرح الأيديولوجي المباشر، كما يتناول حضور المرأة داخل هذا الخطاب السردي وما إذا كانت ممثلة كفاعل رئيسي أو مجرد متلقٍ له. وتطرح الرسالة تساؤلات حول قدرة هذه الروايات على إنتاج وعي بديل يواجه خطاب التطرف، وهل نجحت في تقديم خطاب نقدي مضاد أم اكتفت بإعادة إنتاج السرديات السائدة، فضلًا عن بحثها في مدى وعي الرواية المصرية بالبعد العالمي للظاهرة وتأثير الخطاب الإعلامي والدولي في تشكيل صور المتطرفين داخل النصوص.
ظاهرة التطرف
ومن خلال هذه الأسئلة، تسعى الباحثة في دراستها إلى توضيح ما إذا كانت الرواية المصرية المعاصرة قد نجحت في صياغة سردية متماسكة حول ظاهرة التطرف، أم أنها ما زالت تعاني من التشظي والتناقض في الطرح، مؤكدة أن الحاجة باتت ملحة إلى تطوير الخطاب الروائي لمواجهة هذه الظاهرة فكريًا وجماليًا، وإلى تعزيز دور الأدب كأداة من أدوات تفكيك خطاب العنف والتطرف في المجتمع.
تجدر الإشارة إلى أن الكاتبة الصحفية دينا دياب تشغل منصب رئيس قسم الفن بجريدة الوفد، ورئيس تحرير جريدة البلاد، وعملت بالعديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية، كما تشغل منصب المستشار الإعلامي للمجلس الأعلى للاقتصاد العربي الأفريقي، تخرجت فى كلية الاعلام وحصلت على دبلومة بالمعهد العالى للنقد الفنى وحصلت على ماجستير بعنوان “توظيف الكائنات الخارقة فى أدب نجيب محفوظ”، وصدر لها كتاب رحلتى إلى كوردستان، أدب الرحلات، وتحت الطبع كتاب عفاريت نجيب محفوظ.

